«المستقلين الجدد»: زيادة الطعون في المرحلة الثانية مؤشر منطقي    كشف ملابسات فيديو عن إجبار سائقين على المشاركة في حملة أمنية بكفر الدوار    «لا للتنمر ضد ذوي الإعاقة».. ندوة لمواجهة آثار وسلبيات التنمر    تراجع أسعار العملات الأجنبية في ختام تعاملات اليوم 7 ديسمبر 2025    وليد جاب الله: مصر تحقق أعلى نمو فصلي منذ 3 أعوام | فيديو    حماية النيل من البلاستيك    قلق مشروع.. وصمت لا يجدى!!    بولتيكو: اليمين المتطرف الأوروبي يستغل الهجوم الأمريكي على بروكسيل لتعزيز أجندته    ثلاثة فى خدمة الاحتلال الإسرائيلى    الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس    موقف إدارة ليفربول من إقالة سلوت بعد أزمته مع محمد صلاح    إخوان أوروبا فى مصيدة الإرهاب    منتخب مصر    تخفيف الحمل البدني للاعبي الزمالك قبل مباراة كهرباء الإسماعيلية    حتى لا تتكرر مأساة يوسف    انخفاض درجات الحرارة.. الأرصاد تكشف عن خريطة سقوط الأمطار غدا    ضبط سيارة منتهية التراخيص في الزقازيق بعد حادث استعراض    تلويحة محبة إلى فاروق حسنى    مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يعلن عن مجموعة جديدة من النجوم المشاركين    بدعوة من الإمام الأكبر |ترميم 100 أسطوانة نادرة للشيخ محمد رفعت    وزير الصحة ينفى انتشار أى فيروسات تنفسية جديدة أو فيروس ماربورغ.. خالد عبد الغفار: الوزارة تمتلك 5500 منشأة تعمل ضمن منظومة الترصد القائم على الحدث.. ويؤكد: لا مصلحة فى إخفاء معلومات تتعلق بانتشار أى مرض    لقيمتها الغذائية العالية، قدمى الجوافة لطفلك في هذه السن    الأهلي يقترب من ضم يزن النعيمات لتعزيز الهجوم    تأجيل محاكمة 5 متهمين بخلية النزهة    إطلالة جذابة ل آية الجنايني في مهرجان البحر الأحمر السينمائي | صور    بعد فيديو ضرب ولي أمر.. "تعليم الإسكندرية" تفصل طالبات المدرسة التجارية والنيابة تحقق مع الأم في واقعة حيازة سلاح أبيض    خبر في الجول – مصطفى محمد يلحق بمنتخب مصر في مواجهة نيجيريا الودية    محافظ القاهرة: تبرع بقيمة 50 مليون جنيه لدعم إنشاء المجمع الطبي لجامعة العاصمة    مدبولي يتابع مشروعات تطوير قطاع الغزل والنسيج والاستغلال الأمثل لبعض الأصول    ميرفت القفاص: عمار الشريعي الغائب الحاضر.. وصندوق ألحانه ما زال يحمل كنوزا    بكين تعلن عن ثالث مناورة مشتركة مع موسكو في مجال الدفاع الصاروخي    الجامعة البريطانية بمصر تشارك في مؤتمر الطاقة الخضراء والاستدامة بأذربيجان    الدباغ وحمدان ضمن تشكيل فلسطين في كأس العرب    طب الإسكندرية تُطلق قافلة طبية شاملة لخدمة مركز التأهيل المهني بالسيوف    كمال درويش: أرض أكتوبر المتنفس الحقيقي للزمالك.. والأمور أصبحت مستحيلة على مجلس الإدارة    صبغ الشعر باللون الأسود: حكم شرعي ورأي الفقهاء حول الاختضاب بالسواد    جامعة أسيوط تُكثّف استعداداتها لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الأول    صحة الشيوخ تدعو خالد عبد الغفار لعرض رؤيته في البرامج الصحية    وزير الخارجية: إسرائيل عليها مسئولية بتشغيل كل المعابر الخمس التي تربطها بقطاع غزة    وزير الصحة: H1N1 السلالة الأكثر انتشارا في مصر.. والموقف الوبائي مطمئن    اختبار 87 متسابقًا بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن بحضور الطاروطي.. صور    هيئة الرقابة المالية تُلزم صناديق التأمين الحكومية بالاستثمار في الأسهم    باحث يرصد 10 معلومات عن التنظيم الدولى للإخوان بعد إدراجه على قوائم الإرهاب    الأرصاد تكشف خرائط الأمطار اليوم وتحذر من انخفاض درجات الحرارة في عدد من المحافظات    وزارة التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 519 بلاغا خلال شهر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    روجينا تعلن انطلاق تصوير مسلسل حد أقصى رمضان 2026 .. "بسم الله توكلنا على الله"    ضبط 69 مخالفة تموينية متنوعة فى حملة مكبرة بمحافظة الفيوم    السيطرة على حريق مخزن سجاد وموكيت فى أوسيم    وزير الري أمام اجتماع «مياه حوض النيل» في بوروندي: ستستمر مصر في ممارسة ضبط النفس    نور الشربيني تتوج ببطولة هونج كونج للاسكواش بعد الفوز على لاعبة أمريكا    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    وزير الصحة يستعرض تطوير محور التنمية البشرية ضمن السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية    وزير الاتصالات: إطلاق خدمة التحقق الإلكترونى من الهوية يناير المقبل    قطاع الملابس والغزل يبحث مع رابطة مصنّعي الآلات الألمانية التعاون المشترك    محمد عشوب: نتمنى تنفيذ توجيهات الرئيس نحو دراما تُعبّر عن المواطن المصري    دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر    محمد صلاح يفتح النار على الجميع: أشعر بخيبة أمل وقدمت الكثير لليفربول.. أمى لم تكن تعلم أننى لن ألعب.. يريدون إلقائي تحت الحافلة ولا علاقة لي بالمدرب.. ويبدو أن النادي تخلى عنى.. ويعلق على انتقادات كاراجر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"بيكا" و"شطة".. وأشياء أخرى
نشر في فيتو يوم 12 - 11 - 2018

أما وقد وضعتْ الحربُ أوزارَها بينَ مُطربى المهرجانات: "حمو بيكا" و"مجدى شطة" طوعًا أو كرهًا، أو في طريقها إلى ذلك، فيجبُ علينا أن نُبارك لأنفسنا، الطيب أحسن، والصُّلح خير، والعفوُ من شِيَم الكبار، و"بيكا" و"شطة" كبيران. الحركة الغنائية سوف تخسرُ كثيرًا لو طالَ الخصامُ، ودام السجالُ، واستمرَّ التلاسُن، عبرَ مواقع التواصل الاجتماعى، وفى الجلسات الخاصة والعامة.
لا نأملُ أن يحدثَ بينهما ما حدثَ بين "عبد الحليم حافظ" و"فريد الأطرش". "بيكا" و"شطة" نجمان لامعان في سماءِ الفن، لا يليقُ بهما التشاحُن والتباغُض. تعاونُهما يُثرى الأغنية المصرية، وتألقُهما يرفعُ راية مصر خفَّاقة بينَ العالمين، هما القوى الناعمة الجديدة لبلادِنا، وخيرُ سفيرين لها. أحسنا صُنعًا أنهما قطعا الطريقَ على الحاقدينَ مثل: "عمرو دياب" و"تامر حسنى"، والنقيب "هانى شاكر".. وحسُنَ أولئكَ رفيقًا.
"بيكا" و"شطة" عنوانٌ واضحٌ وصريحٌ لزمنهما. نعيبُ زماننا والعيبُ فينا، وما لزمانِنا عيبٌ سوانا. لا تجلدوهما بألسنتكم الحادة. أوقفوا عنهما موجاتِ السُّخرية والاستهزاء، لا ذنبَ لهما في شئٍ، ليس هُما منْ أفسَدا الغناءَ. سبقَهما كثيرونَ وكثيراتٌ، لم يردعْهم أحدٌ، ولم يتصدَّ لهم "نقيبٌ" أو "لواءٌ". هُما فقط يستكملانِ مسيرةَ القُبح.
القبحُ في مِصرَ.. صناعة كبيرة وتجارة رائجة و"بزنس" ضخم. في مِصرَ مؤسساتٌ قائمةٌ تصنعُ القبحَ وتتربحُ منه وتحميهِ وتدافعُ عن وجودِه، وتكرهُ الجمالَ وتسخرُ منه. إذا دعا داعٍ إلى فضيلة، أو نهى عن رذيلةٍ.. وصمَهُ غِربانُ القبح وصانعوه وحُماتُه والمُستفيدونَ منه بالشططِ والجنون، واتهموه بالرجعيةِ، وطالبوا بسجنِه أو قتلِه أو نقلهِ إلى مستشفى "الأمراض العقلية"، مثلما فعلَ قومٌ "لوطٍ" عندما قالوا: "أخرجوا آلَ لوطٍ من قريتِكم، إنهم أناسٌ يتطهرون"، الطُّهرُ أضحى رذيلةً في "زمن العُهر".
أكثرُ الكتبِ انتشارًا تلكَ التي تُكتبُ من خيالاتِ غُرف النوم. أكثرُ الأفلام نجاحًا تلكَ التي تذخرُ بالمشاهد الساخنة. أكثرُ الفيديوهات رواجًا تلكَ التي تُبرزُ عورة امرأةٍ. الذوقُ المصرىُّ انتحرَ منذ سنواتٍ، وجدَ في الموتِ راحة وهدوءًا، تركَ المجالَ مفتوحًا رحبًا أمامَ صنوفٍ متنوعةٍ من القبح. 12 مليون مشاهدة حققها مهرجانُ "حمو بيكا" المعروفُ إعلاميًا وعالميًا وغنائيًا وفنيًا ب "رب الكون ميزنا بميزة"، حتى كتابة هذهِ السطور، والحصيلة مُرشحة للزيادةِ، هذا الرقمُ الخُرافىُّ حصدَه "بيكا" خلال أقلَّ من شهر.
"بيكا" يعرفُ قدراتِه جيدًا، فهو يصفُ نفسَه في المهرجان سالفِ الذكر بقولهِ: "صدر قرار من أعلى حصانة.. حمو بيكا في أعلى مكانة"، "التواضع حلو.. مفيش كلام"!
النجاحُ الساحقُ ل "رب الكون ميزنا بميزة" لم يتوقفْ عندَ المشاهداتِ المليونيةِ، بلْ احتلتْ الأغنية "التاريخية" مركزًا مُتقدمًا في قائمةِ الأغانى الأكثر استماعًا على موقع الأغانى "ساوند كلاود"، فيما خلتْ القائمة من نجوم الوطن العربى، بمن فيهم: "الهضبة" و"نجم الجيل" و"ملكة الإحساس" والنقيبُ "هانى شاكر" الذي أعلنَ الحربَ على "بيكا"، وتدخلَ لإلغاء "حفلهِ "الأسطورىِّ" في ضاحية "العجمى" بالإسكندرية يوم الجمعة الماضية.
"اللى يحضر العفريت يصرفه"، ونقابة المهن الموسيقية ظلتْ فتراتٍ طويلة بابًا خلفيًا ل"مُدَّعى ومُدعيات الفن"، فهل تستطيعُ النقابة "اليومَ" التكفيرَ عن سيئاتِ "الماضى"، أم أنها تستعرضُ عضلاتِها على "بيكا" و"شطة" فقط؟ مهرجاناتُ "شطة" واسعة الانتشار أيضًا، مهرجانُ "عنبر كله يسمع" تحفة فنية رائعة مكتملة الأركان، وكلماتُها تخاطبُ القلوبَ والعقولَ والوجدانَ، وحققَ مشاهداتٍ مليونية أيضًا.
ليسَ ببعيدٍ، أن يتعاقدَ مُنتجٌ فنىٌّ من "منتجى القبح" مع "النجمين الواعدين" للمشاركة في فيلم "هابط فنيًا"، ولكنه منْ المؤكد أنه سوفَ يكونُ "ناجحًا تجاريًا". السينما - في وقت سابق- أسهمت في شهرة الرعيل الأول من نجوم المهرجانات: "أوكا" و"أورتيجا" و"شحتة" و"ولاد سليم اللبنانين، فالمالُ، ولا شئ غيره، هو الأهمُّ عند صُناع القبح.
وقد يحلُّ "بيكا" و"شطة" ضيفين كريمين نظيرَ مقابلٍ مادىٍّ سخىٍّ على عدد من برامج الصباح والمساء. هذا حدثَ مع "ولاد سليم اللبانين"، ومع صانعى كليب "شيل إيدك.. هو أنا جيت جنبك"؟! هل تذكرون؟! المدارسُ الدوليةُ تستعينُ بالراقصات في حفلات التخرج. الجامعاتُ الخاصة تستضيفُ "بلطجية الفن" ليرووا تاريخَهم المُبهرَ على طلاب المستقبل.
تزامنًا مع أزمة "بيكا/ شطة".. كانت واحدة من تلك الجامعات تستضيفُ "أسطورة" البلطجة الفنيةِ في السنوات الأخيرة، واستقبلته استقبالَ الفاتحين. الآلافُ المؤلفةُ التي احتشدتْ في مدينة "العجمى" يوم الجمعة الماضية لمشاهدة "بيكا" جسدوا مشهدًا قاسيًا، لا يجبُ غضُّ الطرفِ أو التعامى عنه، لأنه يؤشِّرُ لواقعٍ مريبٍ ومستقبلٍ أكثرَ غموضًا، الصورة قاتمة بحقٍّ، وآنَ الأوانُ لهدمِ جميع مؤسساتِ القبح في مصر، وإنْ لمْ تفعلوا فسوفَ يبقى المجدُ، كلُّ المجد، للقُبح في زمن المسخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.