هاجم مركز "بيجن – السادات"، للدراسات الإسرائيلية وزير الخارجية الأمريكى "جون كيرى" ، زاعمًا تخلى الولاياتالمتحدة عن موقفها الوسيط النزيه فى المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية، وتحذيراته بشأن تعرض إسرائيل لعزلة، مع احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة، ما لم تقم إسرائيل بإنهاء احتلالها العسكرى والأبدى للضفة الغربية. جاء ذلك فى تقرير أعده "ديفيد واينبرج " مدير الشئون العامة فى مركز " بيجين-السادات" ، أمس ، الأحد ، ووضح أن معظم الإسرائيليين كانوا ينظرون إلى وزير الخارجية الأمريكى "جون كيرى"، كرجل لطيف وساذج، لكن إسرائيل رأت صورته السيئة فى لقاء مشترك، تم بثه يوم 7 نوفمبر الجارى على التلفزيون الإسرائيلى والفلسطينى، ولم يظهر "كيرى " أى تقدير على الإطلاق للمخاوف الإسرائيلية، ولكن عزم على تحذير إسرائيل من اندلاع انتفاضة ثالثة مالم تنهى احتلالها للضفة وتسمح بظهور دولة فلطسين الكاملة. وأكد المركز أن الفلسطينيين سيلجأون إلى مزيد من العنف فى حالة انهيار المحادثات كذريعة لهم ضد إسرائيل فى المحافل الدولية، فقد حصلوا الآن على موافقة "جون كيرى"، للقيام بذلك، فهو يسعى إلى استسلام إسرائيل للإملاءات الفلسطينية والدولية، التى تدعو إلى انسحاب شبه كامل من الضفة الغربية والقدس. وأشار المركز إلى أن الفلسطينيين يعرفون ما سيقومون به جيدًا فى حال فشل المحادثات، فهم لا يريدون دولة صغيرة مقيدة ومحددة بقلم، بل يسعون إلى إقامة دولة فلسطينية كاملة، فالرئيس أبو مازن لا يجد أى سبب مقنع للموافقة على أى اتفاق يأتى عن طريق التفاوض مع إسرائيل، فالتوصل إلى اتفاق سوف يمنح إسرائيل شرعية "العمل من أجل حماية احتياجاتها الأمنية" وزعم المركز أن الرئيس أبو مازن، يعاند إسرائيل ومطالبه متطرفة، فكيرى يدفع إسرائيل إلى زاوية العقاب ويحفز عزلتها، مما يخلق ضغطًا على إسرائيل أكبر من أى وقت مضى، وعليها تقديم تنازلات أكثر من أى وقت مضى من أجل تحقيق طموحات الفلسطينيين، فهجوم كيرى يشجع العناد الفلسطينى ويجرد عملية السلام . وأشار المركز إلى التحولات الهائلة فى وجهة النظر الإسرائيلية من إنكار وجود الشعب الفلسطينى إلى الاعتراف به وبتطلعاته الوطنية، وإصرار إسرائيل على فرض سيادتها الخالصة على الضفة وغزة، من أجل الموافقة على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح فى هذه المناطق ، وسمحت للحكومة الفلسطينية بتولى السلطة فى الضفة الغربية لأكثر من 95 % من مساحتها، وقدمت إسرائيل للسلطة الفلسطينية ثلاثة عروض ملموسة لإقامة دولة فلسطينية على أكثر من 90 % من أراضى الضفة الغربية وغزة. ونصح المركز " كيرى" بالدعوة إلى تحجيم مطالب الفلسطينيين، ودفعهم للتوصل لحل وسط مع الإسرائيليين من أجل سد "فجوة السلام"، والاعتراف بالعلاقات التاريخية للشعب اليهودى فى أرض إسرائيل وشرعية وجودها فى الشرق الأوسط كدولة يهودية، وتخلى الفلسطينيين عن المطالبة بإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين فى إسرائيل، ووضع حد لدعمها العمليات الاستشهادية التى يقوم بها الفلسطينيين، وكذلك وضع حد لمنصات إطلاق الصواريخ ضد السكان المدنيين فى إسرائيل، وإيقاف حملات المعاداة والدعاية المناهضة لإسرائيل، فلن تتسامح إسرائيل مع العنف الفلسطينى ضد إسرائيل.