فكرة كوتة الأقباط ضد بناء الدولة «فكرة الكوتة لتعيين أقباط فى الحكومة أو تمكينهم من شغل حيز بالبرلمان مرفوضة, فالعبرة يجب أن تكون بالكفاءة لا بالدين, لضمان بناء وطن على أسس سليمة ، وفى النهاية كلنا مصريون..» كلمات مقتضبة ، لكنها تلخص وجهة نظر نبيل نجيب -مدير الإعلام والعلاقات العامة بالهيئة القبطية الإنجيلية.. نجيب قال ل«فيتو»:هناك قواسم مشتركة بين المسلم والمسيحى حيث نجد كلا منهما بجانب الآخر فى المدرسة والجامعة والعمل والسكن والتجارة لا فرق بين هذا وذاك، ولقد تجلت هذه القواسم فى الحروب المختلفة ،التى خاضتها مصر من أجل الحفاظ على ترابها المقدس وكرامة أبنائها وحريته, بهذا بدأ نجيب كلامه, مضيفا بان, ما حدث فى ثورة 25 يناير يؤكد الرؤية التاريخية لتلاحم الشعب المصري مسلميه ومسيحييه فكنا نشاهد شباب الثوار وهم يحملون على أعناقهم علماء الدين الإسلامى ورجال الدين المسيحي وفى أيديهم القرآن الكريم والإنجيل وكان من المستحيل أن نفرق بين المسلم والمسيحي . نجيب عاد بذاكرته الي الوراء مضيفا: وجدنا أقباطا كانوا فى استقبال عمرو بن العاص حينما دخل مصر فاتحا هو وجنوده من ناحية الشرق , والتاريخ معروف للجميع، وهناك أكثر من مرجع يدل على المعاملة الكريمة من المسلمين الأوائل للأقباط ، فعندما قصد عمر بن الخطاب زيارة كنيسة القيامة، وعندما جاء موعد صلاة العصر وأراد من معه أن يؤدوا الصلاة داخل الكنيسة , رفض بن الخطاب وصلى خارجها وقال مقولته المشهورة «لو صليت لأخذها المسلمون من بعدى وقالوا : هنا صلى عمر», فضلا عن منحه أقباط مصر الحق فى العيش وفى الأراضى التى فتحها الإسلام ولهم الحق فى أداء صلاتهم وبناء دور العبادة واختيار قياداتهم بحرية كاملة, فوضع بذلك ما يمكن أن نسميه أسس المواطنة . مدير الإعلام بالهيئة القبطية الإنجيلية أبدى إعجابه بوثيقة الأزهر مطالبا الجميع بأن تكون هى المعيار الرئيسى فى صياغة الدستور الجديد باعتبارها وثيقة أيدتها جميع الاتجاهات السياسية والدينية وعلى رأسها المؤسسة الدينية الإسلامية والمسيحية ولقد أكد ذلك نياحة البابا شنودة وكل رؤساء الطوائف المسيحية فى مصر . نجيب استرسل قائلا :يوم بعد يوم يزداد إعجابى بالعالم الجليل الدكتور احمد الطيب بسبب إصراره على تصحيح صورة الإسلام الذى أساء إليه المتشددون وتبنيه منهج الإسلام الوسطى , وكم كان موقفه مشرفا عندما أصر على عدم تغيير المادة الثانية من الدستور وعرض بأن يكون الأزهر الشريف هو الضامن لهذه المادة . وحول ثقافة الانتخابات التى تعتمد على ديانة المرشح وليس برنامجه, يرى نجيب أن المشكلة الأساسية هى الأمية لأنها الآفة التى تهدد مصر وليس المقصود هنا أمية القراءة والكتابة بل أمية الثقافة والجهل المتمثل فى التعصب . هناك مسيحيون يصومون رمضان وبعض المسلمين يصومون صيام العذراء , هذه رؤية نجيب لشهر رمضان الكريم والعلاقة بين المسلمين والأقباط , قائلا: التواصل بين العائلات لا ينقطع طوال العام والمناسبات الدينية يتضح فيها مدى الترابط والتلاحم الوطنى فمثلا موائد الإفطار المشتركة أحد ظواهر المجتمع سواء التى تقيمها الكنائس او المساجد أو وزارة الأوقاف او الازهر الشريف بجانب الاحتفال بالشهر الكريم على المستوى الشعبى الذى يشارك فيه المسلمون المسيحيون ابتهاجا بقدوم هذا الشهر المعظم .