تفاقمت أزمة نقص العمالة والفنيين بمدارس أسيوط إلى أن وصل الحد إلى قيام إدارات المدارس من المدرسين والأساتذة بأعمال التنظيف مع غلق المعامل والمكتبات لأكثر من عامين بسبب عدم وجود فنيين لتشغيلها. رصدت "فيتو" أزمة نقص الفنيين والعمال ببعض مدارس أسيوط وإهدار المال العام المتمثل في إقامة معامل تكنولوجية دون تشغيلها، وطرق مواجهة الإدارات التعليمية لها وأسباب رفض المؤسسات لدعم المدارس بالطاقة البشرية المطلوبة. يقول جمال راتب مدير عام بجامعة الأزهر: إن مدارس قرية عرب الكلابات الشرقية بمركز الفتح تعاني منذ فترة طويلة من عدم وجود عمال للتنظيف وفتح وغلق أبواب المدرسة وحراستها، ما أدى إلى قيام معلمي مدرسة الملك فيصل الابتدائية عرب الكلابات الشرقية بتنظيف الطرقات بالتعاون فيما بينهم. وأضاف "راتب" أن المدارس تحتاج إلى مشرف تربية رياضية، حيث إن الطلاب يقضون حصة النشاط بدون مشرف ودون الإلمام بقواعد الحصة، فتتحول إلى الجلوس في الحوش أو استغلالها في النظافة بمساعدة المدرسين، كما أن مكتبة المدرسة ومعملها التكنولوجي رغم أنه مجهز منذ عدة سنوات بجميع الأجهزة والمعدات الإلكترونية، ولكنه متوقف ومغلق الأبواب "بالضبة والمفتاح"، كما أن المكتبة تعانى من نفس الشيء فهى عبارة عن مكتب ملئ بالكتب بلا قارئ أو زائر لعدم وجود أخصائى مكتبات. ويشير محمد على أحد الأستاذة بالمدرسة إلى أن القمامة في المدرسة تتكاثر مما أدى إلى تحويلنا إلى عمال لكى نستطيع القضاء عليها، وفى بعض الأحيان يقوم الطلاب بتنظيف أماكنهم، وطالبنا أكثر من مرة المديرية بسرعة التصرف واستكمال العمالة، وخاصة أن المدرسة لا يوجد بها سوى 12 مدرسا رغم أن عدد الطلاب يفوق ال500 طالب والذين يحتاجون لعمل أكثر لصغر سنهم». وفى ذات السياق، يقول أحمد الكومى، أحد مسئولي العلوم بإحدى المدارس: إن حال مدارس قرية "أم القصور" الابتدائية والإعدادية والثانوية بمنفلوط ساء للغاية من كثرة تراكم القمامة إلى أن كان الحل الوحيد أن يتحول المعلمون إلى عمال نظافة ويقومون بشكل يومي بتنظيف الفصول والحوائط وترتيب الأدراج فضلا عن قيام المدرسين بتصليح محتويات وأبواب الفصول بدلا عن مدرسي الصيانة. ويتساءل «الكومى» كيف يستطيع المعلم التنسيق بين التنظيف والتدريس، وكيف تحول المعلم إلى عامل نظافة يقوم بعمله، وخاصة أن الوزارة لا توفر عمالة أو توفر موارد مالية للتعاقد مع من يقوم بأعمال النظافة، مشيرًا إلى أن حال "مدارس أم القصور" هو حال العديد من مدارس المحافظة رغم العديد من الشكاوى التي وصلت لمديرية التربية والتعليم. ومن جانبه، قال مسئول بمديرية التربية والتعليم: إن التعاقد مع عمالة جديدة متوقف منذ عدة سنوات نظرا لما تمر به البلاد من سوء الحالة الاقتصادية، ولكن مع تفاقم الأزمة جار إعادة النظر في إعادة توزيع العمالة بين المدارس وبعضها أو استقطاب عمالة جديدة بنظام التعاقد المؤقت، ولكن بعد مناقشة الأزمة مع مسئولي الوزارة.