لا أجد غرابة فى فرح الإخوان فى هزيمة مصر من غانا فى مباراة كرة القدم، التى أقيمت أول أيام عيد الأضحى المبارك، فالإخوان كل يوم يثبتون لمصر كلها، أنهم فصيل غير مصرى فقد تحول الأمر من مباراة بين مصر وغانا، إلى مباراة بين مصر والإخوان، ويصر الإخوان فى كل مناسبة، أن يثبتوا أنهم غير مصريين، فهو لا يحزن لأحزان المصريين، ولا يفرح لأفراحهم وعدم استغرابى ما فعلوه فى 5 يونيه الماضى عندما امتلأت صفحاتهم بالتهنئة بنكسة يونيو والشماتة فى عبد الناصر، وكأن عبد الناصر هو الذى هُزم ولم تُهزم مصر، ولم يمت لها أكثر من 100 ألف شهيد فى هذه الحرب وتصل قمة الانحطاط للإخوان، عندما يحاولون تعكير صفو يوم هو يعتبر رداً للكرامة للمصريين، وتحقيق معجزات عسكرية أذهلت العالم كله، ووقف العالم لها احتراما، ألا وهو يوم السادس من أكتوبر، فقد حاولوا تعكير صفو هذا اليوم بافتعال المظاهرات، والتحرش بكمائن الجيش والشرطة، ففى كل مناسبة حزينة أو سعيدة للمصريين، يثبتون أنهم ليسوا وطنيين، فالمسألة ليست هزيمة مصر، وعدم صعودها لكأس العالم فآخر مرة صعدت مصر لكأس العالم كان 1990، ومن وقتها لم تصعد مصر وليس غريبا، أن لا تصعد هذه المرة، ولكن الغريب، أن تجد الشعب كله حزين، والإخوان فرحون بهذه الهزيمة، التى لا تعنى شيئا فلا أعلم هل عندما هزم المنتخب سوف يعود د. مرسى للحكم، أو هل سيعود مجلس الشورى المنتخب 6% للانعقاد، أو هل سيعود دستور أم أيمن المعطل. أعتقد إذا كانت المستحيلات ثلاثة العنقاء، والرخ والخل الوفى، فإنى أحب أن أضيف، أنهم أصبحوا 6 مستحيلات، وهم العنقاء والرخ والخل الوفى وعودة د.مرسى للحكم، وعودة مجلس الشورى للانعقاد، وعودة دستور أم أيمن المعطل للحياة، وأعتقد أن الإخوان قد فقدوا اتزانهم، على الإطلاق وقرروا، أن يحيوا فى عالم خيالى لا يعيش فيه أحد، إلا هم وأعتقد أنهم إما قد فقدوا رشدهم أو أنهم واقعون تحت تأثير التنويم المغناطيسى، فحتى الآن هم على قناعة، بأن ما حدث فى مصر انقلاب وبأن الدكتور مرسى سوف يعود للحكم، ويحاسب الانقلابيين، مصر لن تذهب إلى كأس العالم، هذا صحيح ود.مرسى لن يعود إلى الحكم، هذا صحيح أيضا وكان من باب أولى أن لا يظهرون هذه الشماتة وخاصة أنها فى مباراة كرة قدم، ولأنهم مغيبون فقد سقطت ورقة التوت عنهم، وظهرت عوراتهم لقد لفظهم الشعب بالأمس كحكام، وأعتقد أنه سوف يلفظهم غدا كمصريين، ففى كل يوم تزيد الهوة بينهم وبين الشعب، وفى كل يوم يكتشف الشعب أنهم لا يعيرون اهتماما، إلا لأنفسهم وجماعتهم ومع إصرارهم على الانغلاق، يزيد إصرار الشعب على لفظهم، فالمسألة ليست مسألة هزيمة مصر فى مباراة كرة قدم، وإنما الموضوع هو أنه يوجد فى مصر، جماعة تعيش معك تحت نفس السماء، وفوق نفس التراب وتشرب من نفس النيل، ولكنهم لا يتقاسمون الشعب فى أفراحه وأحزانه، أعتقد أن هذه المباراة قد جعلتهم منبوذين إلى الأبد، فقد خرجوا من الحكم ويصرون على الخروج من كونهم مواطنين.