مع قدوم شهر إبريل من كل عام تنشط بورصة الكذب ويستعد الكذابون لإطلاق أحدث صيحاتهم فى عالم الفشر، ورغم أن عددا من «كذبات إبريل» تحول إلى أزمات إلا أن ذلك لم يمنع الفشارين من ممارسة شطحاتهم والاستمرار فى الترويج للأكاذيب. ويعتبر الأمريكان والإنجليز من أكثر شعوب العالم ترويجا ل «كذبة إبريل» وتتسابق كبريات الصحف فى البلدين على نشر الأكاذيب سنويا. من أشهر الأكاذيب التي عرفها الشعب الانجليزي الذي يعتبر أشهر شعوب العالم في الاهتمام بكذبة إبريل هذه الكذبة التي جرت في أول إبريل عام 1860، ففي هذا اليوم حمل البريد إلي مئات من سكان لندن بطاقات مختومة بأختام مزورة تحمل في طياتها دعوة كل منهم إلي مشاهدة الحفلة السنوية لغسل «الأسود البيض» في برج لندن في صباح الأحد أول إبريل مع رجاء التكرم بعدم دفع شيء للحراس، أو مساعديهم وقد سارع جمهور غفير من السذج إلي برج لندن لمشاهدة الحفلة المزعومة. في 1إبريل عام 1926 ظهر مدير التليفزيون في السويد ليعلن نبأ سعيدا للمشاهدين وهو أنهم باستطاعتهم مشاهد الإرسال الملون منذ الآن، وكل ما عليهم فعله هو إلباس شاشات التليفزيون جوارب من النايلون، وقد فعلها الملايين ولكن بعد ساعات اكتشفوا أن اليوم هو الأول من إبريل. أما كذبة إبريل لعام 1933، فكانت عبارة عن خبر نشرته جريدة (ماديسون كابيتل تايمز) عن انهيار مبنى الكونجرس بسبب انفجارات غامضة, ولتسبيك الكذبة نشرت الصحيفة صورة مركبة للمبنى وهو ينهار, وهو ما أصاب الأمريكيون بالذعر والخوف الشديد! وفي فبراير عام 1708 أعلن المنجم البريطاني (إيزاك بيتر يستاف) أنه تنبأ بأن منافسه المنجم «جون بارتيردج» سوف يموت يوم 29 مارس من نفس العام, فنفى منافسه هذه النبوءة وقال إنه لا يصدق إيزاك, وفي يوم 30 مارس 1708 أشاع إيزاك بيتر يستاف أن النبوءة تحققت وأن خصمه قد مات. فانتشر الخبر بين الناس وعندما استيقظ جون بارتيدج صباح يوم 1 إبريل كان الجميع قد علم بخبر موته, وعندما نزل إلى الشارع خاف منه الناس وظنوا أنه شبح أو عفريت وأخذ يفهم الناس أنه مازال حيا يرزق ..لكن هيهات لم يصدقه أحد اعتقاداً بأنها كذبة إبريل! أذاعت شبكة ال BBC العالمية ذات المصداقية حول العالم في الأول من إبريل عام 1957 خبراً يقول إن سويسرا اقتربت بفضل الأمطار الغزيرة من زراعة محصول من «المكرونة الأسباجيتي». وفي الأول من إبريل عام 1976 أعلن أحد علماء الفلك البريطانيين عبر ال»بي.بي.سي» أنه في الساعة 9.47 سيمر كوكب بلوتو خلف المشتري وستقل جاذبية الأرض وأن الأشخاص الذين سيقفزون في الهواء في هذه اللحظة سيشعرون بإحساس غريب ومثير للغاية، وبعد دقائق من هذه اللحظة استقبلت المحطة مئات المكالمات من أشخاص يدعون أنهم شعروا بهذا الإحساس رغم أن الأمر كله كان مجرد كذبة إبريل. في الأول من إبريل من عام 1981 نشرت جريدة «الهيرالد نيوز» الصادرة في ولاية ميتشجان الأمريكية خبراً عن استعداد الولاية لإجراء دراسة علمية متخصصة عن سلالة أسماك القرش, وأن الولاية سوف تطلق 2000 نوع من أسماك القرش في 3 بحيرات بالولاية سيتم فيها إجراء الدراسة وأضاف الخبر أن هذه الدراسة ستسبب اختلالا في التوازن البيئي للبحيرة لأن ال 2000 سمكة قرش سوف تتغذى أثناء الدارسة على 20 طن سمك يومياً من أسماك البحيرة!!.. ولكي يسبك المحرر الكذبة أكد داخل الخبر أن هناك اعتراضات كبيرة على هذه الدراسة خوفاً من أن تقوم أسماك القرش بالتهام الصيادين والسباحين داخل البحيرة, إلا أن حكومة الولاية لم تلق بالاً بهذه الاعتراضات، وأن قراراً سيصدر بمنع الصيد والسباحة داخل تلك البحيرات الثلاث من أجل عيون ال2000 سمكة قرش! أما في عام 1992 فقد سمع الناس عبر إحدي المحطات الأمريكية صوت الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون وهو يعلن لهم عن دخوله سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأن شعار حملته سيكون «لم أفعل أي شيء خطأ» وبعد انتهاء خطاب الترشيح اكتشف المستمعون أن الصوت ليس لنيكسون وإنما لأحد المهرجين.