فيلم «Goldfinger» أو «الأصابع الذهبية» هو الفيلم الثالث من سلسلة أفلام جيمس بوند، والذى أنتج عام 1964، وقد قام فيه بدور العميل السرى جيمس بوند الممثل شين كونرى مع جيرت فروبه بدور «جولد فينجر»، وهونور بلاكمان بدور «بوسى جالور»، وهارولد ساكاتا بدور مساعد «جولد فينجر»، وشيرلى إيتون بدور «جيل ماسترسون»، وتانيا ماليت بدور «تيلى ماسترسون»، وبرنارد لى بدور «أم»، وديسموند ليلويلن بدور «كيو». والمخرج جاى هاملتن، وسيناريو ريتشارد ميبوم وبول دن، ومدة العرض 105 دقائق، بميزانية بلغت ثلاثة ملايين دولار، وقد حقق الفيلم نجاحًا باهرًا، إذ بلغت إيراداته 124.9 مليون دولار. ويرجع الفضل فى تلك السلسلة للكاتب الإنجليزى إيان فلمنج، وذلك بعد عمله لفترة فى المخابرات البريطانية، ثم اعتزاله العمل ليبدأ فى كتابة سلسلة روايات جيمس بوند، الأمر الذى وضعه فى المرتبة الرابعة عشرة ضمن أعظم خمسين كاتبًا بريطانيًا منذ عام 1945 إلى الآن، وقد جعل «فلمنج» من أحد ضباط الاستخبارات السرية البريطانية الخيالى بطلًا لرواياته، وأعطاه اسم «جيمس بوند»، ذلك الاسم الذى استعاره من اسم عالم الطيور فى منطقة بحر الكاريبى، ومؤلف كتاب دليل الطيور «جيمس بوند»، وقد أطلق على شخصيته رمزًا كوديًا صاحبها فى كل أجزء السلسلة، وهو العميل «007» الذى كان رمزًا مستخدمًا بالفعل فى المخابرات البريطانية، ويعنى أنه مرخص له بالقتل فى أى وقت، وبكل السبل والوسائل. وتتابع إنتاج «فلمنج» منذ عام 1953 وكتب عدة روايات وقصصًا قصيرة من بطولة «بوند» خلال حياته حتى مماته فى 1964 حيث نشر اثنتى عشر رواية ومجموعة من القصص القصيرة. وكان فيلم «الأصابع الذهبية» من أعظم ما قدم من أفلام «جيمس بوند» على الإطلاق، وبسبب إتقان «كونرى» أداء الشخصية فاز بلقب أفضل من أدى شخصية «جيمس بوند» فى اختيار قراء مجلة «إس إف إكس» البريطانية، كما اختار قراء المجلة فيلم «الأصابع الذهبية» على أنه الفيلم الأفضل فى السلسلة، وأجرت شبكة «سى إن إن» استطلاع رأى حول أكثر أفلام السلسلة شعبية بمناسبة الاحتفال بمرور 50 عامًا على بدء تلك السلسلة، وجاء ذلك الفيلم فى المركز الأول بنسبة %47 من الأصوات، يليه فى المركز الثانى «كازينو رويال» بطولة دانيال كريدج بنسبة %38، ثم فى المركز الثالث «الجاسوس الذى أحبنى» بطولة روجر مور بنسبة %15، ويدور الفيلم حول تكليف العميل «بوند» بمتابعة العنصر الخطر «أوريك جولد فينجر»، وكشف تلاعبه بشحنات الذهب غير المشروعة، واحتياله من أجل تهريبه بين البلدان المختلفة، ويستعين «فينجر» بعصابة مدربة من أجل ذلك، خاصة مساعده الكورى «أودجوب» الذى يمتلك القدرة على القتل عن طريق قبعته ذات الحواف الحادة جدًا، ويتميز بقوة هائلة غير طبيعية، ويهزم «بوند» «جولد فينجر» فى مباراة للجولف، ويتتبع «بوند» «جولد فينجر» فى سويسرا بعد أن ركب جهاز تتبع فى سيارته، وتحاول تيلى ماسترسون، شقيقة إحدى الفتيات اللاتى قتلهن جولد فينجر، قتله، لكن «بوند» يبعدها بعد أن تصيبه بالخطأ، ويتعرف «بوند» على أسرار «جولد فينجر»، وأنه يهرب الذهب بسبكه فى هيئة قطع من سيارات «رولز رويس»، وفى محاولة ثانية ل«تيلى» لقتل «جولد فينجر» يقتلها «أودجوب» بقبعته، ويتم أسر «بوند» حيث يتم تقييده وربطه بطاولة ذهبية تحت جهاز ليزر ضخم، يظهر منه شعاع يقوم بقطع الطاولة نصفين بصورة بطيئة جدًا بين أرجل «بوند»، وعندما نجا منها «بوند» بأعجوبة وجد نفسه فى طائرة نفاثة ل«جولد فينجر» بقيادة الطيارة الشخصية له بوسى جالور، وينجح «بوند» فى تنشيط جهاز فى كعب حذائه، ويلتقط فيكس ليتر الإشارة ويخبر «M» عن مكان «بوند». وبعد سلسلة من المطاردات يقتل «جولد فينجر» ويعود جيمس بوند سالماً إلى الأرض، ثم يقول بالطيران إلى كوبا، وبعد نضال على متن الطائرة ينفتح مسدس «جولد فينجر» كاسرًا النافذة، وبالتالى فإن «جولد فينجر» يتم سحبه خارج الطائرة ليقتل، وبعد ذلك ينجح جيمس بوند وبوسى جالور فى الخروج من الطائرة فى الوقت المناسب ويهبطان بالباراشوت على الشاطئ بسلام. ومن العناصر المؤثرة فى نجاح سلسلة جيمس بوند، والذى أعطاها مذاقا خاصًا وتميزًا، تلك الموسيقى التصويرية الخاصة بالأفلام، والتى قام بإعدادها وتأليفها المبدع جون بيرى الذى له فضل كبير فى نجاح هذه السلسة، فلا يوجد شخص لا يعرف الموسيقى المميزة لأفلام جيمس بوند. ويتميز فيلم «الأصابع الذهبية» ببعض المشاهد التى أصبحت من الكلاسيكيات العالمية، وتستخدم كثيرًا فى بعض الأفلام، مثل ذلك المشهد عندما كان يقبل «بوند» فتاته فيحضر أحد أفراد العصابة من خلفه حاملًا قطعة من الحديد ليضربه بها، وهنا يلحظ «بوند» اضطراب الفتاة فينظر فى عينيها ليرى انعكاس صورة المهاجم فيها، وكأنه استخدم العين كمرآة، فيحذره ويتغلب عليه. وقد استخدم «بوند» فى ذلك الفيلم سيارته المميزة من طراز «استون مارتن دى بى 5» التى من المفترض أن المخابرات البريطانية قد جهزتها له بأحدث الأسلحة، ونتيجة لتأثير تلك السيارة فى المشاهدين فقد كُشف النقاب مؤخرًا عن مجسم مطلى بالذهب للسيارة قبل أن يتم بيعه فى مزاد خيرى، وصنع هذا المجسم للاحتفال بالذكرى الخمسين لفيلم «الأصابع الذهبية»، ويحمل هذا المجسم توقيع السير كين آدم الذى قام بتصميم السيارة.