في مثل هذا اليوم من عام 1938، طرحت واحدة من أغرب الخطط في التاريخ الحديث، بعد أن اقترح هيرمان جورينغ، أحد أبرز قادة الحزب النازي في ألمانيا، تحويل جزيرة مدغشقر إلى وطن قومي لليهود، قبل أن تتحول الفكرة بعد سنوات قليلة إلى ما عرف لاحقًا ب"الوطن القومي في فلسطين". أسباب تخصيص مدغشقر لليهود كانت الفكرة التي نوقشت لأول مرة رسميًا داخل أجهزة الدولة النازية في صيف 1938 تنطلق من رؤية عنصرية لا تعترف بح اليهود في الاندماج داخل أوروبا، وبدلًا من تصفيتهم، رأت بعض الدوائر النازية أنه يمكن تجميعهم في جزيرة معزولة تابعة آنذاك للاستعمار الفرنسي، لتصبح مدغشقر تلك الجزيرة الضخمة شرق أفريقيا بمثابة منفى منظم ليهود أوروبا. وفي العام التالي، 1939، بدأت وزارة الخارجية الألمانية إعداد دراسات عملية لتنفيذ الخطة بعد انتصار ألمانيا على فرنسا، حيث كانت باريس تسيطر على مدغشقر، وتولى الدبلوماسي الألماني فرانز رادماخر صياغة ما عرف رسميًا باسم مشروع مدغشقر، الذي نص على نقل نحو أربعة ملايين يهودي أوروبي إلى الجزيرة خلال عشر سنوات، بإشراف جهاز الشرطة النازية SS. لكن انهيار الخطة جاء سريعًا. في عام 1940، وبعد سقوط فرنسا في يد الألمان، بدت الفكرة ممكنة مؤقتا، لكن سيطرة البحرية البريطانية على المحيطات جعلت نقل ملايين البشر إلى جزيرة نائية أمرًا مستحيلًا من الناحية اللوجستية. ومع اشتعال الحرب على الجبهتين الشرقية والغربية، تراجع هيملر وهتلر عن مشروع التهجير الجماعي، ليستبدل تدريجيًا بما سمي لاحقًا الحل النهائي، أي الإبادة المنظمة لليهود في أوروبا. المفارقة أن مشروع مدغشقر كان يقدم حينها داخل الأروقة النازية باعتباره الحل الإنساني للقضية اليهودية، بينما كان في جوهره خطوة نحو العزل الكامل والتطهير العرقي، ومع فشل الخطة، أدركت الحركة الصهيونية أن الفرصة التاريخية تلوح من بين رماد الحرب. خطة الصهيونية لابتلاع فلسطين بعد فشل خطة مدغقشر بينما كانت أوروبا تغرق في أهوال المحارق، استغل قادة الصهيونية فشل المشروع النازي كدليل إضافي على أن اليهود لا ملجأ لهم إلا فلسطين، لتتحول الخطة العنصرية إلى وقود دعائي يخدم الخطة السياسية التي كانت الحركة الصهيونية تعمل عليها منذ وعد بلفور عام 1917. وفي المؤتمرات الدولية التي تلت الحرب، وبخاصة بعد عام 1945، استخدمت الدعاية الصهيونية ما سمته خذلان العالم لليهود في محنتهم لتبرير استعجال إقامة كيان خاص بهم، وكانت مدغشقر في خطابهم رمزًا لفشل العالم في احتضانهم، وفلسطين في رؤيتهم الخلاص النهائي، وبذلك أعادت الدبلوماسية الصهيونية صياغة التاريخ؛ بما يخدم مشروعها الاستيطاني الجديد تحت حماية الحلفاء المنتصرين. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا