"ربنا أكرمنى بالالتزام منذ أن بدأت أستمع إلى خطب كثير من الدعاة في مرحلة السبعينيات التي كانت تشهد زخمًا إسلاميًا، وهو ما جعلنى أعيد النظر في دوري كمسلم، وقبل ذلك كنت أصلى بشكل متقطع وأعيش حياتى بشكل عادى، وكان لابن عمى وصهرى طارق الزمر الفضل في إمدادى بمجموعة كبيرة من الكتب".. هكذا يتحدث عبود الزمر أشهر السجناء المصريين، المقدم السابق بالجيش المصري. ويضيف "الزمر": "كنت في هذا الوقت رائدًا في المخابرات الحربية والاستطلاع وبدأت أدرس آراء العلماء، وشرعت في المقارنة بين مواقف الجماعات الإسلامية الموجودة في الساحة فيما يخص فساد الحاكم ورفضه تطبيق الشريعة، حيث إن طبيعتى العسكرية جعلتنى أفكر بالتحرك والمواجهة في حالة ما إذا رفض الحاكم الخضوع لتطبيق الشريعة". وعن الرئيس الراحل أنور السادات، يقول: "كان هناك العديد من المعطيات التي دفعت لقتله؛ أهمها استهانته وسخريته من العلماء وإهانته الزى الإسلامي، بالإضافة إلى توقيعه اتفاقية كامب ديفيد بشكل منفرد مع العدو الصهيوني، وقبوله بإنهاء الصراع المسلح بين العرب وإسرائيل، وكأنه أخذ التوكيل من الأمة العربية والإسلامية، مما ساعد على هدم النظام العربى وضياع فلسطين وضياع ثقل مصر، خاصة أنه طبع العلاقة مع العدو وغير الاقتصاد ومناهج التعليم لدمج إسرائيل في النظام العربي، فتكونت لدينا قناعة بضرورة الخروج عليه، وانتظرنا رأى العلماء في جواز الخروج على السادات وخلعه، وأيد ذلك الرأى الشيخ ابن باز والدكتور عمر عبد الرحمن والشيخ صلاح أبو إسماعيل، وطلب منى كرجل عسكري أن أبدأ في تنفيذ هذا الكلام". وبالفعل كان الزمر هو العقل المدبر لعملية قتل الرئيس السادات، والتي نفذها خالد الإسلامبولى، وقد حكم عليه بالسجن المؤبد في قضية اغتيال السادات، و15 عاما في قضية تنظيم الجهاد، وتم الإفراج عنه في مارس 2011 في فترة حكم المجلس العسكري، ليظهر بعدها في احتفالات ذكرى نصر أكتوبر 2012، التي حضرها رئيس الجمهورية المعزول محمد مرسي. وبعد الإفراج عنه أعلن الزمر ندمه على قتل السادات، وقدم اعتذاره للمصريين عن اغتياله، مشيرا إلى أنه لم يكن ليخرج على الرئيس بالسلاح لو تكرر الأمر حاليا، خاصة أن الظروف السياسية تغيرت بوجود نظام عالمى يحترم الاحتجاجات والتظاهرات التي كان يقمعها السادات. وبعد عزل الرئيس الإخواني مرسي اتخذ الزمر موقفا مختلفا عن غيره من قيادات الجماعة الإسلامية، فقد لجأ إلى تحليل الصورة، و أكد أن مكتب إرشاد جماعة الإخوان هو السبب الحقيقي وراء سقوط مرسي. أكد عبود الزمر دهشته - في تصريحاته الصحفية بقوله "فوجئت خلال لقاء خاص لي بالرئيس في قصر الاتحادية بأنه يؤكد لي عدم وصول التقرير الذي أعددته للرئاسة إليه، وزادت حدة المفاجأة عندما علمت أن الدكتورة باكينام الشرقاوي -مساعد الرئيس السابقة للشئون السياسية- سلمت التقرير لمكتب الإرشاد ولم توجهه له شخصيًا".