من قصر الدروز إلى بلاد النيل.. أسمهان أسطورة فنية لم تكتمل

أسمهان، أميرة الجبل، سليلة عائلة الأطرش، صاحبة الصوت الجميل، شخصية متمردة طموحة عشقت الغناء والشهرة لكنها لم تحقق سوى القليل، لقبت بأميرة القلوب، نافست أم كلثوم بأغانيها، حياتها مليئة بالأسرار وبالغموض إلا أن نهايتها جاءت سريعة بعد سنوات قليلة من عمرها الفنى فى حادث مأساوى بغرق سيارتها فى ترعة أثناء تصويرها فيلم "غرام وانتقام "، رحلت فى مثل هذا اليوم عام 1944.
ولدت آمال الأطرش الشهيرة ب أسمهان عام 1912 بجبل الدروز بلبنان، فى ابنة عائلة الأطرش الحاكمة، جاءت إلى مصر هاربة مع والدتها علياء المنذر وأخويها فؤاد وفريد الأطرش عام 1937 هربا من بطش الاحتلال الفرنسى للبنان نظرا لتصدى والدها سلطان باشا الأطرش لأعمال المحتل الفرنسى، جاءت إلى القاهرة وفى حى الفجالة بدأت الأم تتدبر الكفاح فى سبيل الحياة مع ابنائها الثلاث وعاشت متخفية بعد أن أطلقت على ابنتها اسم إميلى لتلحقها بمدرسة سان جوزيف بالعباسية.

حب الشهرة والأضواء
عشقت اسمهان الغناء وراودتها الشهرة والأضواء وكسب المال، لكنها لم تستطع تحقيق ثروة بسبب عمرها الفنى القصير وحبها الشديد للإسراف والبذخ حتى قال عنها الصحفى محمد التابعى: كانت تحب الترف والعيش الرغد والملابس الأنيقة وكل ماهو جميل فى الحياة ولا سبيل لتحقيق ذلك إلا بالمال الكثير لكنها لم تستطع أن تتحكم فى نفسها ونزواتها وتقبل على عملها وفنها فقط وتفرغ نفسها للغناء، فوقعت فى طموحها وتمردها ونزواتها حبا فى الحياة الحرة.
أسمهان ابنة الجبل التى رحلت فى غموض
تعلمت اسمهان أصول الغناء على يد الملحن داود حسنى الذى اختار لها اسم اسمهان بعد أن توسم فيها خيرا، لتبدأ حياة احتراف الغناء وهى فى الرابعة عشر من عمرها، سجلت أسمهان أول أسطوانة غنائية وغنت بدار الأوبرا الملكية عام 1933، وأقامت أولى حفلاتها الغنائية بقصر زبيدة هانم شهاب بالزمالك التي أهدتها قلادة ذهبية إعجابا بصوتها، وغنت بعدها بقصر طلعت باشا حرب بالصعيد، بينما انضمت بعدها إلى الإذاعة، وغنت للإذاعة أول أعمالها أغنية " نويت أداري آلامي "عام 1936 وهى على شكل طقطوقة من تلحين فريد الأطرش.
تعاملت مع أشهر الملحنين
لكن شاءت الظروف أن يحضر ابن عمها حسن الأطرش من لبنان وأغراها بالعودة إلى جبل الدروز كزوجة، فعادت إلى الجبل كأميرة تحيا فى قصر كبير، وبعد إنجاب ابنتها كاميليا عاودها الحنين إلى الفن، فعادت إلى مصر ثانية.
عن طريق والدتها عازفة العود تعاملت أسمهان مع أشهر ملحني زمانها، وإن كانت أغلب ألحانها كانت لشقيقها فريد الأطرش فغنت له: ناويت أدارى، ياللي هواك شاغل بالى، يابدع الورد وليالى الأنس في فيينا كلمات أحمد رامى، (رجعت لك يا حبيبى) لبيرم التونسى، (أهوى) لمأمون الشناوى.
أسمهان فى شبابها
كما غنت المطربة أسمهان لزكريا أحمد والقصبجى الذى وصف صوتها بصوت قادم من السماء، وكذلك رياض السنباطى ومحمد عبد الوهاب، ومن أروع أغانيها "ليت البراق عينا"، وقصيدة " اسقيتها لبشارة الخورى، وطقطوقة "فرق ما بينا ليه الزمان"، امتى حتعرف امتى " لمأمون الشناوى وتلحين القصبجى، وغنت لعبد الوهاب أغنيتين هما أوبريت قيس وليلى وأغنية محلاها عيشة الفلاح.
أسمهان ويوسف وهبى فى غرام وانتقام
جاءت البداية ل أسمهان فى السينما عن طريق المخرج أحمد بدرخان فى الفيلم الغنائى "انتصار الشباب" قاسمها البطولة شقيقها فريد الأطرش، وجاء بعده فيلم " غرام وانتقام " مع يوسف وهبى الذى نال عنه البكوية لإعجاب الملك فاروق بالفيلم، ورحلت أثناء تصويره ليصبح رصيدها مع السينما فيلمين فقط
أسمهان.. أميرة الجبل التي تمردت على حياتها.. تعاونت مع أشهر الملحنين.. شاركت في بطولة فيلمين سينمائيين.. والغموض يكتنف لحظة النهاية
رئيس الأوبرا يزيح الستار عن تمثال أسمهان ويعيد افتتاح مجسم فريد الأطرش بعد ترميمه
تعددت علاقات أسمهان وزيجاتها فتزوجت أربع مرات، الأولى من ابن عمها حسن الأطرش، حيث أنجبت منه ابنتها الوحيدة كاميليا، ثم تزوجت من المخرج أحمد بدرخان ولم يدم الزواج طويلا، ثم اضطرت للزواج من المطرب المصرى محمد فايد بناء على نصيحة من يوسف وهبى لتجديد إقامتها ودخول مصر بعد طرد الملكة نازلى لها، وأخيرا الزواج من الفنان أحمد سالم الذى حاول قتلها بالرصاص نظرا لغيرته الشديدة عليها ويقال إنه أحد المتهمين بموتها غارقة في النيل.
أسمهان والصحفى محمد التابعى
وغير الزيجات المتعددة ارتبطت المطربة أسمهان بعلاقات عاطفية بالصحفى محمد التابعى بقصة حب كبيرة ويقال إنها لم تنته بالزواج، أيضًا وقع فى غرامها رئيس الديوان أحمد حسنين وكرهتها الملكة عشيقته الملكة نازلى وطردتها من مصر.

غرام وانتقام كتب النهاية
وفى مثل هذا اليوم 14 يوليو عام 1944، وبينما كانت المطربة أسمهان عائدة هى وصديقتها مارى قلادة من شاطئ البحر فى رأس البر فى طريقها إلى القاهرة، وكانت فى تلك الفترة تصور فيلمها "غرام وانتقام"، وعند قرية سرنفاش مركز طلخا الدقهلية اندفعت سيارتها بقيادة سائق استديو مصر فضل محمد نصير ووقعت فى النيل ونجا السائق وغرقت أسمهان وصديقتها وقتل السائق فيما بعد فى حادث سيارة.

مازال مصرعها لغزا
ونظرا لتشعب علاقات اسمهان وحبها فى المال كانت قد دخلت مجال العمل السياسى السري مع الإنجليز والحلفاء، ووجهت إليها اتهامات بالجاسوسية، ويربط البعض بين هذا العمل وبين مصرعها غرقا في الماء في حادث مأساوى ودفن سرها معها، ورغم مرور كل هذه السنوات إلا أن مصرعها ما زال لغزًا، وظهرت الشائعات بأن أم كلثوم هى من دبرت مقتلها لمنافستها لها فى سوق الغناء لجمال صوتها، وقيل إن أحمد سالم هو القاتل لغيرته عليها، كما قيل إن مرشد الإخوان حسن البنا وراء مقتلها، لكن لم تصل التحقيقات إلى شيء وقيد الحادث قضاء وقدر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا