أظهرت نتائج إحصاء بدأته حكومة البوسنة والهرسك في العام 2013، وأعلنت نتائجه اليوم الخميس، أن نسبة المسلمين في البلاد تبلغ 50.7%، وذلك في أول إحصاء رسمي تجريه البلاد منذ عام 1991. ووفقًا لنتائج الإحصاء، بلغ عدد سكان البوسنة والهرسك ثلاثة ملايين و531 ألفًا و159 شخصًا، تشكل الإناث نسبة 50.94% منهم، في حين بلغت نسبة الذكور 49.06%. ويشكل «البوشناق» نسبة 50.11%، في حين يشكل الصِّرب نسبة 30.78%، والكروات بنسبة 15.43%، والبقية من القوميات الأخرى. وحسب الإحصاء الحكومي، فإن نسبة المسيحيين الأرثوذوكس تبلغ 30.75% من سكان البلاد، بينما يمثل المسيحيين الكاثوليك ما نسبته 15.19% من السكان. ويعيش في العاصمة سراييفو، التي تعد أكبر مدينة في البوسنة والهرسك، 275 ألفًا و524 شخصًا، في حين بلغ عدد سكان مدينة «بنيا لوكا»، ثاني أكبر مدينة في البلاد، 185 ألف نسمة. وأشارت نتائج الإحصاء إلى أن متوسط عمر الفرد في البلاد بلغ 39.5 سنوات، في حين بلغت نسبة الأمية 2.82%، وفقا ل«الأناضول». وأوضح وزير الشئون المدنية البوسني، عادل عثمانوفيتش، في مؤتمر صحفي بسراييفو، اليوم الخميس، أن الإحصاء جرى وفقًا للمعاهدات الدولية، وأن لجان المراقبين الدوليين تابعوا عملية الإحصاء منذ التحضير والإجراء، وتجميع البيانات، ولعبوا دورًا نشطًا في العملية. ولفت "عثمانوفيتش" إلى أن الإحصاء مهم لإعطاء معلومات أساسية عن البلد، كما أن له أهمية بالنسبة لمسيرة البوسنة والهرسك للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي. وتعرَّض مسلمو البوسنة لأفظع مأساة إنسانية، وأبشع عملية تطهير عرقي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث قُتل أكثر من ثمانية آلاف بوسني في الإبادة الجماعية في «سربرنتشيا»، إضافة إلى مجازر وعمليات تعذيب، وتهجير شهدتها المدن البوسنية وفي مقدمتها العاصمة سراييفو. وبدأت الحرب البوسنية الدامية، عقب استقلال البوسنة والهرسك، في استفتاء نُظم في الفترة الممتدة بين 29 فبراير و1 مارس 1992، مع انقسام يوغسلافيا، واستمرت المعارك لغاية 1995، وراح ضيحتها نحو 100 ألف شخص أغلبهم بوسنيون، وتعرضت قرابه 50 ألف امرأة للاغتصاب، وأجبر نحو مليوني شخص على ترك منازلهم.