من وقت إلى آخر يكثر الحديث عن حرية الرأي، حتى بات المصطلح مطاطيًا إلى حد فقدان المعنى. كل ما قيل، وكل ما كتب، وكل ما قذف في وجوه الناس، صار عند البعض رأيًا، لا يسأل عنه صاحبه ولا يحاسب، كأن الحرية صك غفران مفتوح على بياض.. ولكن، وللأسف، هذا ليس صحيحًا ولا منطقيًّا ولا بريئًا.. هناك فارق جوهري، واضح كوضوح الشمس، بين أن تبدي رأيك في شخص من حيث أسلوبه، أو طريقته، أو منتجه الفكري، أو أدائه العام، أو سلوكه المعلن أمام الناس، وبين أن تنزلق إلى الطعن في الشرف، أو التلفيق، أو الاتهام بلا دليل، أو السباب الصريح. الأول رأي.. نعم. والثاني جريمة. والفرق بينهما ليس وجهة نظر، بل حد قانوني وأخلاقي صارم. من حقك، بل من واجبك أحيانًا، أن تقول: هذا العمل ضعيف. أن تنتقد خطابًا تراه متعاليًا، أو أسلوبًا فجًّا، أو أداء مخيبًا. من حقك أن تختلف، وأن تعارض، وأن تسخر حتى، في حدود الذوق والعقل، لأن النقد مهما كان حادًّا يظل جزءًا من فضاء الحوار العام. لكن أن تتحول من ناقد إلى قاضٍ، ومن صاحب رأي إلى صاحب لسان منفلت، فهنا نقف.. وهنا نقول: لأ.. استنى عندك.. الطعن في الشرف ليس رأيًا. الاتهام دون دليل ليس حرية.. السب والقذف لا يدخلان في خانة التعبير، مهما حاول البعض تزيينهما بشعار أنا حر. خلينا نقولها بالبلدي شوية: اللي بيشتم مش بيناقش.. واللي بيتهم مش بينتقد.. واللي يهين الناس وبعدين يقول لك حرية رأي، ده مش مثقف.. ده بيستخبى ورا كلمة كبيرة علشان يبرر قلة الأدب. حرية الرأي وجدت كي تحمي فكرة، لا لتدفن سمعة. كي تفتح نقاشًا، لا لتفتح جراحًا. كي تقول: أنا مختلف.. وليس: أنا فوق الحساب.. والغريب والمضحك المبكي في نفس الوقت أن أكثر الناس صراخًا بشعار الحرية، هم أنفسهم أقلهم تحملًا لها. يشتم، فإن رد عليه غضب.. يتهم، فإن حوسب صرخ: تكميم أفواه يا ناس. كأن الحرية عنده اتجاه واحد، والطريق رايح بس.. مفيش رجوع.. القانون، على فكرة، ليس ضد الحرية، ولا عدو الكلام. القانون فقط يفهم جيدا أن المجتمع لو فتح على مصراعيه للسب والقذف، سيتحول من ساحة رأي إلى حارة بلا كبير. ومن هنا كانت العقوبات.. لا انتقامًا، بل حماية. الست منى زكي مجلس حقوق التلاميذ في النهاية، حرية الرأي مسؤولية قبل أن تكون حقًّا. ومن لا يعرف الفرق بين النقد والإهانة، لا يطلب حرية.. بل يبحث عن فوضى.. والفوضى، زي ما إحنا عارفين، عمرها ما كانت رأي، حتى لو اتكتبت بأشيك لغة، ولا اتقالت بأعلى صوت. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا