في ظل الأحداث المتسارعة بين مصر والاحتلال الإسرائيلي، والتي تتصاعد بسبب العدوان المستمر على قطاع غزة، ورفض مصر القاطع لمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين من القطاع إلى سيناء، تبرز جبهة جديدة من التوتر ذات طابع اقتصادي، تتعلق ب صفقة الغاز الطبيعي بين الجانبين. وبينما تؤكد مصر موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، ورفضها الكامل للسياسات الإسرائيلية الرامية إلى تفريغ الأرض من أصحابها، ظهرت على السطح قضية صفقة الغاز الإسرائيلي، التي أثارت تساؤلات حول أطرافها المستفيدة، وحقيقة الموقف المصري منها. وقال المهندس مدحت يوسف، الخبير البترولي ونائب رئيس هيئة البترول الأسبق ل فيتو، إن إسرائيل ستكون الخاسر الوحيد اقتصاديًا في حال فشل إتمام صفقة تصدير الغاز لمصر، موضحًا أن الصفقة تتم من خلال حقل "ليفياثان" البحري، الذي تشغله شركة نيوميد الإسرائيلية بالشراكة مع شركة شيفرون الأمريكية، التي تمتلك الحصة الأكبر بنسبة 55%. وأشار يوسف إلى أن الحقل يعاني من محدودية في التنمية والإنتاج، بسبب عدم وجود منافذ تصدير كافية، موضحًا أن مصر تمثل المنفذ الوحيد لتصريف هذا الغاز خارج إسرائيل، خاصة بعد فشل محاولات إنشاء خط غاز مباشر إلى أوروبا بسبب عدم الجدوى الاقتصادية للمشروع. وأكد يوسف أن الشركة الأمريكية تمارس ضغوطًا على الجانب الإسرائيلي لإبرام اتفاق طويل الأجل مع مصر، رغبةً منها في استرداد استثماراتها في الحقل. وشدد على أن الصفقة لم تأتِ بطلب من مصر، بل بضغط أمريكي على إسرائيل، مستفيدين من قدرة مصر على إسالة الغاز وتصديره إلى أوروبا عبر محطات الإسالة المصرية، في إطار الاتفاق الثلاثي الموقع عام 2022 بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي. وكشف يوسف أن السعر المتفق عليه لشراء الغاز الإسرائيلي – الأمريكي يبلغ 7.4 دولار لكل مليون وحدة حرارية، يذهب منها 3.5 دولار لتكاليف التشغيل، ويتبقى 3.9 دولار توزع بين الشركتين المشغلتين للحقل، حيث تحصل شيفرون على 55%، فيما تحصل نيوميد الإسرائيلية على ما يعادل 1.75 دولار فقط. وأوضح أن العائد الإجمالي لإسرائيل من الصفقة خلال 15 عامًا يقدر ب 8.2 مليار دولار فقط، بمعدل 550 مليون دولار سنويًا، من إجمالي صفقة قيمتها 35 مليار دولار، ما يؤكد أن الجانب الإسرائيلي ليس المستفيد الرئيسي من الصفقة. وأشار يوسف إلى أن مصر تستورد حاليًا الغاز المسال من قطر والإمارات بسعر يبلغ نحو 12 دولارًا للمليون وحدة حرارية، دون أي تخفيض أو مساهمة في تكاليف النقل أو إعادة التغييز في المقابل، توفر الصفقة الإسرائيلية الأمريكية الغاز بسعر 7.4 دولار، ما يمنح مصر ميزة سعرية كبيرة ويحقق فارق ربح اقتصادي واضح. وتابع يوسف أن تشغيل محطات الإسالة المصرية بالغاز المستورد من إسرائيل وشيفرون، ثم إعادة تصديره إلى أوروبا بالأسعار العالمية، يحقق عوائد مالية ضخمة لمصر، ويعزز من موقعها كمركز إقليمي لتداول الطاقة. كما أكد أهمية الاستعداد لربط الغاز القبرصي المتوقع بدء تصديره عام 2027، وهو ما يعزز استمرار هذا النهج الاقتصادي الناجح، ويمنح مصر قوة تفاوضية واستراتيجية طويلة المدى. واختتم المهندس مدحت يوسف حديثه بالتأكيد على أن مصر استطاعت استغلال ضعف موقف إسرائيل الاقتصادي والسياسي لتحقيق مصالحها، مشيرًا إلى أن فشل إبرام صفقة الغاز سيعود بالضرر فقط على الشركات الأمريكية والإسرائيلية، وليس على القاهرة، التي تمتلك بدائل أخرى وأوراق تفاوضية قوية. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا