تجاهل المسئولين لمشكلات التعليم سبب نكسته لا يصح أن يصبح صاحب مجموع ال70% في الثانوية العامة مهندسا تعديل المناهج وتطويرها يصلح المنظومة أعداد الخريجين من كليات الهندسة أكبر من احتياجات سوق العمل دول الخليج الأفضل في مجال الهندسة أصبح التعليم في الوطن العربي في أسوأ حالاته في الفترة الأخيرة، وذلك لعدة أسباب منها الإبقاء على المناهج نفسها منذ عشرات السنين التي أصبحت لا تواكب التقدم التكنولوجي الحالي، وأيضا انشغال المسئولين عن المنظومة ككل واهتمامهم الأكبر بالشق السياسي. وأيضا أثرت مخرجات التعليم ما قبل الجامعي بشكل سلبي على مهنة الهندسة، حيث أصبح عدد خريجي الجامعات الحكومية والخاصة أكبر من احتياجات سوق العمل، هذا ما أكده الدكتور عادل الحديثي، الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب خلال حواره مع «فيتو».. وإلى نص الحوار: *إلى أين وصل التعليم الهندسي في الوطن العربي؟ التعليم في الوطن العربي بشكل عام هو في أسوأ حالاته بدايه من التعليم العام إلى الجامعي إلى الأعلى فهو يتفاوت من دولة إلى دولة وبالتالي يؤثر على التعليم الهندسي بشكل سيئ ومن أكبر المشكلات أن الجامعات العريقة لم تكن مثل ما كانت عليه، خاصة مع إنشاء جامعات جديدة استطاعت أن تتفوق على الجامعات العريقة، وهذا بسبب تجاهل كثير من المسئولين لمشكلات التعليم ومشكلات المعلم فلا يوجد أحد قام بالنداء لحقوق المعلمين. *ما هي الحلول لإصلاح منظومة التعليم الهندسي؟ المناهج تحتاج إلى التعديل والتطوير والتحديث وأيضا أساليب التعليم اختلفت عن الماضي فأصبحت وسائل متطورة لذلك يجب الاهتمام بها وتطوير المعامل وحل مشكلات المعلمين فالتعليم أهم من أي شيء آخر تصرف عليه أي دولة المليارات فالتعليم هو من يحفظ الأمن وليس الأمن من يحفظ التعليم. والاتحاد والنقابات الأعضاء بالاتحاد على كامل الاستعداد لمساعده في حل تلك المشكلات خاصة أن أصبح التعليم موضوعا ماديا ليس علميا فالمساواة بين الطلبة أصبح ضعيفة فالطالب صاحب المجموع الضعيف قادر على الدخول كلية الهندسة بالجامعات الخاصة، بينما الطالب صاحب المجموع الكبير أصبحت تواجه عواقب بسبب عدم وجود القدرة المالية لدخول جامعة خاصة. *هل أثرت مخرجات التعليم ما قبل الجامعي بشكل سلبي على مهنة الهندسة؟ طبعا أثر بشكل سلبي لأن الطالب أصبح قادرا على الحصول على مجموع عالي لكن بسبب انتشار ظاهرة الغش في الدول النامية وأيضا لا يوجد عدالة في النقابات كيف يصح أن يصبح صاحب مجموع ال70% في الثانوية العامة مهندسا وأيضا تساوى بصاحب ال 95%، فيجب أن تنتبه النقابات لتلك المشكلة ويجب أن يصبح هناك نوعا من العدالة بوضع حد أدنى في دخول النقابة. *ما هو الوضع القائم للمهندس العربي الآن وفيما بعد؟ معظم مديري الشركات الأجنبية والعاملين بها عرب وخريجي جامعات بالوطن العربي، وصحيح مستوى المهندس العربي ليس بالمستوى المطلوب لكن مع ذلك هم قادرين على الإبداع والسفر بالخارج والعمل وتوليه مناصب مهمة وهناك مهندسين لهم مكانتهم بالعالم ولكن لا يتم السماع عنهم بسبب الاهتمام بالسياسة بشكل أكبر. لكن من المشكلات التي تواجههم هي أن الأعداد لا تتناسب مع الحاجة وذلك يعتبر عدم تخطيط من نقابة المهندسين حيث لا تحدد حاجتها لعدد معين في كل قسم من أقسام الهندسة. *هل المهندس العربي ليس لدية الكفاءة للوصول لمستوى المهندس الأوروبي؟ هناك سلبيات تحيط بالمهندس العربي، لكن أيضا يوجد إيجابيات حيث ما زال لديه القدرة على الإبداع. *من هي الدول الأفضل في مجال الهندسة؟ أغلبها دول خليجية مع أن جميع الجامعات بالدول الخليجية حديثة إلا أنها استطاعت أن تصبح أفضل في الهندسة من الجامعات العريقة، وإذا صدر التصنيف العالمي تتصدره قطر والسعودية والإمارات في مختلف التخصصات والمجالات. *هل التعليم الخاص بمصر تفوق على التعليم الحكومي؟ التعليم الخاص بمصر متميز لكن لا يصلح أن يكون مدرسة تنمية أو دبلومة فنية بسبب عدم وجود بنية تحتية أو أساتذة ومناهج تليق بالمستوى المطلوب وهو أيضا ينطبق على دول عربية أخرى ما زال التعليم الرسمي أفضل من التعليم الأهلي لأن معظم المعاهد التي تم إنشاؤها هي للتجارة وليست للعلم فهي لا تصلح أن ترتقي لأكثر من مدرسة مهنية وليست معهدا هندسيا. *إلى أي مدى نقول إن الهيئة العربية للتحكيم الهندسي نجحت في حماية الملكية الفكرية؟ يوجد تهميش كبير للاختراعات العربية وعدم العناية بها لأن الهيئة العربية للتحكيم الهندسي ليس من ضمن مسئوليتها حماية الملكية الفكرية، الحماية الفكرية معناها آداب وثقافة بكل أنواعها وما يخص المهندسين هي الحماية العلمية وتدخل من ضمن الحماية الاختراعات والأمور الصناعية الأخرى وتسجيلها بأسماء أصحابها والهيئة العربية للتحكيم هي أسرع وأصلح في حل المنازعات من الأمور القانونية عن طريق المحاكم والقضايا. *كيف يمكن الربط بين الحماية الفكرية والنهضة الاقتصادية؟ الحماية الفكرية تعتبر منشطا للوضع الاقتصادي ومحفزا اقتصاديا كبيرا لجميع العاملين في كل الأنشطة. *ماذا يقدم الاتحاد للمهندسين العرب لأعضائه؟ نحن نعتمد على ركيزتين أساسية الأولى هي الهيئات الهندسية العربية وكل ما تنتجه من مؤتمرات واجتماعات وندوات، وهناك هيئات لها دور كبير للتنمية في بلادها وهناك هيئات دورها هامشي وأصحاب القرار في ذلك المسئولين عنها. الركيزة الثانية هي هيئات الاتحادات المتخصصة ولجان الدعم من خلال تلك الركيزتين نقدم المساعدة لتحقيق المشاريع، في السنوات الأخيرة أنجزت كثيرا من المشروعات لخدمة قطاع الهندسة والمهندسين بشكل عام إضافة للندوات والمؤتمرات لمناقشة المشكلات التي تهم مجموعة كبيرة من الدول العربية وعقدنا مؤتمرا بمصر لمناقشة مشكلات تهم مصر والوطن العربي لكن لم يهتم أحد من وزارة التعليم العالي أو التربية والتعليم لحضور هذا يدل على أن الجهات المعنية لا تهتم للتعليم الهندسي فنتمنى الاهتمام أكثر من ذلك للمؤتمرات والندوات لحل مشكلات المهندسين العرب.