كوكوريا.. "بويول" الذي تركه برشلونة يرحل

سطع مارك كوكوريا بقوة أمام فريقه السابق برشلونة في ملعب ستامفورد بريدج، مؤكّدًا أن النادي الكتالوني ارتكب خطأ كبيرًا بالتفريط في واحد من أفضل الأظهرة اليسرى في العالم حاليًا.
الظهير الإسباني البالغ من العمر 27 عامًا قدّم مباراة مثالية أمام لامين جمال، وذكّر برشلونة بقرار لم يتوقف عن ملاحقته.
مسيرة انطلقت في برشلونة وتعثرت بقرار فالفيردي
كوكوريا كان يُنظر إليه داخل برشلونة كأحد المواهب الواعدة في مركز الظهير الأيسر، وتمت مقارنته منذ صغره ببويول، ليس فقط بسبب الشعر الطويل، بل لقوته، قتاليته، روحه العالية وحضوره القيادي.
لكن على عكس بويول—الذي كان قريبًا جدًا من مغادرة النادي إلى مالاجا في موسم 1999-2000 قبل أن يقلب مساره بالإصرار لم يحصل كوكوريا على نفس الفرصة.
ففي موسم 2018-2019 فضل إرنستو فالفيردي الاعتماد على خوان ميراندا بدلًا من كوكوريا، رغم أن الأخير كان قد قدم مستوى واعدًا وشارك لأول مرة مع الفريق الأول يوم 24 أكتوبر 2017 أمام ريال مورسيا في كأس الملك. يومها قال: "لقد حققت حلمي باللعب في أفضل نادٍ في العالم… وهذا يزيد إصراري على القتال أكثر".
لكن بنهاية ذلك الموسم، خرج معارًا إلى إيبار، الذي قرر شراءه مقابل 2 مليون يورو بعد موسم مميز.
فرصة ثانية.. ثم خيبة جديدة
بعد تألقه مع إيبار، فعّل برشلونة بند إعادة الشراء مقابل 4 ملايين يورو، خصوصًا بعد تراجع مستوى ميراندا.
لكن فالفيردي بقي غير مقتنع بقدرات اللاعب، وبدلًا من منحه فرصة، تعاقد النادي مع جونيور فيربو، ما دفع كوكوريا إلى اختيار الإعارة إلى خيتافي بحثًا عن دقائق لعب.
هناك، في فريق خوسيه بوردالاس، انفجرت موهبته. خيتافي دفع لاحقًا 12 مليون يورو للحصول على اللاعب بشكل نهائي، ليبيعه بعد ثلاثة مواسم إلى برايتون مقابل نحو 18 مليون يورو.
انفجار في برايتون.. ثم 70 مليونًا من تشيلسي
في الدوري الإنجليزي، خطف كوكوريا الأنظار خلال موسم واحد فقط مع برايتون، ما دفع تشيلسي لدفع قرابة 70 مليون يورو لضمه في صيف 2022 سعر أثبت اللاعب قيمته بعد مستوياته الكبيرة في البريميرليج ومع المنتخب الإسباني.
الوقت يثبت خطأ برشلونة
قبل مواجهة برشلونة الأخيرة، قال كوكوريا: "كل شيء يحدث لسبب… وأنا سعيد جدًا في تشيلسي".
وأمام لامين جمال في ستامفورد بريدج، أثبت صحة كلامه، بعد أداء دفاعي مثالي، ليبدو وكأن برشلونة تخلّى عن نسخة جديدة من روح بويول، بينما ما يزال يبحث اليوم عن منافس يمنح بالدي الضغط المطلوب في الجهة اليسرى.