«الحمار».. كلمة نستعملها في حياتنا اليومية للتحقير من شأن البعض، لكن اتخذها آخرون شعارا للدلالة على الصبر والحكمة، ونظرا لما يحظى به الحمار من قوة تحمل، انطلقت فكرة تأسيس «جمعية الحمير» في مصر. يعود تأسيس «جمعية الحمير» في مصر إلى قبل أكثر من 80 عامًا على يد المسرحى زكى طليمات حين أنشأ عام 1930 معهد الفنون المسرحية بهدف تمصير فن المسرح، ولكن ضغوط الاحتلال البريطانى أغلقته فرد على ذلك بتأسيس هذه الجمعية، لما يتميز به الحمار من صبر وطول بال وقوة على التحمل وكان الغرض إعادة فتح المعهد. وانضم لعضوية الجمعية عشرات الفنانين والمفكرين والكتاب، أبرزهم نادية لطفى وعباس العقاد وطه حسين وأحمد رجب، وواجهت الجمعية عدة مشكلات منذ إنشائها، أهمها عدم اعتراف الحكومة المصرية بها بسبب اسمها، الذي اعتبرته «غير لائق»، وأصاب الإحباط أعضاء الجمعية بسبب هذا الموقف، وفقدوا أهم صفات الحمير وهى الصبر والتحمل، إلا أنهم قرروا تغيير اسم الجمعية ليتسنى إشهارها. ومع تطور الفكرة، حمل السيد بدير راية الدفاع عن الجمعية وحقوق الحمير في منتصف التسعينيات، ومع وفاته عام 1986 كادت الجمعية أن تغلق نظرا لكونه آخر الأعضاء المؤسسين للجمعية، لولا أن أحياها الدكتور محمود محفوظ وزير الصحة الأسبق، وتم إعادة تأسيس الجمعية سنة 2004 كجمعية خيرية بهدف رعاية ما يعادل تقريبا نصف مليون حمار، بينما وصل عدد الحمير إلى مليونين ونصف المليون حمار آنذاك، مضى على تأسيس الجمعية فترة طويلة في محاولات لنشرها، ولكن وزارة الشئون الاجتماعية احتجت بأن الاسم غير مناسب وينافى التقاليد المصرية. يقول حسام حمدي، المتحدث باسم جمعية الحمير، إن الحمار من المفترض أن يحظى بحقوقه الكاملة وب «مكافأة» عادلة تتماشى مع طبيعة عمله المتعبة، مؤكدًا أنه يعتبر من الحيوانات القليلة التي يسمح لها بالتنقل بحرية في المتنزّهات، وقد ظهر الحمار في أفلام كثيرة أبرزها فيلم «شريك» الذي أدى دور الحمار المخلص والذكيّ فيه، الممثل أيدى مورفي. وذكر أن الأوضاع السياسية الصعبة سر تسمية الجمعية، لافتا إلى أن هدفها هو الدفاع عن حق الحمار من ناحية، وتوعية الناس وجعلهم يغضبون بطريقة إيجابية ليحسنوا بلدهم ويستعيدوا حقوقهم ليعيشوا فيما تبقى من البقعة الخضراء في ظروف تليق بهذا الشعب المعذب من ناحية أخرى. وأشار إلى أن ألقاب الأعضاء بالجمعية تقسم إلى، جحش ثم الحمار الصغير، فالحمار الكبير، مشيرًا إلى أن هدفهم الأسمى العيش بسلام دون مشكلات، موضحًا أنهم يلتقون في منطقة هادئة للاحتفال بمناسبات معينة، معتبرا ذلك نوعا من الاعتراف بجميل حيوان الحمار. وعن أعياد الحمير، ذكر «حمدي» أن هناك 3 أعياد، هي عيد الضرب وفيه يضربون أنفسهم في يوم من الأيام لكى يشعروا بألم الحمار، ثم عيد النهيق وفيه يجتمعون وينهقون كالحمير، ثم عيد البردعة، وهو يمثل الاستقرار والهدوء نوعا ما. وبالنسبة للانتقادات التي وجهت للجمعية، يعلق «حمدي» قائلًا إن كل ذلك مرفوض، معتبرا طقوسهم نوعا من الحرية، لافتا إلى ضرورة احترام حرية وآراء الآخرين، مؤكدًا أن الكثيرين يدعمونهم. وأوضح أن الفنان سعد الصغير من أبرز الداعمين للجمعية في الوقت الحالي، لافتا إلى غنائه «بحبك يا حمار» كمحاولة للتعبير عن أهمية الحمار للإنسان، ومعاناته وسط مجتمعات لا تعترف بحقوق الحيوانات.