التأمين الشامل والكادر ورعاية الفقراء حالة من الارتباك تسود وزارة الصحة حاليا بسبب العديد من الملفات التي لم تكن الوزيرة الدكتورة مها الرباط على علم بها نتيجة تحكم مساعديها الإخوان - الذين تم إيقافهم عن ممارسة عملهم خلال الأيام الماضية - ما أدى إلى تعطل عدد من المشروعات الحيوية. ويأتى التأمين الصحى على رأس هذه الملفات، فقد توقفت العديد من مشروعاته على خلفية تعليق تركيا اتفاقيتها في مجال الصحة مع مصر رفضا لثورة 30 يونيو، حيث كان مقررا أن تستعين مصر بالخبرات التركية في تطبيق مشروع "الضمان الصحى الشامل" الموجود الآن على مكتب الوزيرة، والتي تعيد النظر في آلية تطبيقه، كما كان من المقرر إرسال مصر عدة بعثات من الأطباء ليحصلوا على دورات تدريبية طبية داخل تركيا، ولكن كل ذلك توقف. وزيرة الصحة الدكتورة مها الرباط تعقد اجتماعات مستمرة مع لجنة إدارة الأزمات في الوزارة من أجل متابعه مشروع "رعاية الفقراء"، المقرر بدء تنفيذه خلال الأشهر المقبلة، ويشمل هذا المشروع تطوير وتحسين الخدمات الصحية داخل محافظات أسوان والأقصر وقنا وسوهاج، اعتمادا على دعم البنك الدولى للمشروع بنصف مليار جنيه، كما سيشمل المشروع جميع الفقراء داخل هذه المحافظات على أن يتم تفعيله في شهر يناير المقبل بعد عمل حصر شامل للفقراء عن طريق "الضمان الاجتماعى". وعلى الجانب الآخر تشهد اجتماعات لجنة "الكادر" حالة من الشد والجذب بسبب مماطلة وزارة الصحة في تطبيق المشروع - على حد قول نقيب الأطباء الدكتور خيري عبد الدايم - والذي أكد أن وزير المالية ليس لديه نية لتمويل المشروع هذا العام، وأن ما يتم عمله من لائحة تنفيذية للمشروع ما هو إلا إضاعة للوقت. المشروع ذاته رفضه أطباء نقابة الصيادلة بدعوى تميز أطباء الأسنان عنهم في الراتب الأساسي والعلاوات، ومساواتهم بالتمريض، مشددين على اتخاذهم كافة الإجراءات التصعيدية بداية من الإضراب في المستشفيات وحتى إغلاق الصيدليات على مستوى الجمهورية في حاله تمرير مشروع الكادر بشكله الحالى.