يمنحنا الله الفرص دائمًا لنبصر طريق النور بقلوبنا وعقولنا، فالليالي والأيام، والشهور والأعوام، تمضي سريعا، وفاضل الله بينها، فجعل منها: مواسم للخيرات، وأزمنة للطاعات، تزداد فيها الحسنات، وتكفر فيها السيئات، ومن تلك الأزمنة العظيمة القدر الكثيرة الأجر يوم عرفة، حيث تظافرت النصوص من الكتاب والسنة على فضله العظيم. وفي هذا السياق أكد الشيخ سيد زايد، مدير عام مجمع الديري الإسلامي، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، أن ليوم عرفة فضل عظيم عند المولى عز وجل، حيث إنه خيرُ يوم طلعت عليه الشمس، وما رؤى الشيطان أصغر ولا أدحر ولا أهون ولا أذل منه في يوم عرفة. وأوضح "زايد": أن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم صيام في يوم عرفات، جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" صيام يوم عرفة أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ")، أما الحجيج والعمار فلا يصومونه فقد أفطر فيه (صلى الله عليه وسلم)، وقال لمن معه في حجة الوداع: "من صام يوم عرفة وهو واقف على جبل عرفه فقد عصى، لذا فالأفضل للمسلم أن يصوم الأيام التسعة الأوائل من ذي الحجة لقوله تعالى (والفجر وليال عشر). وأشار "زايد" إلى أن خير الدعاء يوم عرفة، وقد أقسم الله به في قوله" واليوم الموعود"، قالوا هو يوم عرفة أو يوم الجمعة أو يوم القيامة، وسمى بعرفة؛ لأن الناس يتعارفون عليه، أو لأن آدم تعرف على حواء فيه على جبل عرفات، بعدما هبط من الجنة، أو لأن جبريل عرف إبراهيم فيه مناسك الحج وهو يقول له عرفت؟! وإبراهيم يجيب عرفت. وأضاف: أنه من السنة لمن نوى ذبح الأضحية يوم العيد أن لا يحلق شعره ولا يقلم أظافره ولا يضع الطيب امتثالًا وتشبها بالحجيج، فهم لا يأتون شيئًا من هذا إلا بعد التحلل من إحرامهم.