غريبٌ أمرُ الرئيسِ الأمريكيِّ دونالدِ ترامبَ، فمنذُ اللحظاتِ الأولى لتولِّيهِ السلطةَ لم يتوقفِ الرجلُ عن إطلاقِ التصريحاتِ والقراراتِ الاستفزازيةِ تجاهَ دولِ العالمِ، وكأنَّهُ عقدَ العزمَ على تبنِّي نهجِ البلطجةِ لتحقيقِ طموحاتِهِ رغمَ أنفِ الجميعِ، ضاربًا بكلِّ الأعرافِ السياسيةِ والدبلوماسيةِ المتعارفِ عليها عرضَ الحائطِ، وكأنَّهُ جاءَ للتجييشِ لعداءِ غيرِ مسبوقٍ تجاهَ بلادِهِ، وتحويلِها لدولةٍ غيرِ مرغوبٍ فيها حتى من أقربِ حلفائِها. فلا أعتقدُ أنَّ هناكَ متابعًا لقراراتِ وتصريحاتِ الرئيسِ الأمريكيِّ خلالَ الأيامِ المعدودةِ التي قضاها بالسلطةِ، إلَّا وساورهُ الشكُّ في أمرِ الحالةِ العقليةِ لهذا الرجلِ، الذي بدا في أغلبِ الأحيانِ وكأنَّهُ يهذي بعباراتٍ لا تخرجُ إلَّا عن مجنونٍ، أو بلطجيٍّ أهوجَ يفرضُ سطوتَهُ في دولةٍ بلا قانونٍ، لا سيَّما بعدَ أنْ أبدى رغبتَهُ علنًا في السيطرةِ على جزيرةِ جرينلاندَ من الدنماركِ، وهدَّدَ بالسيطرةِ على قناةِ بنما، وضمِّ كندا عنوةً إلى الولاياتِالمتحدةِ.
شطحاتُ الرئيسِ الواهمِ لم تتوقفْ عندَ هذا الحدِّ، بل هدَّدَ كولومبيا لرفضِها استقبالَ طائراتٍ محمّلةٍ بالمهاجرينَ، وهاجمَ جنوبَ إفريقيا تحتَ دعوى أنَّ حكومتَها عنصريةٌ ومعاديةٌ للبيضِ، ووصلتْ قمةُ هذيانِهِ بالتهديدِ بالسيطرةِ على قطاعِ غزةَ وتهجيرِ ما يزيدُ على مليونيْ منْ سكانِها قسرًا، وزادَ بتوعُّدِ كلٍّ منْ مصرَ والأردنِّ بشكلٍ غيرِ مباشرٍ في حالِه رفضِهما استقبالَ وتوطينَ الفلسطينيينَ.
العجيبُ أنَّ شطحاتَ ترامبَ، التي لا تعترفُ بصداقةٍ أو شراكةٍ، وصلتْ إلى حدِّ الإضرارِ بأكبرِ شركاءِ بلادِهِ التجاريينَ، لتحقيقِ رغبتِهِ المجنونةِ في نقلِ مصانعِهم إلى أمريكا، أو العقابِ بفرضِ رسومٍ جمركيةٍ تصلُ إلى 25% على صادراتِهم للولاياتِ المتحدةِ، وهو ما حدثَ بالفعلِ مع كندا والمكسيكِ والصينِ، بل وباتَ على وشكِ أنْ يفعلَها معَ دولِ الاتحادِ الأوروبيِّ.
اللافتُ أنَّ الرئيسَ الأمريكيَّ الذي لا تحكمُهُ قواعدٌ أو أعرافٌ سياسيةٌ أو دبلوماسيةٌ، لا يزالُ مستمرًا في إطلاقِ تصريحاتِهِ وقراراتِهِ المجنونةِ تجاهَ كلِّ دولِ العالمِ حتى اليومِ، دونَ إدراكٍ بأنَّ قراراتِهِ غيرَ المدروسةِ تضرُّ بالعلاقاتِ الأمريكيةِ، وتضربُ مصالحَها في كثيرٍ منْ مناطقِ العالمِ في الصميمِ، بل وتشجِّعُ بشكلٍ صريحٍ على خلقِ تكتلاتٍ إقليميةٍ وعالميةٍ لمواجهةِ هلاوسِهِ المتلاحقةِ.
الغريبُ أنَّ الداخلَ الأمريكيَّ لم يسلمْ أيضًا منَ الهلاوسِ الترامبيةِ، حيثُ بدأَ الرجلُ التفكيرَ في خرقِ الدستورِ الأمريكيِّ والترشُّحِ لولايةٍ ثالثةٍ، وطرحَ ذلكَ بشكلٍ صريحٍ على الحضورِ خلالَ حفلٍ أُقيمَ بالبيتِ الأبيضِ، وسألَ صراحةً، عمَّا إذا كانَ عليهِ الترشُّحُ مرةً أخرى، وهي التلميحاتُ التي عكستْ مخاوفَ داخلَ الأوساطِ السياسيةِ الأمريكيةِ، من تنامي نزعةِ ترامبَ السلطويةِ.
الثابتُ أنَّ ترامبَ لن يخسرُ، غيرَ أنَّ الخاسرَ الأكبرَ هو الولاياتُالمتحدةُالأمريكيةُ، التي قد تتحولُ في نهايةِ حكمِ هذا الرجل إلى دولةٍ معزولةٍ حتى منْ أقربِ حلفائِها، ناهيكَ عمَّا قد يحدثُ في الداخلِ الأمريكيِّ منْ انهيارٍ قد يتطورُ إلى ما هو أبعدُ منَ السياسةِ بكثيرٍ.. وكفى. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا