طاقم حراسة مكون من 7 أفراد وسيارة مصفحة لتأمين تحركات الوزراء.. بيوت المسئولين تخضع لإجراءات أمنية مشددة منذ ذلك اليوم الذي قذف فيه الإنسان القديم حيوانا صغيرا بحجر، بدأ استخدام العنف لصنع الثروة، واستمر استخدامه من أجل الحفاظ على المنصب والجاه، ويراه أصحاب العقول المريضة ملاذا آمنا لنيل أغراضهم الدنيئة وتحقيق مرادهم الخبيث. ولأن العنف وحش مجنون إذا أطلقته لا يمكنك أبدا أن تسيطر عليه، لاسيما العنف المتعصب الذي لا يعرف سوى التدمير وسيلة لتحقيق الآمال والأهداف بشكل وهمي، مما يفسر رغبة أنصار المعزول محمد مرسي في الانتقام من الدولة المصرية ورموزها الوطنية منذ الإطاحة بنظام الجماعة المصنفة إرهابية. نجح هذا التنظيم الإرهابى في استهداف بعض الشخصيات كالنائب العام السابق المستشار هشام بركات، ولم يكتب الله النجاح لهذا التنظيم الغاشم في حادث اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم مستشار رئيس الوزراء للشئون الأمنية، وها هو التنظيم يتذوق طعم الفشل من جديد بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق ورئيس جمعية مصر الخير أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة بمدينة السادس من أكتوبر. مصادر حكومية رفيعة المستوى أكدت ل«فيتو» أن هناك تعليمات مشددة صدرت لإدارة الحراسات الخاصة بوزارة الداخلية من مجلس الوزراء ووزارة الداخلية بتشديد الإجراءات الأمنية فيما يتعلق بتأمين وزراء الحكومة ومقار الوزارات، والشخصيات الوطنية، والرموز الدينية الإسلامية والقبطية تحسبا لمحاولات اغتيالات أخرى متوقعة لأحد الرموز الوطنية، يمكن أن ينفذها من تطلق عليهم الجماعات الدينية المتطرفة الذئاب المنفردة، وهم عناصر تشن هجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، كما يطلق هذا الوصف على هجمات فردية تنفذها مجموعات صغيرة تابعة لكيانات لا وزن لها. بعد فشل اغتيال الدكتور على جمعة. المصادر أوضحت ل "فيتو" أن التعليمات الصادرة في هذا الشأن تنص على زيادة عدد الكلاب البوليسية بمقار الوزارات، وزيادة عدد البوابات الإلكترونية، والتأكد من شخصية أي فرد يدخل مقار الوزارات بعد خضوعه لإجراءات التفتيش المشددة، والتنبية على أفراد الأمن المكلفين بتأمين المنشآت الحكومية باليقظة التامة وعدم التهاون أو الإهمال أو التقصير في حماية وحراسة هذه المنشآت. وأكدت المصادر أن الخطة الأمنية التي وضعت بعناية فائقة بعد فشل محاولة الدكتور على جمعة تنص على زيادة عدد الأفراد المكلفين بحراسة الوزراء والشخصيات الوطنية والرموز الدينية لاسيما الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس الثانى بطريرك الكرازة المرقسية، في ظل إصرار الإرهابيين على محاربة أصحاب الفكر المستنير ومحاربي التطرف الفكري. الخطة أيضا تنص على تشديد التأمين خلال الاجتماعات الحكومية المهمة كاجتماع مجلس الوزراء والذي يشهد تجمع كافة وزراء الحكومة بمقر المجلس، كما تنص أيضا على تغيير الترتيبات والتوقيتات الخاصة بالوزراء والمتعلقة بمواعيد حضورهم وانصرافهم لدواوين الوزارات، لفرض سياج من الأمان حولهم، إضافة إلى مسح كافة الأماكن التي تشهد تواجد الوزراء وكبار المسئولين قبل حضورهم للتأكد من عدم وجود خطر حقيقى يستهدف حياتهم. كما أكدت المصادر أنه تقرر تشديد الإجراءات الأمنية على تحركات المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والمسارات اليومية التي تشهد مرور رئيس الوزراء بها، وأوصت الخطة بتغيير خطة التحرك أكثر من مرة، كما صدر عن رئاسة مجلس الوزراء منشور وصل إلى كافة الوزارات بضرورة مراجعة إجراءات التأمين وزيادة أعداد الحراسات. ومن المقرر أن يتم التأكيد على رفع حالة الطوارئ القصوى بجميع المنشآت الحكومية ومراجعة إجراءات التأمين خلال اجتماع مجلس الوزراء القادم المقرر له الأربعاء، في إطار الاستنفار الأمني في كافة المنشآت الحيوية والهامة في أعقاب فشل استهداف الدكتور على جمعة. كما صدرت تعليمات مشددة بتكثيف تأمين منازل الوزراء وكبار المسئولين والقيادات والرموز الدينية منذ محاولة اغتيال الدكتور على جمعة، في إطار تأمين تحركاتهم من منازلهم وحتى أماكن عملهم وحتى عودتهم مرة أخرى. وأشارت المصادر إلى أن هناك اهتماما أمنيا خاصا بالدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لاسيما وأنه من أكثر الوزراء المستهدفين بسبب ملف تجديد الخطاب الدينى ومحاربة الفكر المتطرف بعد استهداف الرمز الدينى الدكتور على جمعة بما يزيد من الخطر على حياة وزير الأوقاف. وأكدت المصادر أنه تم زيادة عدد الحراسات الخاصة بكل وزير ل5 أفراد شرطة تتضمن نقيب شرطة و4 أمناء شرطة عقب حادث اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، ومن المقرر زيادتها ل7 أفراد عقب تزايد وتيرة العنف والتوسع في استهداف الشخصيات الوطنية والمسئولين حفاظا على حياتهم. وأشارت المصادر إلى أن وزارة الداخلية أكدت على أطقم الحراسات التواجد واصطحاب الوزير بكامل العدد بداية من تحركه من منزله مرورا بمقر الوزارة وحتى عودته مساء اليوم مرة أخرى، وتأمين المنازل المحيطة بمنازل الوزراء، كما يمكن للحراسات الاستعانة بسيارات مصفحة في مواكب الوزراء إذا ما تم اكتشاف خطر حقيقى يستهدف حياة أي منهم.