«الطيب» يقرر إعادة تشكيل «المطبعة السرية».. وحفظ «ورق الإجابة» في أقرب وحدة عسكرية للجان الامتحانات تاريخ امتحانات الثانوية الأزهرية، حافل بمواقف ومشاهد عدة جميعها كانت تشير إلى أن فرض السيطرة عليه أمر يكاد يكون مستحيلا، غير أن التحركات التي اتخذتها قيادات الأزهر الشريف، بدءًا من العام الماضى، يمكن القول إنها استطاعت – بشكل جيد- وضع حد ل«مهزلة الامتحانات» تلك، وتأتى استعدادات المشيخة لامتحانات هذا العام، لتؤكد – بما لا يدع مجالا للشك- أن النية توافرت لدى القيادات لوضع حد نهائى للأمر، وفرض السيطرة بشكل كامل على كل لجان الامتحانات، عن طريق إجراءات أمنية مشددة قررت «المشيخة» اللجوء إليها بالتنسيق مع بقية أجهزة الدولة. ووفقا لمصادر مقربة من الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب كشفت، في سياق حديثها، أن قيادات المشيخة قرروا إجراء تعديل داخل تشكيل موظفى مطبعة الامتحانات السرية بالكامل، وتسليمها للجامعة، بعد وجود شبهة تواطؤ حدثت خلال العام الماضى. كما أكدت أيضًا أن قرار تسليم مطبعة امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية لجامعة الأزهر تم بموافقة وتوجيه من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بعد ورود معلومات إلى المشيخة تفيد حدوث تواطؤ العام الماضى، وتسريب الأسئلة لنجل أحد قيادات الأزهر، الذي حصل على مجموع كبير والتحق على إثره بكلية طب البنين بالقاهرة. خطة «السيطرة» لم تتوقف عند هذا الحد، حيث قررت «المشيخة» الاستعانة بخبراء في مجال التكنولوجيا مدربين على أعلى مستوى لاختراق أي موقع يتم تمرير عليه أسئلة امتحانات الشهادة الثانوية، وتحديد اللجنة التي خرجت منها ورقة الأسئلة. ونوهت المصادر إلى أن الأزهر الشريف أعد غرفة عمليات سرية غير معلوم مكانها لأى شخص غير قيادات المشيخة، مهمتها في المقام الأول، متابعة أجواء الامتحانات في جميع أنحاء الجمهورية، ورصد أي محاولات شغب تحدث أمام اللجان. وأشارت المصادر إلى أن غرفة العمليات ستفتح خط اتصال مع وزارة الداخلية والقوات المسلحة، للتصدى لأى محاولات للغش الجماعى، أو التجمهر أمام اللجان. حفظ الأسئلة في الوحدات العسكرية وكشفت المصادر أن الأزهر الشريف قرر -للمرة الأولى- حفظ أسئلة امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية في الوحدات العسكرية بالنسبة للمناطق التي تشهد اضطرابا في الأوضاع الأمنية، مثل محافظة جنوبسيناء. كما ألمحت أيضًا إلى أنه من المقرر أن تقوم وحدات تابعة للقوات المسلحة ستتولى عملية نقل أسئلة الامتحانات إلى المناطق النائية عبر الطائرات، لضمان تأمينها بشكل أكبر، والوصول بطريقة أسرع. تغيير خط سير الأسئلة كما أكدت المصادر ذاتها، أن الأزهر الشريف قرر تغيير خط سير الأسئلة لعدم تتبعها من قبل أي شخص، على أن تخرج من المطبعة فجر يوم الامتحان مغلفة تغليفا محكما. وأوضحت المصادر أن الأزهر الشريف أصدر تعليماته لرؤساء المناطق الأزهرية، بضرورة استلام مظروف ورق الأسئلة، والتأكد من عدم فتحها قبل أن ترد إليهم، ضمانا لعدم التسريب. وتعقيبا على هذا الأمر، قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر: المشيخة لن تسمح بأى عمليات شغب تحدث أمام اللجان أو قيام أي طالب أو ملاحظ بتمرير الورقة أو الغش، وسيطبق عليهم قرار رئيس الجمهورية بالحبس والغرامة. وفيما يتعلق بطريقة التعامل مع طلاب «سيناء» علق وكيل الأزهر، على الأمر بقوله: سيتم تقديم كل الدعم لأبناء شمال سيناء، نظرا للظروف الأمنية التي تعانى منها المحافظة، وسيتم عقد الامتحانات في المعاهد القريبة من الكتل السكنية، وتوفير أقصى درجات الأمان لها.