لعل أبرز الأحداث التى يهتم بها العمال فى هذه الأيام هو الاستقرار المنشود، الذى طال الحلم إليه حتى تحول إلى كابوس يهدد الأسر العمالية بأكملها، فى ظل وجود قانون عمل مجحف لحقوق العمال ووضعه صفوة القوم من رجال أعمال ليخدم مصالحهم فقط وجعل العامل فيه ليس له قيمة، يظلم فيه العامل ظلما بينا، وإذا فكر أن يثأر لحقه وكرامته وذهب إلى القضاء يدخل فى نفق مظلم. ومع مرور السنين والأيام يحصل على حكم لصالحه وعند تنفيذه يصطدم بالأكثر خطورة وهو كيف يتم تنفيذ حكم المحكمة ومن يساعد العامل على حصوله على حقه، لم يجد أحد فليس له ملجأ سوى الله سبحانه وتعالى يناجيه فى الليل والنهار، حتى يرزقه بعمل آخر وتبدأ نفس القصة من جديد مع آخر لا يحترم قانون الدولة ولم يحترم حقوق العمال ودائما هو الوحيد الذى تأخذه الأمواج لم تقف به على بر لينعم بالاستقرار الذى يحلم به. جاءت ثورة يناير لتجدد الأحلام وكانت أهات العامل هى الشرارة الأولى لها وأصبح العامل يرى تحقيق حلمه أمامه بالاستجابة لنظام سابق بالتنازل عن عرشه ولم يستمر الحال طويلا ونشوة الحلم لم تدم طويلا حتى إن بدأت حياة جديدة وسعت الدائرة لتشمل الجميع وتبدد حلم الاستقرار وتبدل بالخوف على المستقبل وعلى الأولاد وعلى كل شئ حتى مصر فالاقتصاد فى أقصى درجات السرعة فى الهبوط ومصانع تم إغلاق أبوابها وتسريح عمالها وهنا أغلقت المحاكم أبوابها من كثرة الشكاوى وأصبح خبر تسريح العمالة وغلق المصانع خبرا عادبا يمر مرور الكرام لا أحد يتحرك. نعم الحلم تحول إلى كابوس إلى من نلجأ حتى يساعدنا وتبدلت الآهات العمالية إلى صرخات ألا من مجيب الكل مشغول بالمناصب والمكاسب السياسية الكل فى ملهى ليلى يتراقص مع الأحداث الكل يبكى عليك أما الشاشات المرئية والمسموعة وصفحات الجرائد فقط، ويستخدمك سلما ليصل إلى مجده فقط لا أحد يشعر بك لا أحد يمد طوق النجاة إليك فأصبحت وحيدا فى ثورة أنت صانعها وناديت بها منذ سنوات كثيرة وتشهد بذلك الأرصفة والإضرابات والاحتجاجات فى جميع المحافظات نعم أنت الوحيد الذى انتفضت من الظلم الواقع عليك. نعم أنت العامل صاحب الصنعة والحرفة والقلم والثقافة صنعت الثورة لتجدد أمجادك وتجد استقرارك نسيت أن تصنع مكانا تقف فيه ونسيت نفسك من أجل مصر واخترت مصنعك لكى تحقق إنجازك ووجودك فكان مكانك هو آخر الصف لم ينظر إليك أحد بل تجاهلك الجميع وتبرأ منك النخبة لأنك مصدر إزعاج لهم وأصبحت متهما بزعزعة الاستقرار وتم اتهامك بأنك لا تريد أن تصنع مستقبلا لك وللجميع وأصبحت قاطرة الإنتاج والنمو تجر إلى الخلف وحلمك أصبح كابوسا. أيها العامل أنت طماع لأنه ليس من حقك أن تحلم وتحلم بمستقبل أفضل يحترم فيه آدمية العامل وحقوق واجبة على الجميع احترامها، فى أى عصر تعيش أنت أيها العامل أنت ليس من حقك الحلم أنت تعمل فقط وليس من حقك أن تحلم أو تتكلم أو يكون لك دور فى هذه الحياة. مازال العامل لديه الأمل فى حياة كريمة فبحث بالطرق المشروعة عن منظماته النقابية حتى أن وجد نفسه فى صراع حقيقى من نوع آخر الأول يحافظ على البقاء فقط، ممثل العامل يحافظ على بقائه فقط فى منصبه إلا من رحم ربى ووجد المرض قد أصاب منظماته النقابية وعلى رأسها الاتحاد العام والأمل موجود يمكن أن يتم شفاء هذا المرض وعلاجه لكى يدافع عن حقوق العمال ويضع حد لهذا التعسف ويضع الثقة بين عمالة ويتم ذلك بإجراء الانتخابات العمالية لضخ دماء جديدة عانت من الظلم حتى ننعم بالاستقرار وهنا أصدم العامل مرة أخرى وقلت له إن حلمك أصبح كابوس ألم أحد يضعك أيها العامل فى حساباتك لا يوجد أحد مشغول بقضيتك ولا لإجراء انتخاباتك لقد أجلناها وسوف نؤجلها والأهم منها أننا سوف نجرى شو إعلامى ( حوار مجتمعى حول تعديل قانون النقابات والعمال) لماذا لإجراء حوار مجتمى الآن وأين أنتم منذ سنتين هل هذه حجة لكم لكى تؤخر هذه الانتخابات أم يتم التخطيط لذلك ومن له المصلحة فى عدم الاستقرار، وإن كان فيه طريق آخر لهذا الاستقرار أين هذا الطريق وتحول الحلم إلى كابوس أيها العامل الذى يحلم بالاستقرار المنشود.