سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علاقات تاريخية ومصالح مشتركة بين مصر والجزائر.. السيسي يستقبل مساهل.. يبحثان تحديات المنطقة العربية وإيجاد حلول سياسية لأزمات الشرق الأوسط.. وتعزيز التعاون ومكافحة الإرهاب على مائدة الحوار
شهدت العلاقات السياسية المصرية الجزائرية تحسنًا كبيرًا في أعقاب ثورة يونيو وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي كان قد اختار الجزائر لتكون وجهته الأولى بعد انتخابه. التشاور المستمر وفي إطار التشاور المستمر، يحرص رئيسا البلدين على دفع مسار العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، ومتابعة كافة قضايا الأمة العربية والتطورات الجارية على الساحتين العربية والأفريقية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا والعراق وأزمة دارفور وسوريا ولبنان والعمل على تحقيق الاستقرار السياسي في الدائرة العربية والإسلامية والأفريقية. الجماعات الإرهابية كما تعطي الدولتان أهمية بالغة لمواجهة الجماعات الإرهابية في تلك المرحلة الفارقة من تاريخ المنطقة، علاوة على التنسيق المشترك فيما يتعلق بالتحرك سواء على المستوى العربي أو الأفريقي. القضايا الحاسمة وتتفق وجهات نظر الدولتان تجاه القضايا الحاسمة خاصة في قضية إصلاح الأممالمتحدة وتوسيع عضوية مجلس الأمن كما تتفق على القرار الصادر عن قمة هراري عام 1997 والخاص بتمثيل القارة الأفريقية بعضوية مجلس الأمن مع ضمان مشاركة كافة الثقافات والحضارات على المستوى الدولي. وزير خارجية الجزائر وفى إطار العلاقات القوية، يعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، جلسة مباحثات بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة مع عبدالقادر مساهل، وزير الخارجية الجزائري لبحث عدد من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين الشقيقين في إطار العلاقات الإستراتيجية التي تجمع بينهما وتعزيزا للتضامن والعمل العربي المشترك. العلاقات الثنائية ومن المقرر بحث تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، فضلا عن تطورات الملف الليبي وجهود مكافحة الإرهاب ومستجدات القضية الفلسطينية إضافة إلى تطورات الأزمة السورية والأوضاع في كل من اليمن والعراق في ضوء التحديات التي تواجه الأمة العربية. المواقف المصرية الجزائرية ويأتي اللقاء في إطار تنسيق المواقف المصرية الجزائرية في مختلف قضايا المنطقة وحرص القيادتين السياسيتين على دفع العلاقات الثنائية ومنحها الزخم اللازم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين، فضلا عن اهتمامهما بتبادل وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. التعاون الثنائي ومن المقرر أن تبحث الجلسة سبل التعاون الثنائي بين الدولتين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية، بجانب آخر المستجدات بالنسبة للأزمات التي يمر بها عدد من دول المنطقة، بالإضافة إلى تعميق العلاقات الثنائية في كل المجالات بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين، فضلا عن تبادل وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. عمق العلاقات ومن المقرر أن تشهد الجلسة تأكيد عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بين القيادتين والشعبين المصري والجزائري والحرص على دعم وتعزيز أوجه التعاون المشترك مع الجانب الجزائري في كل المجالات. التحديات ومن المقرر أيضا أن تتناول المباحثات المصرية - الجزائرية سبل تعزيز العلاقات الثنائية وبحث التحديات التي تواجه المنطقة، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن وفلسطين والتعاون في مكافحة الإرهاب. وتبحث الجلسة عددًا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة السورية وتأكيد أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة ينهى معاناة الشعب السوري ويحول دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار السوري. القضية الفلسطينية وتستحوذ القضية الفلسطينية على جزء مهم من المباحثات، حيث يتم التباحث بشأن سبل كسر الجمود في الموقف الراهن والعمل على استئناف المفاوضات وفقا للمرجعيات الدولية ووصولا لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. ليبيا ومن المقرر أن تناقش المباحثات الموقف في ليبيا وتأكيد أهمية دعم المؤسسات الليبية الرسمية، وأبرزها البرلمان المنتخب والجيش الوطني بالإضافة إلى مساندة الحل السياسي وصولا إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي. العراق وتتطرق المباحثات إلى الأوضاع في العراق وتوافق الرؤى على أهمية دعم جهود الحكومة العراقية للتغلب على التحديات التي تواجهها بما يعزز أمن واستقرار العراق ويدعم التوافق الوطني بين مختلف أطياف الشعب العراقي. تكثيف التنسيق ومن المقرر أن يتوافق الجانبان على تكثيف التنسيق والتشاور على مختلف المستويات السياسية والأمنية بين البلدين، تجاه الأزمات الإقليمية وتعزيز دور المؤسسات العربية، كمدخل رئيسي لمعالجة أزمات المنطقة وتأكيد التضامن العربي. إرث تاريخي كما يحكم العلاقات المصرية والجزائرية ارث تاريخي من الدعم والمساندة المتبادلة فقد ساندت مصر الجزائر في ثورته العظيمة في مواجهة الاستعمار الفرنسي عام 1954 وقد تعرضت مصر لعدوان ثلاثي فرنسي إسرائيلي بريطاني عام 1956 بسبب موقفها المساند لثورته ولم ينس الشعب الجزائري أبدا أن مساندة مصر لثورته تواصلت بعد العدوان إلى أن حصل على استقلاله الذي دفع فيه ثمنا باهظا من دماء أبنائه تجاوز المليون شهيد. لذا لم يكن غريبا أن يستقبل عبد الناصر في الجزائر حين زارها عقب الاستقلال استقبالا لم تشهد له مثيلا في تاريخها. هواري بومدين وفي المقابل لم ينس الشعب المصري أبدا للرئيس هواري بومدين وقفته العظيمة الداعمة لمصر سياسيا وماديا عقب هزيمة 67 وهو الدعم الذي استمر بعد رحيل عبد الناصر وتواصل حتى حرب 1973 التي شاركت فيها قوات جزائرية. أساس صلب كما شكلت العلاقة الثنائية المتينة بين مصر والجزائر أساسًا صلبًا اعتمدت عليه جامعة الدول العربية في بناء علاقة إستراتيجية بين العرب والأفارقة. وقد بدت هذه العلاقة واعدة جدا في السنوات التي أعقبت حرب أكتوبر عام 1973، وراحت تتطور إيجابيًا إلى أن أثمرت أول مؤتمر عربي أفريقي عام 1977. ثورات الربيع العربي وقد عكست ثورات الربيع العربي وثورة 30 يونيو في مصر حاجة الدولتين معًا إلى تعاون وثيق يحاصر الإرهاب في منطقة المغرب العربي بصفة عامة مما يسمح لهما الآن بإقامة علاقة متينة تساعد على إعادة التماسك لمنطقة المغرب العربي الكبير وتساعد في الوقت نفسه على إعادة صياغة العلاقات العربية الأفريقية وفق أسس جديدة أكثر متانة ورسوخًا. المصالح المشتركة كما ترتبط مصر والجزائر بمساحة كبيرة جدا من المصالح المشتركة على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.