«العيش الشمسي» يتصدر أسواق أسوان في عيد الأضحى (صور) "الحاجة أم الاختراع".. مقولة قديمة كانت دافعًا لابتكار صناعات يدوية عديدة اشتهرت بها قرى الصعيد، ومنها صناعة المطرحة والجرار والمغرفة التي تعد أولى الأدوات المنزلية التي تحرص المرأة الصعيدية على شرائها، فضلا عن العيش الشمسي الذي تشتهر به قرى الصعيد. أغاني العجين "صلوا عليه الزين.. عيشنا مالوا مثيل.. على مطرحنا نعلي العيش" بتلك الكلمات بدأت فاطمة محمود سيدة ستينية تروي تجربتها ل"فيتو" قائلة: "إن المطرحة والجرار من أهم أدواتنا أمام الفرن، والمغرفة للعجين عند وضع الماء الساخن لتقليبه مع الخميرة، مؤكدة أن النساء قديمًا كن يصنعن تلك الأدوات داخل المنزل من جريد النخل، وبدأن شراءه بعد وجود متخصصين لتصنيعه. وأكد منصورية محمد، ربة منزل، أن هذه الأدوات وفرت الكثير على النساء ويستخدمنها سواء الفرن البلدي أو حتى الفرن الحديث وبخاصة ذات الأحجام الكبيرة، فالمطرحة يضع عليها النساء الخبز حتى وصوله إلى داخل الفرن، والجرار يحرك من خلاله العيش داخل الفرن حتى لا يلتصق وتلك أدوات متوارثة عن الأجداد. وتابعت: الفرن البلدي وحتى البوتاجاز معروف بارتفاع درجة الحرارة وفي المخابز كانوا يستخدموها ولكن بعد التطور وظهور ماكينات السير، قل استخدامها في داخل المخابز ولكن في بيوت الصعيد تعد تلك الأدوات ضرورة لا غنى عنها. صناع المطرحة والجرار "لقمة عيشنا ووقاء النساء" قال يحيى سليمان، أحد صناع الأدوات الخشبية، إن المطرحة والجرار والمغرفة أهم أدوات المرأة في الخبز بالمنزل، وكنا في الماضي نقوم بصناعتها من جريد النخيل ولكن تطورت إلى استخدام الخشب خاصة أن يتحمل درجة حرارة عالية عكس الجريد، فهذه الأدوات لا تستغرق وقتا طويلا في الصناعة، ويحرص على شرائها جميع النساء من مختلف الطبقات. وأكد صابر محمود، أحد الصناع، أن هذه الأدوات تتغير أسعارها حسب أسعار الخشب، ففي الماضي كان ثمن المطرحة والجرار والمغرفة لا يتعدى جنيهين، وحاليًا وصل ثمنها إلى أكثر من 15 جنيهًا فتلك أدوات لا تزال تحتفظ بجاذبيتها وبخاصة في القرى والطلب لا يزال مستمرا عليها بشكل كبير، ووصل الأمر لدى بعض عائلات القرى أن اعتبروا وجود العيش الجاهز على "الطبلية" عارا فلا بد من وجود الخبز المعد منزليا والعيش الشمسي.