«مش هنتكلم مع تليفزيون».. أولى الكلمات التي نطق بها العديد من عمال وموظفى الفنادق بمدينة شرم الشيخ عقب، محاولة الحديث معهم عن شبه خلو فنادق المدينة من السائحين. وبالاستفسار عن أسباب الرفض أكد محمد عادل «صاحب بازار»، أن ما تذيعه القنوات الفضائية في مصر حول أن نسب إشغال بفنادق شرم الشيخ تصل إلى نحو 50% ليس لها أي صلة بالواقع، منوها إلى أن المدينة السياحية تعانى حالة كساد هي الأولى من نوعها منذ بدء العمل بها، عقب سقوط الطائرة الروسية. «عادل» أكمل بقوله: «إيجار البازار يتعدى ال 20 ألف جنيه شهريا، ورغم ذلك لم أتحصل على عملية بيع واحدة طوال اليوم، وهو ما يضع المحال والعمال في أزمة كبيرة، ليس فقط لتسريح جميع العمالة بها، ولكن أيضا بإمكانية إغلاق المحل ذاته، نظرا لعدم إمكانية سداد الإيجارات المطلوب تسديدها». وتابع قائلا: يبدو أن حادثة تفجير الطائرة الروسية كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، فرغم المحاولات المستمرة لانعاش السياحة، وركودها فترة ثم عودتها تدريجيا، إلا أن تلك الحادثة قضت على السياحة تماما على أرض الفيروز، ونحو 60% من العمالة في شرم، سُرحت بسبب تلك الظروف، مع توقع مزيد من الفصل أو ترك العمل اختيارى بسبب عدم وجود سياح. في ذات السياق أكد أحمد عجاجة (فرد أمن في أحد المنتجعات)، أن الفندق الذي يعمل به خال تماما من جميع النزلاء المصريين والأجانب، موضحا أنه تم تسريح نحو 50% من العمالة، في حين حصل ال 50% المتبقية على إجازاته مفتوحة دون راتب. «عجاجة» قال: لم يعد هناك أي نزلاء في الفندق الذي يعمل به، مع سفر غالبية العمالة، ولحاق البقية بهم، لتصبح شرم بلا نزلاء ولا عاملين، وأصبح 50 منتجعا في شرم بلا زائرين، وتم إغلاق 75% من الفنادق، ونحن في انتظار انفراجة قريبة للأزمة، مع عدم وجود أي دخل لتلك الفنادق، أو مرتبات تصرف للعاملين بها. بدوره قال وليد عدلي موظف استقبال بإحدى الفنادي: الادعاءات التليفزيونية بإشغال سياحى يصل إلى نحو 50% بالمدينة لا أساس لها من الصحة، فلدينا مثلا في الفندق 700 غرفة، ولا يوجد لدينا سوى نزيل واحد فقط. وأضاف أن أغلب العاملين حصلوا على إجازات مفتوحة من قبل الإدارة إلى حين تحسين الأوضاع بالمدينة، خاصة أن الفندق مصنف تبعا لوزارة السياحة لاستقبال السياح البريطانيين، وهو ما تفتقده المدينة نهائيا منذ سقوط الطائرة الروسية. وجبة محرر فيتو الأخيرة بأحد المنتجعات السياحية بالمدينة، صاحبها سؤال حزين من قبل شيف يدعى على فؤاد.. «إيه رأيك في الخدمة يا فندم؟». بعد تقديم الشكر عن الوجبة أكمل «الشيف» قائلا: «دى آخر وجبة سأعدها بالمدينة عقب رحيلكم فأنتم الفوج الأخير لدينا ومن ثم سيتم إغلاق المنتج لأعود إلى بلدتي». «كل اللى قابلتهم 7 سياح» من يوم حادثة سقوط الطائرة الروسية، أخلى جميع السياح مدينة شرم الشيخ، ولم ير جمال سوى 7 سياح أجانب، هذا ما أكده جمال محمد عامل للجمال بالمدينة، منوها إلى أن إجمالى دخله طوال اليوم بلغ 12 جنيها، على الرغم أن الجمل الواحد يأكل ب 100 جنيه يوميا، لافتا النظر إلى أنه سيمكث في شرم الشيخ حتى يوم 20 على وعد المسئولين بانصلاح الحال. جمال الهارب من نزلة السمان بجماله لصعوبة العمل في الأهرامات، آتيا لشرم الشيخ يواجه نفس المصير، بسفر جميع السياح، وانهيار قطاع السياحة في المدينة، وتخوفه من اضطراره لبيع الجمال في نهاية المطاف.