في عام 1958 وبعد عامين من الانتصار العظيم على العدوان الثلاثي في بورسعيد، حضر الرئيس جمال عبد الناصر إلى بورسعيد لمشاركة أهلها احتفالاتهم بذكرى الانتصار. وافتتح الرئيس ميدان الشهداء الذي تتوسطه المسلة الشهيرة وأوقد به شعلة النصر. كما نشرت مجلة روز اليوسف في ديسمبر 1958 يقع ميدان الشهداء في مواجهة مبنى المحافظة، وأثناء الاحتفال وقف الرئيس جمال عبد الناصر وألقى خطبة قال فيها: "نلتقي اليوم لنحتفل بعيد النصر على سياسة القوة وعلى سياسة الغدر والعدوان.. أيها المواطنون لم تنته معاركنا حتى الآن في سبيل الاستقلال؛ ولكن استمرت هذه المعارك بطريقة قد تكون أشد عنفا.. فقد بدأت معركة العزل والتجويع، ومعارك الأعصاب، كان لهذه المعارك هدفًا واحدًا هو القضاء على الفكرة التي انبعثت من مصر تنادي بالاستقلال والقومية العربية.. الفكرة التي انبعثت من مصر تنادي بأننا أحرار في بلادنا نقرر سياستنا بأنفسنا.. سياسة نابعة من ضميرنا، ونعمل ما نعتقد أنه الخير، ولا نعمل الشر لأنه يعجب بلدًا من البلاد الكبرى". "انتصرنا لأن مصر ملك لأبنائها، مصر بتاعتكم كلكم، بتاعة أبنائكم، مصر اللي أنتم دافعتم عنها، أبناؤكم وإخوانكم وإخواني استشهدوا فيها.. مش بتاعة الخيديو، ولا بتاعة العيلة المالكة، ولا بتاعة فئة من الملاك، مصر بتاعة كل واحد من أبنائها". "انتصرنا يا إخواني لأنكم كلكم نمتم تحت السلاح، وأنا عارف إزاي كنتم تقاتلوا، وإزاي المدنيين هنا في بورسعيد كانوا يحملون السلاح في سبيل مصر".