التاريخ يكرر نفسه، مرة بتراجيديا وأخرى بفانتازيا، تلك الفانتازيا سببها الأول والأخير أن التفاصيل تُعاد كما هي، بنفس المعطيات ونفس النتائج ورغم ذلك فإن هناك من ينتظر نتائج مختلفة، هؤلاء هم أغبياء التاريخ. ولأن الغباء لا يتعلق بالسن أو النشأة أو المال، فإن الغباء التاريخي سقط فيه كثيرون، منهم أناس عادية ومنهم رؤساء وجدوا أنفسهم في لحظة في قفص الاتهام بعد أن كانوا في وقت من الأوقات على كرسي الحكم يتمتعون بكل شيء من ملذات الحياة. عمر البشير آخر المنضمين إلى تلك القائمة هو الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، الذي خضع لأول جلسة لمحاكمته اليوم بحسب قناة «سكاي نيوز عربية»، وذلك بعد اتهامه بعدة تهم منها التعامل بالنقد الأجنبي والثراء الحرام ومخالفة أمر الطوارئ، وذلك بعد عزله من الحكم إثر ثورة شعبية. محمد مرسي القائمة ضمت أيضًا الرئيس الراحل محمد مرسي، بعد أن حكم لمدة عام واحد وأطاحت به ثورة 30 يونيو، وتم اتهامه بأكثر من تهمة منها الهروب من سجن وادي النطرون أثناء ثورة يناير، وقتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية والتخابر مع دولة أجنبية، كما صدر حكم ضده بالإعدام ورحل قبل تنفيذه. مبارك أما الصورة الأشهر التي جسدت انتصار المصريين في ثورة 25 يناير، هي صورة الرئيس المعزول محمد حسني مبارك في قفص الاتهام بعد الإطاحة به من الحكم، وبعد 30 عاما حكم فيهم مصر وانتشر الفساد وغابت العدالة. وواجه «مبارك» عدة اتهامات منها قتل المتظاهرين، والكسب غير المشروع، وتمت إدانته فعليًا بتهمة الاختلاس وحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات قضاها ليكون رئيس «خريج سجون». صدام حسين ومن مصر إلى العالم العربي، ففي 18 يوليو 2005 كان العالم يشهد محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وهو يقف في قفص الاتهام أمام قضاة المحكمة الجنائية المختصّة بالضلوع في «إبادة جماعية» لأهالي بلدة الدجيل 1989، ووُجّهت له تُهم قتل وسجن وانتهاك القوانين الدوليّة. وأُدين بموجب التهم الموجهة إليه بالإعدام، ونفذ الحكم في 30 ديسمبر 2006 في فجر يوم السبت الموافق 30 ديسمبر 2006م ببغداد في أول أيام عيد الأضحى، حيث تمت عملية الإعدام في مقر الشعبة الخامسة بالكاظمية. شاوشيسكو أما أشهر الطغاة عالميًا فكان حاكم رومانيا نيكولاي شاوشيسكو الذي حكم منذ عام 1974 حتى 1989، وجاءت نهايته بثورة شعبية أيدها وباركها الجيش، فقام شاوشيسكو بالهرب بصحبة زوجته إلا أنه تم القبض عليه ليقدم إلى محاكمة شعبية والتي بدورها حكمت عليه بالإعدام رميا بالرصاص أمام عدسات الكاميرات ليراها العالم أجمع.