لست راغبا في التطرق إلى ما جرى من سوء تفاهم، بين بعض شيوخ الأزهر ووزير الثقافة، وإنما توقفت أمام عبارات وردت على لسان قيادة أزهرية، عجزت عن تفسيرها. سوء الفهم بدأ عقب نشر الصحف لما جرى في مؤتمر دعت إليه الهيئة القبطية الإنجيلية «منتدى حوار الثقافات»، ونسب للوزير أنه حمل الأزهر مسئولية نشر العنف، وقد نفى الوزير تلك الفرية، وأشار إلى أن رأيه حول مؤسسة الأزهر يتضمنه كتابه «الأزهر الشيخ.. والمشيخة»!! حذر النمنم في بيان صحفى من الإصرار على إحداث الوقيعة بين الأزهر - ووزارة الثقافة، التي لن تخدم إلا الإرهابيين والمتشددين. وكان من المفترض أن يتوقف شيوخ الأزهر، عن توجيه الاتهامات للوزير دون الاطلاع على نص مداخلته في المؤتمر، وأن يتفهموا موقف الرجل الذي قدم شرحا وافيا له في تصريحات رسمية، تؤكد احترامه الكامل للأزهر.. وأن ما نقل عنه غير صحيح بالمرة، أما العبارات التي وردت على لسان الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، فقد عجزت عن أن أجد لها تفسيرا مقنعا. وفى إطار هجومه غير المبرر على الوزير قال مهنا: أنا أتحدى الوزير أن يتحدث عن شخصيات ومؤسسات غير إسلامية مثل بابا الفاتيكان، والكنيسة الأرثوذكسية في مصر، مثلما يتحدث عن الأزهر. ولست أدرى ما دخل الكنائس في هذه الواقعة المنسوبة إلى وزير الثقافة، ولماذا يسعى الشيخ إلى توسيع دائرة الخلاف لتشمل الأقباط علما بأنه ليس لهم شأن بالخلاف المزعوم بين الأزهر ووزارة الثقافة. وأخشى ما أخشاه أن تكون تلك المقاربة، ناتجة عن أن مشاركة الوزير كانت في مؤتمر دعت إليه الهيئة القبطية الإنجيلية «منتدى حوار الثقافات» وألا يكون للشيخ الفاضل علم بأن مؤسسة الأزهر شريك أساسى في المنتدي، وتكلف رسميا عددا من العلماء للمشاركة في أعمال المؤتمرات التي يقيمها المنتدي وربما لا يعلم فضيلة الشيخ المحترم ما قام به مؤسس الهيئة الإنجيلية ورئيس الطائفة المرحوم القس صموئيل حبيب، عندما اشتد الهجوم على الإسلام في الدول الغربية، والادعاء بأنه دين يدعو للعنف، مما دفع القس عاشق الوطن إلى اصطحاب فضيلة المفتى وقتها الدكتور طنطاوى الذي أصبح شيخا للأزهر بعد ذلك، ليقدم الإسلام الصحيح أمام العالم.. ويشير إلى تسامحه ووسطيته، وقد أقام القس عشرات الندوات في دول مختلفة، ويواصل القس أندريه زكى الرئيس الحالى للطائفة، توضيح المواقف المصرية في كل الزيارات التي يقوم بها لدول العالم، وكان آخرها الرد على العديد من أعضاء الكونجرس في زيارته لأمريكا، ومطالبتهم بالاتفاق على معايير واحدة، للتعامل مع الدول الأخرى خاصة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، حيث يصمت الكونجرس عن تجاوزات الأصدقاء.. ويضخم في ممارسات الآخرين. معلومات قد تنقص شيخنا الفاضل.