قوالب أحذية عم "إبراهيم" تنافس المصانع العالمية و"البقاء للأمتن"

بين محلات العتبة وباب الشعرية حيث يتسع المكان لمهن ضاقت بها الحياة الحديثة، يستقر عم "إبراهيم الدسوقى" أحد آخر المحافظين على مهنة تصنيع قوالب الأحذية، بجوار أخيه "عدلى" الذى رافقه طوال 20 عاما، حاول خلالهم تثبيت أقدام مهنتهما البسيطة أمام طوفان المصانع الضخمة وآلاتها الحديثة.
"ناس كتيرة بتعشق الجزم التفصيل، ومفيش جزمة بتتفصل فى أى حتة فى الدنيا من غير ما تتشد على قالب".. بهذه الكلمات بدأ عم إبراهيم الدسوقى، حديثه ل"اليوم السابع" عن صناعة قوالب الأحذية، مضيفا أنه رغم غزو الماكينات لكل الصناعات، ودخولها بشكل كبير فى صناعة الأحذية، إلا أن هناك شريحة عريضة من المجتمع تفضل الجزم التفصيل لمتانتها وجودة تصميماتها.
يمر يومهما بشكل عادى مثلما مر طوال عشرون عاما، ينتهون من عناء يوم شاق من العمل، ليجلسا بعده أمام مدخل الورشة يتجاذبان أطراف الحديث، فبعد أن انتهى عم عدلى من تقطيع خشب "الجازورينة" إلى قطع صغيرة تركها إلى عامل الإسطمبة ليشكل قطع الخشب المقطعة إلى شكل قالب حذاء تختلف مقاساته وفرمته حسب رغبة الزبون، وعاد ليكمل حديثه "أخدنا فترة بعد ما ظهرت الجزم الجاهزة مريحين فى الشغل لأن الناس كانت مقبلة عليها، لكن مؤخرا بدأ ضغط الشغل يرجع تانى علشان الناس بدأت تحب الجزم التفصيل وتعرف قيمتها ومتانتها، وعندنا زباين بيجولنا من كل حتة فى مصر من أماكن بسيطة جدا ومن أماكن راقية جدا".
ويشرح عم عدلى طريقة صناعة قوالب الجزم "بنجيب خشب الجازورينة ويبقى متقطع حتت صغيرة، وندخله تحت المنشار يتقطع ويتظبط، وبعدين بنأخذه على ماكينة الإسطمبة، والصنايعى يظبط الفورمة المطلوبة ويشكل القالب زى ما هو مطلوب، لحد ما تطلع فى الشكل النهائى، وبعدين تروح فى الآخر على ماكينة الصنفرة، علشان تبقى ناعمة".
أما عن شكل القالب فيقول عم "إبراهيم": الطول والعرض مش مهمين فى القالب قد ما الواجهة الأمامية هى المهمة وهى مكان أصابع القدم، والتى بناء عليها يتم تشكيل "فورمة" الحذاء فهناك العريض وهناك المسحوب".