أستاذنا الكبير – سنا ومقاما- "فهمى هويدى" يأبى أن يفقدنا متعة "الساحر" التي أوضحت الشهور القليلة الماضية أنه خير من يتقنها – من جيله – في بلاط "صاحبة الجلالة". "هويدى" مع حفظ الألقاب والمقامات، بعد أن ظل طوال الأسابيع الماضية يحذرنا من الانقلاب على "شرعية المعزول" ويرغى ويزيد في "الأيام السودا" التي تنتظرنا، لم يجد بدًا من نسيان رئيس "أهلي وعشيرتى" الدكتور محمد مرسي، ومن قبله إخوانه "بديع والذين معه"، وقال – في لحظة صفا- على طريقة "نيوتن" وجدتها. "الطوارئ" هي التفاحة التي جعلت الرجل يخرج عن وقاره ويقرر أن يكشف لنا حكاية "عجين الفلاحة" و"نومة العازب" وما إلى ذلك من استعراضات بهلوانية تقوم بها القردة لتسلية الزبون المحترم. أما الرابط ما بين "الطوارئ" وأنشطة "القردة" فقد كشفه لنا "هويدى" في مقاله المنشور صباح السبت الماضى في الزميلة الشروق تحت عنوان "الطوارئ مجددًا"، ومن أول وهلة تظن – وليس كل الظن إثما- أن عنوان "هويدى" يحمل قدرًا من الجدية التي تدفعك – كما حدث معنا- لرؤية ما كتبه الزميل القدير، ولكن ما هي إلا كلمات قليلة في الفقرة الأولى من المقال ذاته، وتجد نفسك صرخت – أنت أيضا- على طريقة "نيوتن" وقلت "الكلام ده مش جديد"، فالزميل العزيز، كشف لنا – وهو في كامل قواه الصحفية- أن عشقه وحنانه لأيام الرئيس "المعزول" طغى على عمله ومهنته، ف"هويدى" اتضح أنه – مثل مرسي- يعشق "حديث القردة " حيث قال في الفقرة الأولى من المقال: ابتداء من الساعة الرابعة من مساء الأربعاء الماضى 14/8 ولمدة شهر كامل، لرئيس الجمهورية أن يكلف أي شخص في بر مصر بتأدية أي عمل يخطر على باله، من عجين الفلاحة وحتى إلقاء نفسه في النيل، مرورا بتطليق زوجته والمشى على يديه في الشارع. وبعيدا عن حكاية "تطليق الزوجة" فإن حديث الكاتب الكبير أعاد لأذهاننا السؤال اللولبى ل"مرسي" في إحدى جلساته عندما تسأل عن صنف العمل الذي سيمتهنه "القرداتى" بعد أن يموت القرد، ومن جانبنا سنترك لكل من تابع وقرأ مقال "هويدى" يجيب عن سؤال "المعزول" ونحذر من إدخال مهنة الصحافة في الوظائف المتاحة لسيادة "القرداتى".