ما زال المواطن يعانى من ارتفاع الأسعار يوميا وما زال تعامل الحكومة مع الأزمة بعيدا جدا عن الواقع فتصريحات رئيس الوزراء وبعض الوزراء تعكس مدى ابتعادهم عن الواقع المرير الذي يعيشه أغلب المواطنين. الأسعار ترتفع بطريقة جنونية وأمواج الارتفاع متتالية ومتعاقبة وينكوى بها المواطن البسيط يوميا فأسعار اليوم غير الأمس وعندما تسير في الشارع تجد المواطنين تائهين وفى ظل ازدياد الأسعار وارتفاع موجة الغلاء ما زال هذا المواطن البسيط يحب بلده ويحافظ على تماسكها ضد المخربين والمتربصين الذين كل هدفهم هدم هذا البلد. الطبقة المتوسطة التي تأكلت بسبب الارتفاع المتتالى للأسعار هي أكثر الطبقات تأثرا بهذه الموجه من الغلاء لأن هناك ارتفاع في الأسعار وثبات في الدخل وهذه الطبقة التي أصبحت حاليا تحت خط الفقر لها نمط استهلاكى معين ومحدد ومتماسكة إلى حد ما وعند ارتفاع الأسعار لا يستطيع المرتب أن يصل إلى نصف الشهر فيتجه للسلف في الأيام المتبقية من الشهر. والطبقة الفقيرة التي ليس لها دخل ثابت فهى في معاناة مستمرة نظرا لعدم وجود دخل ثابت وأيضا مستوى المعيشة متدنى والأمراض منتشرة بين أفراد هذه الطبقة وفى ظل أزمة الدواء واستغلال بعض الصيدليات لتحقيق أرباح وتخزين الدواء لحين ارتفاع أسعاره لتحقيق هامش ربح بين السعر القديم والجديد وهذا كله على رأس الطبقة الفقيرة التي لا تستطيع توفير ثمن الغذاء والأدوية معا هذه المعاناة مستمرة دائما مع هذه الطبقة وانضمت إليها حاليا الطبقة المتوسطة. والسؤال الذي يطرح نفسه دائما..أين دور الحكومة في ظل الارتفاع المتزايد والمستمر للأسعار ؟ متى تحس الحكومة بمعاناة المواطنين ومتى بيتعد الوزراء عن المكاتب وعدم الاعتماد على التقارير والنزول إلى الشارع لمعرفة مشكلات المواطنين والعمل على حلها. وأيضا هناك دور كبير على مؤسسات الدولة لمنع احتكار السلع باختلاف أنواعها والضرب بيد من حديد على المحتكرين والمستغلين للأزمات لتحقيق أرباح كبيرة على حساب المواطن البسيط. فارتفاع أسعار الحديد أصاب القطاع العمرانى بالشلل بعد أن كان يعمل في هذا القطاع من الطبقة الفقيرة مالايقل عن 20 مليون شاب أصبح اليوم أكثر من نصفهم حاليا عاطل لا يجد قوت يومه. والارتفاع المستمر للمواد الغذائية أصاب المواطنين بحالة من اليأس والكل ساخط على هذه الحكومة التي لا تستطيع توفير أبسط فروض الحياة للمواطنين وهى المأكل والملبس والمشرب أضف إليها الأدوية التي تلتهم ثلث ميزانية الأسرة حاليا. وهناك دور كبير على مجلس النواب أين هو من معاناة المواطنين ؟ لماذا لا يراقب الحكومة في أداء عملها وهذا هو صميم عمله ومن أجل ذلك ذهب المواطنين إلى صناديق الاقتراع لتفعيل دور هذا المجلس للرقابة على الحكومة ومحاسبتها ورفع مستوى معيشة الفرد والمحافظة على المواطن الفقير في ظل الأزمات الحالية. الرئيس يعمل بكل عزم وقوة والحكومة تلعب دور المتفرج بعيدة تماما عن المواطن ولا تحس بمعاناة هذا الشعب الذي في ظل الأزمات والأوضاع الحالية لم ينزل لدعوات التظاهر 11/11 وحافظ على بلده. فأين رد الجميل من الحكومة ؟ سؤال يحتاج الإجابة......