سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كاتب أمريكى يرصد السباق الدولى للتكالب على بترول أفريقيا.. ويؤكد: أماناً للغرب بدلاً من ألغام السياسة فى بلاد العرب.. وثلث التنقيبات منذ عام 2000 بأفريقيا.. والأزمة فى غضب "السمر" من إهمال أوروبا
يرى كاتب أمريكى أن أفريقيا جنوب الصحراء تمثل لأوروبا والولاياتالمتحدة "لعبة نفطية"، ولكنه يستبعد أن تحل أفريقيا محل الشرق الأوسط فى هذا المجال، وإن كان النفط الأفريقى أكثر أمانا لابتعاده عن "حقل ألغام سياسة تتواجد فى الشرق الأوسط والاحتجاجات على العولمة"، كما توجد كميات كبيرة منه فى البحر بعيدا عن شبح التمردات والحروب الأهلية. ويقول جون جازفنيان إن سرعة الانتعاش النفطى الأفريقى أغرت شركات التنقيب، وإن ثلث الاكتشافات النفطية الجديدة فى العالم منذ عام 2000 "جرت فى أفريقيا" التى يتميز نفطها بجودته وسهولة، ورخص تكريره من خام الشرق الأوسط، فضلا عن وجوده فى منطقة آمنة، فلا يوجد "ما يدعو إلى القلق بشأن قناة السويس" التى يمر عبرها نفط الخليج متجها شمالا عبر البحر المتوسط. ويضيف فى كتابه "التكالب على نفط أفريقيا" أن القارة -التى تضم أكثر من 50 دولة و2000 مجموعة عرقية و3000 لغة- توشك أن تقوم بدور أكبر فى أمن الطاقة العالمى بما يؤهلها لأن تحافظ على "هدوء الأسواق"، حيث تحرص أمريكا على تنويع موارد النفط الذى يمثل لها "هدفا بل هوسا" منذ حظر النفط عام 1973 بسبب الحرب بين العرب وإسرائيل. ولكنه يرى أن إحدى "الفضائح الكبرى" لانتعاش النفط الأفريقى هى خلق فرص عمل فى الولاياتالمتحدة وأوروبا أكثر مما أتاحه من فرص عمل فى أفريقيا، إذ إن 5% فقط من المليارات المستثمرة فى مشروعات النفط الأفريقية سنويا ينفق فى إفريقيا. والكتاب الذى يقع فى 376 صفحة كبيرة القطع أصدره المركز القومى للترجمة فى القاهرة، وترجمه إلى العربية المترجم المصرى أحمد محمود. ويقول جازفنيان الذى ولد فى إيران ويعمل أستاذا بجامعة بنسلفانيا إن كتابه رحلة فى قارة يراها كثيرون مجرد "صور مألوفة للحر الخانق ومعسكرات اللاجئين التى يتفشى فيها الذباب والموت جوعا والأطفال المشردين الأبرياء وحمولات الشاحنات من الجنود الأطفال التى تمضى مسرعة عبر القرى المتربة"، ولكنه يرى فى أفريقيا استعدادًا للتعافى والنهوض. ويعيب على بعض زعماء العالم عدم الإدراك الكافى بأفريقيا، مستشهدا بقول رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير عام 2001 إن "حالة أفريقيا.. ندبة فى ضمير العالم" وقول الرئيس الأمريكى السابق جورج دابليو بوش إن "دولة" أفريقيا يتفشى فيها المرض. ويعلق جازفنيان قائلا: إن "كل زعيم كشف دون أن يقصد عن الموقف السائد لشعبه تجاه أفريقيا". ويسجل غضب بعض الأفارقة القائلين إن النفط كان نقمة عليهم إذ "لم يخرج سوى أسوأ ما فى الناس"، إضافة إلى عدم ثقتهم برغبة الغرب فى تنمية القارة، بل يقف "فى وجه" التنمية التى لم تتحقق إلى الآن بسبب ضعف كفاءة إدارة عائدات النفط. ويقول إن الغرب من أجل الحفاظ على تدفق النفط من الشرق الأوسط توصل "إلى تسويات مثيرة للجدل مع الحكام المستبدين"، فتحولت القبائل البدوية إلى إمارات ثرية لا تعنى بالديمقراطية أو حقوق الإنسان، أما إفريقيا فتواجه تحديا أكثر تعقيدا وخطورة، ويتمثل فى الدول الفاشلة أو التى "تترنح دوما على حافة الفشل". ويسجل جازفنيان تنبيه دعاة حقوق الإنسان إلى أن "الكثير من التسويات المهلكة التى تمت مع الحكام غير الديمقراطيين وغير المحبوبين فى الشرق الأوسط، يجرى إعادته فى كل أنحاء إفريقيا مع ما يحتمل أن يكون لذلك من نتائج مفجعة"، وفى مقدمتها صراعات يحركها وعد الثراء للطرف الأقوى داخل الدولة الواحدة.