نقلا عن اليومى.. ابتسامة مرتبكة، دقات قلب سريعة، نفس عميق من هذه السيجارة التى حفظت مكانها بين أصابعها، تبدأ حكايتها عن «النفس الأول» وكيف استطاعت أن تكون ضمن هذه القائمة المنبوذة اجتماعيا، بالتأكيد أحداث كثيرة وذكريات سبقت قرارها بتناول المواد المخدرة، ولكن أيا كانت دوافعها لهذا فالنتيجة أصبحت واحدة، صمت سيطر على أغلبهن قبل أن نتبادل أطراف الحديث، بعضهن بكين وأخريات على يقين تام أنهن الآن قد وجدن أنفسهن حقا. فى السطور التالية تحكى مجموعة من الفتيات عن تجربتهم فى تناول المواد المخدرة، ولأسباب تتعلق بالمهنية واحترام الخصوصية قررنا حجب أسمائهن، لكن المؤكد أن هذه القصص ربما ستكون أهم وأفضل بكثير من أن نتعرف على هويتهن. زوج حبيب صديق هذه هى دائما البداية، العامل المساعد الذى شجع البنت على أن تكون فى مركز للإدمان لتتحدث عن تجربتها، «ر. ش» واحدة من ضمن هؤلاء الفتيات اللاتى قررن أن تروى حكايتها تقول: «بدأت تناول المخدرات تقريبا منذ عامين، مع صديق لى فى الجامعة فأنا طالبة فى كلية (إعلام) جامعة القاهرة» كنت أرغب فى تجربة «الحشيش» خصوصا وأنى أدخن منذ أربع سنوات تقريبا، فكان لدى رغبة فى أن أتناول شيئا أخر مختلفا عنها، ساعدنى فى ذلك زميل كان مقربا بدرجة كبيرة لى، وبالفعل أعطانى «سيجارة حشيش» فى البداية كنت أرى أن طعمها غير لذيذ ولا تأتى بنتائج جيدة على «المزاج»، ولكن مع مرور الوقت شعرت بهذا الأثر، وأصبحت أتناوله يوميا، أنا بكل تأكيد لم أصل إلى حد الإدمان ولكنى أحبه وهو مفضل لدى كثيرا، أنا لا أشعر أنه يؤثر على حياتى سلبا خصوصا أنى أستطيع أن أوفر أمواله بكل سهولة، وأقدر على التحكم بنفسى فى حالة عدم وجوده، ولكن كل ما أعرفه الآن أنه يساعدنى على أن أكون أفضل، أهلى بالتأكيد ليسوا على علم بتناولى ل«الحشيش» ولكن أمى تعلم أنى مجرد مدخنة، تحاول من فترة لأخرى أن تقنعنى أنه سيؤثر سلبا على صحتى ولكن أعتقد أن الوقت قد فات فأن لم أعد أقدر على العيش بدونهما «السجاير والحشيش». لم تكن «س. م» لها رأى مختلف كثيرا عن صاحبة الحكاية السابقة، اختلافات بسيطة بينهما فالأولى مازالت تدرس بالجامعة أما الثانية فهى متزوجة ولديها طفلان، ولكنهما اجتمعا على حب «المواد المخدرة»، فتقول: القصة بدأت بعد شهرين من زواجنا، حينما طلبت منه أن يحضر لى «بانجو» ولكن إجاباته كانت حادة وغاضبة جدا ولكن حاولت إقناعه وبالفعل بعد هذه الواقعة بيومين قمنا بتجربته ومنذ هذا اليوم وحتى الآن وأصبحت أنا وزوجى لا نقدر على أن يمر يوم دون أن يكون هناك «بانجو»، 3 سنوات هى مدة التعاطى منذ أن بدأنا وعلى الرغم من أنى كنت أحاول دائما أن أتوقف عنه إلا أن الأمر أصبح خارجاً عن إرادتى بعض الشىء. الفتاة الثلاثينية «م. م»، تحكى القصة من بدايتها «ساعدت تربيتى الانطوائية على أن أكون خجولة أكثر من المعتاد، ولكن منذ زواجى أى قبل 3 سنوات طلب منى زوجى أن أتناول (الحشيش) لكى يجعلنى أكثر راحة معه وأبتعد عن هذا الخجل الذى تسبب فى تأجيل ليلة (الدخلة) أسبوعا تقريبا، فكانت هنا البداية والطريق الأسهل والأسرع لكى أكون فى علاقة زوجية كاملة وناجحة أيضا دون أن أشعر بهذا الخجل الذى كان يعكر صفوها من قبل».