صدمة الأهلي ودراما الزمالك.. ماذا حدث قبل الحلقة الأكثر إثارة في مسلسل "القاهرة - كازابلانكا"؟

منافسة من نوع خاص للغاية، بين اثنتين من أبرز وأعرق مدن أفريقيا على صعيد كرة القدم، عندما يصطدم الأهلي والزمالك قطبا العاصمة المصرية القاهرة، مع الوداد والرجاء عملاقي الدار البيضاء "كازبلانكا" المدينة المغربية الأكثر شهرة.
يشهد الدور نصف النهائي لدوري أبطال أفريقيا مواجهة الأهلي مع الوداد ذهابًا مساء السبت المقبل، وهو الصدام الأول منذ تتويج الفريق المغربي باللقب القاري على حساب الأهلي عام 2017، بينما يستعيد الزمالك والرجاء ذكريات التتويج الأخير للفريق المصري قبل 18 عامًا، على حساب الرجاء، عندما يتواجهان الأحد المقبل، في مواجهة الذهاب أيضًا.
نجح الزمالك في الإطاحة بالترجي التونسي حامل اللقب، وثأر الأهلي من صنداونز الجنوب أفريقي، وأطاح به من الدور ربع النهائي، وتجاوز الرجاء فريق مازيمبي الكونجولي، بينما عبر الوداد محطة النجم الساحلي التونسي.
ورغم أن تلك الحلقة ستكون الأكثر إثارة في تاريخ مواجهات "القاهرة - كازابلانكا" لاعتبارات عديدة أبرزها تزامن مواجهتي قطبي المدينتين، وكذلك التوقف الطويل للبطولة، وتأجيل المواجهات في أكثر من مناسبة، بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد في ربيع العام الحالي، لكن الإثارة كانت حاضرة أيضًا في مواجهات تاريخية لا تنساها جماهير الفريقين.
عند الحديث عن مواجهات أقطاب القاهرة والدار البيضاء، يقفز للأذهان هدف تاريخي سجله الموهوب وليد صلاح الدين نجم الأهلي السابق، في نهائي البطولة العربية للأندية عام 1996، عندما تلاعب بمدافعي الرجاء وحارس مرمى الفريق، وسجل هدفًا أثار جنون المعلق الراحل محمود بكر، وأشعل ستاد القاهرة الدولي، بعدما أكد تتويج فريقه بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة، مقابل هدف وحيد للضيوف.
العام التالي شهد مواجهة لا تقل إثارة بين الفريقين، كانت في الأراضي المغربية، بعدما جمعتهما بطولة "النخبة العربية" إلى جانب أوليمبك خريبكة والفيصلي الأردني، وحقق الأهلي فوزًا قاتلًا بهدفين سجلهما سمير كمونة في الدقيقة السابعة والثمانين، وهادي خشبة من ركلة جزاء في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع، ليُتوج بلقب عربي جديد، بعدما تصدر المجموعة.
لكن الرجاء رد على طريقته الخاصة عام 1999، عندما صدم الأهلي وألحق به الهزيمة الأولى في تاريخه في بطولة أفريقيا للأندية الأبطال، بهدف نظيف في ستاد القاهرة، لعب الدور الأبرز في تصدر ممثل كازابلانكا المجموعة الأولى في الدور ربع النهائي بفارق نقطة أمام الأهلي، قبل تتويجه باللقب على حساب الترجي التونسي.
تلك الحقبة كان الرجاء اسمًا أكثر شهرة من الوداد أمام أنظار الجماهير المصرية، فكان الفريق الأخضر أيضًا طرفًا في واحدة من أشهر ذكريات الزمالك الأفريقية، عندما اصطدما في نهائي دوري أبطال أفريقيا عام 2002، واقتنص الفريق المصري اللقب بهدف تاريخي سجله تامر عبد الحميد في ستاد القاهرة، بعد تعادلهما ذهابًا بدون أهداف.
وكان الرجاء قد تفوق على الأهلي مجددًا في النسخة ذاتها، عندما فاز وسط جماهيره بهدفين مقابل هدف في دور المجموعات، وتعادلا في القاهرة بثلاثة أهداف لكل منهما.
قفز الوداد للصورة المصرية في العام التالي، عندما واجهه الزمالك على الملعب ذاته، في مواجهة "السوبر الأفريقي"، وحافظ الفريق المصري على مسيرته المبهرة خلال تلك الفترة، بالفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف.
ما حدث خلال مواجهة الزمالك مع الرجاء في دور الستة عشر بالبطولة العربية للأندية لا يتكرر كثيرًا في عالم كرة القدم، حيث عاد الفريق المصري من "كازابلانكا" بفوز بثنائية نظيفة، جعل تأهله للدور ربع النهائي أشبه بالمحسوم، قبل عودة تاريخية للرجاء، الذي فاز إيابًا بثلاثية نظيفة في القاهرة، وسجل هدفه الثالث في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.
تسلم الوداد الراية من الرجاء في السنوات التالية، وأصبح الاسم الأبرز قاريًا بين أندية المغرب، فالتقى مع الأهلي ثلاث مرات في دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا، أعوام 2011، 2016 و2017، لكن المواجهة الأشهر كانت في عام 2017 ذاته، عندما التقيا مجددًا في نهائي البطولة.
كان الأهلي منتشيًا بفوز تاريخي بستة أهداف مقابل هدفين على النجم الساحلي في نصف النهائي، قبل أيام من مواجهة الوداد، جعلته الطرف المفضل للتتويج، لكن الفريق المغربي نجح في التعادل بهدف لكل منهما ذهابًا، وفاز بهدف نظيف إيابًا، ليعانق الكأس الغالية.
قبل عام واحد من تلك المواجهة كان الفريق المغربي ذاته على موعد مع خروج درامي على يد الزمالك من نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، حيث اطمأن الزمالك لعبور سهل للمباراة النهائية، بعد الفوز برباعية نظيفة ذهابًا في القاهرة، قبل أن يعيش أوقاتًا صعبة في كازابلانكا، حيث خسر بخمسة أهداف مقابل هدفين.