أكد مشاركون في المؤتمر الدولي لحوار الأديان، الذي تستضيفه مدينة بييه في جمهورية كوسوفا خلال الفترة من 24 إلى 26 مايو الجاري، على أهمية التسامح الديني لتحقيق المصالحة السياسية سواء داخل الدول أو بين البلدان التي تشهد خلافات وتوترات فيما بينها. ومن جهتها، قالت رئيسة كوسوفا، عاطفة يحي أجا في كلمتها خلال المؤتمر، إن بلادها أثبتت أن التعايش بين مختلف الأديان هو السبيل لبناء ديمقراطية حقيقية، مشيرة إلى أن كوسوفا اعتمدت على التسامح الديني لتقوية جبهتها الداخلية وإعادة بناء البلاد بعد الحرب مع صربيا. وأضافت أن المصالحة والتعايش السلمي، لم يكن خيارا بقدر ما كان أمرا حتميا، لافتةً إلى أن ذاكرة المعاناة لازالت قائمة، لكن علاقة كوسوفا بجيرانها تعتمد على التسامح وثقافة التعايش بهدف تحقيق مستقبل أكثر استقرارا للأجيال القادمة، والحفاظ على مجتمع متعدد الثقافات يحترم حرية الأديان. من جانبه، قال وزير الخارجية أنورهوجا إن بلاده احتضنت على مدى التاريخ أديان مختلفة، لافتا إلى أن هذا التنوع الديني كان سببا مهما للتعايش بين الشعب الكوسوفي. وأضاف هوجا أن كوسوفا هي أفضل مثال لحماية حرية الأديان داخل مجتمعها، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه حان الوقت لبداية مصالحة حقيقية مع صربيا، قائمة على أساس حوار الأديان الذي يعزز قيم التعايش بين مختلف الشعوب. من جهته، قال مفتي كوسوفا نعيم ترناوا "إن جميع الأنبياء جاءوا برسالة واحدة وينتمون جميعا إلى أب واحد هو آدم، وأن هذه رسالة للجميع بأن الأديان هي سبيل للإندماج وليس للتفرقة بين الشعوب".