يشهد معرض طرابلس الدولى للكتاب فى دورته الحادية عشرة المقامة حالياً فى العاصمة الليبية طرابلس، مشاركة دار تركية للنشر والطباعة للمرة الأولى منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافى عام 2011. وتشارك دار "سوزلر" التركية للنشر والطباعة فى المعرض، الذى ينتهى اليوم الخميس، واستمر لمدة 10 أيام، بكتب مترجمة من التركية إلى العربية، وهو ما ميّز المشاركة التركية الأولى، بحسب زوار المعرض. كانت السلطات الليبية فى عهد القذافى تمنع كتب كل العلماء الكبار، سواء من تركيا أو مصر أو السعودية، ويعتبرهم أعداءً له، وتشترط على دور النشر التركية عدم عرض تلك الكتب، وهو ما دفع دور النشر التركية إلى مقاطعة معارض الكتب التى كانت تقام فى ليبيا. وقال مدير دار "سوزلر" عبد الكريم بايبارا، لوكالة الأناضول للأنباء، إن هذه المشاركة هى الأولى للدار فى معرض طرابلس للكتاب، وتعتبر إنجازًا بعد أن أُبلغت متأخرة بهذا المعرض، ولكنها استطاعت المشاركة. ويرى بايبارا، أنه رغم الظروف الحالية التى تمر بها ليبيا، لاسيما مع قرب عيد الأضحى، إلا أن هناك إقبالاً على المعرض لاقتناء الكتاب، حيث يعتبر الزائر هذا المعرض عرسا ثقافيا وفرصة لزيارة دور النشر العربية والأجنبية. وأضاف أن النخب التى تأتى للمعرض هم نخبة المثقفين الذين أتوا من خارج طرابلس للحصول على الكتب المعروضة للمرة الأولى فى المعارض بعد أعوام من الحرمان، معتبرا أن "المعرض ناجح بكل المقاييس رغم ظروف ليبيا". ومضى قائلا، إن "توقيت المعرض وقربه من عيد الأضحى ربما جعل البعض لا يستطيع شراء الكتب، خاصة المتزوج أو الطالب، ولكن أتمنى أن يكون المعرض المقبل فى توقيت مناسب ويكون بين عطلة مدرسية وحكومية يعنى يكون هناك سبتان وجمعتان حتى يستطيع الزائر القدوم". وحول الهدف من هذا المشاركة، قال مدير دار "سوزلر": "نسعى من وراء المشاركة فى مثل تلك المعارض إلى مد الجسور الثقافية بين ليبيا وتركيا، حيث نعتبر الدار الوحيدة التى تترجم من اللغة التركية إلى العربية، وهناك العديد من العلماء الأتراك تمكّنا من ترجمة كتبهم إلى العربية". وأضاف أن "الدار استطاعت أيضا ترجمة العشرات من الكتب العربية إلى التركية، فى مجالات الفنون العربية، وكتب علماء الدين، والمطابخ والتاريخ". من جانبه، قال سميح اوزباى، مشرف جناح الدار التركية فى المعرض، إن وزارة الثقافة واتحاد الناشرين الأتراك وصل إليهما خبر المعرض متأخرًا، ولم يشارك أحد بسبب عدم إعلامهم بالمعرض". وتابع بقوله إن "النظام السابق فى ليبيا كان يمنع دخول كتب بعض العلماء، وهو ما دفع دور النشر التركية إلى رفض المشاركة فى المعارض السابقة". وختم اوزباى حدثثه ل"الأناضول" بأن "ليبيا وتركيا تربطهما حاليا علاقات جيدة، وهو ما جعلنا نشارك فى معرض طرابلس للمرة الأولى.. وستشارك تركيا فى كل المعارض التى تقام بليبيا". وتأسست دار "سوزلر" للنشر عام 1960، ولها عدة فروع فى العالم، ولاسيما فى مصر ولبنان، وتهتم بتفسير مقاصد القرآن الكريم، وحقائق الإيمان.