الفيروس لا يوجد تطعيم للوقاية من الإصابة به.. ولم يتم اعتماد علاج للأطفال المصابين بالمرض حتى الآن عدم المسح الشامل لكل القرى والنجوع والكفور بالمحافظات يهدد بارتفاع نسب الإصابة حسب البيانات والتصريحات التي تخرج من ديوان عام وزارة الصحة، فإنه من المقرر أن يتم إعلان مصر دولة خالية من فيروس سى بحلول العام 2020، في المقابل هناك معلومات تشير إلى أن منظمة الصحة العالمية، التي تجلس على قمة الهرم الصحى في العالم، قررت استبدال عبارة "دولة خالية من فيروس سي" بعبارة "السيطرة التامة على الإصابة، وما بين ما تؤكد قيادات وزارة الصحة المصرية، وما اتفقت عليه المنظمة العالمية، يبقى الحديث عن إعلان مصر خالية من "فيروس سى" قريب الشبه ب"الوعد الزائف"، خاصة أن أسباب عدة، وفقا لأراء طبية، تحول دون إعلان أي دولة خالية من المرض. وفيما يتعلق بالشأن المصرى يتضح أنه هناك 7 حقائق هامة يجب أن تكون قد وضعتها وزارة الصحة في الحسبان إذا ما كانت تريد القضاء على المرض بشكل نهائي، والحقيقة الأولى تتمثل في أنه رغم نجاح مصر في توفير أحدث الأدوية لعلاج فيروس سى من خلال أدوية مضادات الفيروسات الحديثة وتصنيعها في مصر إلا أن العلاج لا يعطى للمريض مناعة دائمة ومن الممكن أن يعود المرض إليه مرة أخرى لأنه لم يتبع طرق الوقاية من المرض وظل يمارس حياته والسلوكيات غير الصحية. الحقيقة الثانية هي أن أغلب المصابين من الأرياف وأميين لا يعرفون القراءة والكتابة، إلى جانب أن نسبة التوعية الصحية لدى هذه الشريحة تكاد تكون "صفر". الحقيقة الثالثة هي أنه لا يمكن القضاء على المرض في أي مكان إلا بوجود تطعيم وحسبما يردد أطباء الكبد أننا سوف نقضى على فيروس سى مثلما تم القضاء على شلل الأطفال إلا أن شلل الأطفال له تطعيم بينما فيروس سى لم يجد الأطباء في مصر والعالم كله تطعيما له لذلك وكل ما يتم الإعلان عنه مجرد أبحاث لم تتأكد بعد. الحقيقة الرابعة تتمثل في أنه لا يمكن إعلان مصر خالية من فيروس سى دون علاج الأطفال المصابين بالمرض، حيث إنه لم يتم التوصل حتى وقتنا الحالى لعلاج مناسب لهم، ولا يزال يتبع معهم بروتوكول العلام ب "الإنترفيرون" العقار القديم الذي لا يحقق نسب شفاء، وتجرى الأبحاث على إيجاد علاج لهم، ولم تثبت تلك الدراسات ويوجد في مصر نحو من 8 إلى 10 آلاف طفل يولد مصاب بفيروس سى سنويا، ونسب الإصابة بالأطفال دوليا يمثل 10 % من المصابين بفيروس سى في العالم. أما الحقيقة الخامسة وهى أن مريض فيروس سى الذي لا يعرف بإصابته، يتحول إلى قنبلة موقوتة، حسبما أكدت الدراسات لأنه يمكنه نقل العدوى إلى 4 آخرين محيطين له لذلك سوف يظل ينقل العدوى لغيره. الحقيقة السادسة أنه رغم إعلان وزارة الصحة عن إجراء مسح صحى شامل لكل المصريين تبدأ ب10 ملايين مصريين لن تستطيع وزارة الصحة الوصول لكل مصرى وإجباره على إجراء تحليل فيروس سي، ليطمئن على نفسه. الحقيقة السابعة وهى المرضى المنتكسون الذين لا يستجيبون للعلاج فرغم وجود علاجات أخرى لهؤلاء المرضى إلا أنه توجد نسبة توكد احتمالية تعرضهم لانتكاسة ثانية وثالثة، فضلا عن أن فيروس سى على مدى 20 سنة مضت وهو يتحور ويتغير باستمرار قال الدكتور محمد عز العرب، استشارى أمراض الكبد والجهاز الهضمى بالمعهد القومى للكبد: أنه يستبعد تحقيق ما سبق وأن أعلنت عنه وزارة الصحة بالقضاء على المرض في 2020 وذلك ليس تقليلا للعزيمة، موضحا أنه لا بد من التخلص من مصادر العدوى سواء في المنازل أو المستشفيات الحكومية أو المؤسسات الطبية الخاصة والتحكم في كل مصدر للعدوى سواء في عيادات الأسنان أو الحلاق أو الكوافيرات والعمليات الجراحية أو أي تدخل طبى والمتابعة الطبية لمن يحصل على العلاج وتم شفاؤه. وفى ذات السياق قال الدكتور حسنى سلامة، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بكلية الطب جامعة القاهرة: كما أن فيروس سى لم يعد مشكلة علمية بعد الوصول بالفعل لأدوية فعالة تحقق نسب شفاء مرتفعة، لكننا نواجه مشكلة مجتمعية فطالما تظل ثقافة الشعب ضعيفة تجاه طرق الإصابة وعدم اتباع طرق الوقاية من المرض على مستوى المجتمع والفريق الطبي.