اختتم أمس مؤتمر "دانونسيو فى العالم العربى"، والذى أقيم على مدى 3 أيام إحياء لذكرى ميلاد الكاتب الإيطالى الكبير "جبراييلى دانونسيو" المائة والخمسين. المؤتمر أقيم بالتعاون مع بيت الشعر وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ومؤسسة بسكارا والفيتوريال ضمن إطار فعاليات "عام الشعر" الذى ينظمه المعهد الثقافى الإيطالى بالقاهرة بتمويل من الاتحاد الأوربى، تحت عنوان "كلام للشباب". وشارك فى فعاليات المؤتمر مجموعة كبيرة من النقاد والشعراء المصريين والإيطاليين، منهم الشاعر المصرى الكبير أحمد عبد المعطى حجازى والدكتور حسين محمود و الدكتور حسن طلب ومن إيطاليا سارة زابولا وغيرهم. وتناول المؤتمر ثلاثة محاور هى: و"دانونسيو وشوقى"، و"دانونسيو.. فارس الكلمة"، و"دانونسيو والعالم العربى". وجابرييلى دانونسيو يعد واحدا من أكبر الشعراء الإيطاليين فى القرن العشرين، كما أن له عددا كبيرا من الروايات والمجموعات القصصية، ولد فى بسكارا عام 1863، أصدر فى عام 1882 مجموعته الشعرية الأولى "الربيع" والمجموعة النثرية "الأرض العذراء" عبّر فيها عن روح التجريب والعاطفة الحسية التى ميزت أدبه. بعد ذلك أصدر العديد من المجموعات الشعرية والأعمال النثرية من أهمها "المتعة" ورواية "البريء" التى ترجمت إلى اللغة العربية والتى ظهر فيها تأثر دانونسيو بالأدب الروسى. وللكاتب الإيطالى لدانونسيو العديد من الأعمال المسرحية مثل "المدينة الميتة" و"فرانشيسكا دى ريمينى"، "ابنة أوريو" و"الحقيقة الخافية". وشارك فى الحرب العالمية الأولى وكان يؤيد دخول إيطاليا فى الحرب ضد النمسا. ودفعته الرغبة فى إظهار شجاعته إلى المخاطرة بالموت وكاد يفقد عينيه فى معركة حربية. وقد ارتبط اسمه بالحياة السياسية فى إيطاليا، واعتزل الحياة السياسية والعامة فى أواخر أيامه وتوفى عام 1938. وتناول المؤتمر أعمال "دانونسيو" وتأثيره على الأدب العربى، كما يستقصى أوجه التشابه بين أمير الشعراء أحمد شوقى وبينه. وضمت الفعاليات معرضا عن "دانونسيو" بعنوان "دانونسيو.. فارس الكلمة"، وتم تقديم قاموس للمصطلحات اللغوية الإيطالية من صياغة "باولا تيبيرى"، كما تم تقديم أعمال الكاتب الإيطالى المترجمة للعربية وخاصة رحلته إلى مصر. ويعد هذا المؤتمر واحدا من سلسلة فعاليات ينظمها المعهد الثقافى الإيطالى تحت رئاسة الشاعر الإيطالى الكبير "دانتى مريانتشى" المستشار الثقافى الإيطالى بالقاهرة، فى إطار "عام الشعر" الذى يرعاه الاتحاد الأوربى. وكان الاتحاد قد اختار مصر هذا العام لتنفيذ هذا المشروع الذى يهدف إلى التعريف بالثقافة الشعرية، و يهتم بالشباب بشكل خاص، إذ يسمى هذا الحدث "كلام للشباب". ومن ضمن الأنشطة التى يضمها "عام الشعر" مسابقة شعرية للشباب أقل من خمسة وعشرين عاما، إلى جوار عدة ورش عمل ينفذها المعهد فى مدن: القاهرة والإسكندرية والأقصر، حول تنمية مهارات التواصل الاجتماعى لدى الشباب، بخلاف عدة أمسيات شعرية تقام بهذه المدن على مدار العام الحالى.