منزل في رانتشو بالوس فيرديس إحدى مدن مقاطعة لوس أنجلوس.. يبدو من خارجه ساكنًا هادئًا، ولكنه كان سكونًا يسبق عاصفة زلزلت نفوس كل محبي وعشاق فرقة "لينكين بارك" Linkin Park.. فقد شهد هذا المنزل لحظة اختيار "تشستر بينينجتون" Chester Bennington إنهاء حياته التي لم تتعد 41 عامًا. وقرر "بارك" طواعية الانتحار بشنق نفسه في يوم ميلاد صديقه كريس كورنيل Chris Cornell الذي قرر إنهاء حياته هو الآخر منذ شهرين، فقد كانت تربطهما علاقة صداقة قوية وتأثر تشستر كثيرا برحيله. الطفولة والمراهقة الأم كانت ممرضة والأب محقق في الشرطة يعيشان في مدينة فينيكس عاصمة ولاية أريزونا الأمريكية، ولد في 20 مارس 1976 ابنهما تشستر الذي وقع في غرام الموسيقي منذ نعومة أظفاره، وكان يحلم أن يصبح أحد أعضاء فرقة Stone Temple Pilots وهو الحلم الذي حققه فيما بعد. لكن طفولة تشيستر لم تكن كلها سعيدة، فقد تعرض للإساءة الجنسية في عمر السابعة على يد أحد أصدقائه الذين يتخطونه في العمر مما ترك في نفسه البريئة كبير الأثر السلبي، واستمرت هذه الإساءة حتى عمر ال 13 " كنت خائف من طلب المساعدة من أحد.. خشيت أن يعتبرني من حولى شاذًا أو كاذبًا"، ولكنه فيما بعد قد كشف هوية هذا الصديق لوالده وطلب منه ألا يتخذ إجراءات لأن الجانى هو في الوقت ذاته ضحية، وكان ما حدث له قد تسبب في تفكيره في الانتحار حينما أصبح بالغًا. ومن جديد لم تكن الحياة رحيمة بالنسبة له.. ففى عمر ال 11 كان تشيستر على موعد مع صدمة جديدة في حياته حيث انفصال والده ووالدته، وكان يعيش آنذاك مع والده، وتعرض إلى أزمات نفسية وصراعات داخلية، ولكنه حاول التغلب عليها برسم الصور وكتابة الشعر والأغنيات، وفى عمر ال 17 انتقل ليعيش مع والدته. وكان في مرحلة المراهقة حيث يسهل عليه الانجراف إلى طريق إدمان المخدرات والكحوليات، حتى أنه كان يعمل في إحدى محال البرجر الشهيرة وينفق كل ما يجمع من مال في شراء المخدرات ولكنه استطاع التغلب فيما بعد على هذا الإدمان بل وواجهه في كل المحافل الإعلامية، وبالرغم من وقوعه فريسة لإدمان الكحول في إحدى جولات فرقته إلا أنه انتصر عليه مرة أخرى في 2011. عشق الموسيقي بالرغم من كل ما مر به في حياته إلا أن الموسيقي كانت بمثابة المنقذ الدائم له والسبيل الذي يخرج من خلاله كل طاقاته، ففى بداياته كون تشستر مع أصدقائه فريق يُدعى شون دوديل، وانتقلوا فيما بعد إلى فريق " جري دايز"، ولكنه قرر تركها عام 1998، وأوشك أن يتربص به اليأس وكان بالكاد على الحافة لترك مجال الغناء برمته إلا أن ثمة فرصة عُرضت عليه كانت هي طوق النجاة لحياته، وهى فرصة انضمامه إلى فرقة الروك "لينكن بارك" التي سرعان ما انضم إليها رسميًا عام 1999. وانتقل بعدها إلى كاليفورنيا ليصبح أحد أبرز أعضاء هذه الفرقة وأحد أشهر المغنيين والمؤلفيين الغنائيين في أمريكا، وفى 2005 أسس تشستر فرقة Dead by Sunrise، وحقق حلمه بالانضمام إلى Stone Temple Pilots في 2013 ولكنه تركها في 2015 للوفاء بالتزاماته مع لينكن بارك. حياته الأسرية تشستر كان أبًا ل 6 أطفال، فلديه طفل واحد من علاقة مع سيدة تُدعى " إلكا براند" فضلًا عن تبنيه لأحد أبنائها، ولديه طفل آخر من زوجته الأولى سامنثا مارى أولت التي تزوجها عام 1996، ولكنهما انفصلا عام 2005 أثناء انشغاله في سنواته الأولى مع لينكين بارك، وبعدها في 2006 تزوج من عارضة أزياء سابقة في Play Boy تُدعى تاليندا آن بنتلي وأنجب منها 3 أطفال. حالته الصحية كان تشستر يُعانى من حالة صحية سيئة خلال الإعداد لألبوم Meteora، وكان يعانى أثناء تسجيل بعض أغنيات الألبوم، وكانت 2003 بداية معاناته من آلام في البطن ومشكلات في الجهاز الهضمى وذلك أثناء تسجيله فيديو أغنية Numb في براغ، حتى أنه كان مجبرًا على العودة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لإجراء جراحة وتصوير الجزء المتبقي من الأغنية في لوس أنجلوس، وفى 2011 مرض بيننجتون مرة أخرى حتى أن الفرقة أجبرت على إلغاء 3 حفلات وإعادة جدولة 2 آخرين في جولة عالمية لهم. الانتحار في التاسعة من صباح أمس الخميس، وعند دخوله إلى منزل تشستر في رانتشو بالوس فيرديس، وجد الخام جثة قائد لينكن بارك مشنوقًا، وبعدها أكد أحد أصدقائه خبر الوفاة على تويتر وكتب رثاء على صديقه الراحل " مصدوم.. وقلبي منفطر.. ولكن هذا حقيقي"، وبمجرد انتشار الخبر خيم الحزن على كل محبي تشستر وعشاقه الذين رثوه بكلماتهم معبرين عن صدمتهم لرحيل نجم لينكن بارك الذي لم يتوقعوا يومًا أن تغيب شمسه.