أطلق ناشطان ألمانيا موقعا إلكترونيا يسلط الضوء على الشائعات المتداولة حول اللاجئين، وتهدف المبادرة إلى دحض الشائعات ووضع حد لاستغلالها من أجل نشر مشاعر الكراهية ضد اللاجئين والمهاجرين، فكيف يشتغل الموقع وماهي فعاليته؟ "جديد مطبخ الشائعات" عنوان بارز وساخر اختاره موقع hoaxmap.org لصفحته الرئيسية لتسليط الضوء على الإشاعات المتداولة في ألمانيا حول اللاجئين. غير أن الهدف من العنوان ليس التسلية، ففي كل يوم تقريبا تنتشر في عدة مناطق ألمانية إشاعات مغرضة حول اللاجئين، وهي محض افتراءات يبدو أن الغاية منها هي تحريض المواطنين الألمان ضد اللاجئين. ويستخدم الموقع خريطة جوجل تفاعلية، ويمكن للمرء النقر على نقطة معنية على الخريطة وتحيله إلى المناطق أو المدن الألمانية التي تنتشر فيها الشائعة بعد النقر على المدينة تظهر الشائعة المنتشرة هناك إضافة إلى مقال صحفي أو مصدر آخر يفندها. عنوان الموقع مشتق من الكلمة الإنجليزية "hoax" وتعني الخبر الكاذب، فكرة الموقع يقف وراءها الألمانيان كارولين شفارتس ولوتز هيلم من مدينة لايبزيج (ولاية ساكسونيا شرقي ألمانيا). أسس الاثنان الموقع رغبة منهما في إظهار الأخبار السلبية المتداولة حول اللاجئين، ولتوضيح عدد الأخبار الوهمية منها، كما تُنشر تلك الأخبار عبر موقع تويتر. في هذه التغريدة خبر مفادة أن سوبرماركت "اضطر لغلق أبوابه بسبب حوادث السرقة التي يقوم بها اللاجئون". من بين أكثر الشائعات المتداولة باستمرار السرقة، لكن التهم الموجهة للاجئين والمهاجرين لا تقتصر على السرقة فقط، إذ تشمل أيضًا الاغتصاب والتحرش الجنسي بالنساء، ومن التهم الأخرى الأقل سلبية، لكنها مفعمة بالخيال، إشاعات تفيد أن اللاجئين أكلوا لحوم البجع والخيول، أو أنهم بالوا على القبور. في الثامن من شهر فبراير الماضي أُطلق الموقع على شبكة الإنترنت، رد فعل الناس كان "كبيرًا وإيجابيًا جدا"، على حد قول كارولين شفارتس ل DW. وتضيف شفارتس أن فريق الموقع يتوصل يوميا عبر تويتر أو البريد الإلكتروني بعشرات الشائعات الجديدة والكاذبة حول اللاجئين، وفي بعض الأحيان يجمع الأفراد أو المجوعات قوائم إقليمية كاملة لبعض الأحداث التي يُتهم اللاجئون بالوقوف وراءها. وازدات مؤخرا بشكل حاد الشائعات حول اللاجئين، وفي ظل فيضان الشائعات تسعى مستشارة الشركات كارولين شفارتس إلى إعادة الهدوء للرأي العام بخصوص التهم الموجهة للاجئين. ومن أجل تحقيق هذا الهدف يلجأ الموقع إلى نشر البيانات الصحفية المحلية والإقليمية بالأساس، إضافة إلى تقارير الشرطة في بعض الأحيان. ولكن كارولين شفارتس تعترف أنه لا يوجد ما يكفي من الوقت للتحقق من صدق كل خبر يتوصلون به، كما أنها وزميلها ولوتز هيلم لديهم التزاماتهم اليومية تجاه عملهم العادي. رغم الثناء الذي يحصل عليه المشروع فإن البعض يتهم مؤسسيه بالتعامل مع الشائعات من جانب واحد وبتجاهل القضايا التي يقف فعلا اللاجئون وراءها، أحد مستخدمي تويتر يقدم للمشرفين على الموقع اقتراحًا لتحسين طريقة عمله، ويتجلى الاقتراح في أن نقط خريطة الشائعات باللونين الأخضر والأحمر: الأخضر للشائعات، والأحمر لما ينقضها. في هذه التغريدة يقترح أحد الأشخاص استخدام اللون الأخضر للشائعات التي تثبت صحتها. بيد أن كارولين شفارتس تقول إن الاقتراح من شأنه أن يدمر المشروع بأكمله، فالهدف من الموقع هو إظهار أن الكثير من الشائعات المتداولة "سخيفة تماما"، وتضيف شفارتس أن كشف بطلان الشائعات لا يقتصر على اللاجئين، وإنما يشمل الأقليات بشكل عام. وتوجد في بلدان أخرى مواقع مماثلة كموقع hoaxbuster.com في فرنسا، أو موقع Mimikama في النمسا، وتسعى كلها إلى دحض الشائعات لكن ما يميز موقع hoaxmap.org هو تركيزه على موضوع محدد داخل ألمانيا وأيضًا استخدامه للخريطة التفاعلية. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل