في صباح 23 من يناير الماضي كان رجال مباحث شرطة الهرم على موعد مع جريمة غريبة من نوعها شكلت تحديا شديدا لهم حتى أنها نالت اهتمام قيادات الإدارة العامة لمباحث الجيزة، كون المتهم لم يكتف بجريمة بسرقة حقيبة فتاة بل ذهب ليخرج لسانه للجميع وراح يصرف من أموال الضحية من ماكينات الصرافة بواسطة الفيزا الخاصة بها وعلي مدار 60 يوما لاحق رجال المباحث المتهم وكشفت رحلة البحث والتحري والقبض علي الجاني مفاجآت بالجملة وإلى التفاصيل. في الأربعاء الموافق ال22 من يناير 2020 وفي تمام الساعة الثامنة والنصف ليلا، كانت صفاء عائدة منهكة من عملها، وعند وصولها لمنطقة مشعل بالهرم شعرت فجأة بأيدي تخطف حقيبتها وبها الهاتف المحمول وأوراقها الثبوتية ومبلغ من المال والفيزا كارد الخاصة بالبنك العميلة لديه، في لمح البصر وتهرب لم تتعرف على الجاني بسبب سرعته في الفرار، بعد أن فاقت الفتاة من صدمتها توجهت في صباح اليوم التالي لقسم شرطة الهرم لتحرير محضر حمل رقم 1521 بتاريخ 23 يناير 2020 .وتم إخطار اللواء طارق مرزوق مساعد الوزير لأمن الجيزة. تفاصيل المحضر والجريمة استفزت اللواء محمود السبيلى مدير المباحث واللواء سامح الحميلى نائب الإدارة العامة لمباحث الجيزة ، والذين كلفا العميد طارق حمزة، رئيس مباحث غرب بسرعة ضبط الجاني. على الفور تشكل فريق بحث أشرف عليه العقيد أيمن الشرقاوى مفتش مباحث الهرم والرائد إسلام السيد معاون مباحث الهرم، وطيلة 60 يوما لم يكف البحث وجابت العناصر السرية شارع مشعل والمنطقة المحيطة وتم تفريغ الكاميرات بطول الشارع، وتحديد خط سير هروب المتهم، علي ما بذلوه من جهد وتعب ولم يدخلوا جهدا للعثور علي السارق صعوبة الأمر. وخلال رحلة البحث ن المتهم الشبح تلقت المجني عليها إخطارا من البنك يفيد بقيامها بصرف مببلغ 10 آلاف جنيه من حسابها بواسطة الفيزا، وهنا تسألت "صفاء" عن كيفية سحب المبلغ بالفيزا المسروقة وكيف عرف الجاني بالرقم السري لها قبل أن تتذكر ما وقعت فيه من خطأ إذ اعتادت كتابة رقم الفيزا السري بورقة ووضعها في الحافظة بجوار الفيزا بسبب تكرار نسيان الرقم السري وهو ما عثر عليه الجاني وقام بتجربة الرقم وبالفعل حصل على المال. مفأجاة في الجريمة اظهرت تحريات المباحث الممكثفة وعلى مدار أيام متواصلة عن مفاجأة من العيار الثقيل إذ ثبت أن الجاني فتاة وتعمل في ملهى بالمنطقة، وأنها اختطفت الحقيبة وهي تستقل دراجة بخارية. أمكن تحديد أوصاف المتهمة ومكان اختبائها وأوصافها عقب مراجعة الماكينة التي صرفت منها المبلغ التي دلت عليها تحريات البنك، وفي مهمة عاجلة تم القبض عليها وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة وأفادت بتصرفها في المبلغ بانفاقها على متطلباتها الشخصية، وفاجأت الزميلة الصحفية المتههمة ورجال المباحث بتنازلها عن المحضر لصغر سن الفتاة وخوفا على مستقبلها. بدورها ووجهت الزميلة الصحفية الشكر للقيادات الأمنية على الجهد الكبير للوصول للمتهمة ووعلى تتفاني رجال الأمن في إعادة الحقوق لأصحابها.
