« تعجبنى تحركات الرئيس محمد مرسى الدءوبة، نمسك الخشب ونقول «ما شاء الله لا قوة إلا بالله»، فهو يتحرك بطاقة مضاعفة دون كلل أو ملل، كل الذين يقطنون فى القاهرة الجديدة حتى مدينة نصر يتابعون موكبه الذى يتحرك فى التاسعة صباحاً فى نهار رمضان، يشق طريقه فى جانب من الطريق فى موكب محدود نسبياً»هكذا خرج علينا محامى الجماعات الإسلامية الأربعاء الماضى ليكتب فى الزميلة «المصرى اليوم» تحت عنوان «رسائل إلى الرئيس « رسالته الأولى التى وضع لها عنوان «أملاك الجيش وأملاك الشعب (1)» تحدث فيها «الزيات» عن أملاك القوات المسلحة والأراضى التى وضع يده عليها والتى استعان فيها بصديق لتمريرها حيث قال: حدثنى صديق بصوت مرتفع أو مختنق، :أنا لا أصدق أن الذين يحكموننا لديهم إرادة حقيقية فى القضاء على الفقر أو تحقيق التنمية؟!» استطرد مندفعاً يمنعنى من مقاطعته بسؤال: هل تذكر هدية أم كلثوم إلى الشعب المصرى وتحديداً إلى فقرائه؟ أومأت برأسى بما يفيد النفى، فأكمل المعلومة قائلاً «أم كلثوم، الله يرحمها، كانت قد تبرعت بمساحة كبيرة من الأرض اشترتها فى منطقة خصبة بمدينة نصر، مئات الآلاف من أمتار الأرض الصالحة للمبانى فى المنطقة بين وزارة البترول حتى مسجد السلام وامتدادها فى العمق من الخلف حتى الطريق الدائرى وخصصتها للفقراء؟!. وأكمل محامى الجماعة الإسلامية سرد المسيرة التاريخية لأرض «كوكب الشرق» وأكد أنها أصبحت « الوفاء والأمل» فى عهد السادات ،ثم فى عهد «مبارك» وضعت القوات المسلحة يدها على هذه الأرض، وأقامت سوراً كبيراً ،ولافتة جعلت الأرض وما عليها تابعة لأملاك القوات المسلحة، سألنى صاحبى «بأى حق خصصت القوات المسلحة الأرض لنفسها ووضعت يدها عليها». ما هى إلا ساعات قليلة واتضح أن «الزيات» تعرض لعملية «توريط « من جانب صديقه الغاضب، وهو ما أوضحته الرسالة الثانية التى لم يقدم فيها – كعادته – وصلة الغزل الصريحة للرئيس «مرسي» لكنه كتب الخميس الماضى عملاً ب»الضرورات تبيح المحظورات» تحت عنوان « رسائل إلى الرئيس (2)» – لاحظ أنه لم يضع لها عنواناً كما فعل فى الرسالة الأولى ، وكما يقولون « إذا عرف السبب بطل العجب» ففحوى المقال توضح حالة التوتر التى انتابت « الزيات» وجعلته ينس وضع عنوان للرسالة الثانية التى بدأها «متقهقراً وقائلاً: لم يكن قصدى فيما ذهبت إليه فى مقالى السابق تفسير الأوضاع التى تتعلق ببسط الجيش يده على مساحات واسعة متميزة من الأراضى على نحو يسىء إلى قواتنا المسلحة، بل حاولت قدر الاستطاعة اختيار المفردات التى توصل لكل معانى المحبة والتقدير لها، بل كنت على قناعة داخلية لم أشأ إبرازها لئلا يغرق البعض فى التأويل أو الذهاب بعيدا عن مرامى المقال ومقاصده، وهى أن تدخل الجيش فى الأعم الأغلب كان بهدف المحافظة على الأراضى ممن طمعوا فيها وهدفوا إلى وضع أيديهم على الأبرز منها». ويبدو أن «الزيات» يعتمد على المعلومة التى تؤكد أن ذاكرة الشعب المصرى قريبة الشبه بذاكرة «السمك» لا تحفظ إلا القليل من الأحداث، ولأن «الذكرى تنفع المؤمنين» فإننا نقول له: يا أستاذنا لقد انهيت رسالتك الأولى بقولك: ليس لدينا مانع أبداً أن يشترى الجيش ما يشاء من أراضٍ وفقاً للأسس التى تطبق على الجميع، وكما تدفع سائر الوزارات ثمناً لأى سلعة تشتريها، ينبغى أن يدفع الجيش ثمن الأراضى التى يضع يده عليها، أما ما يحتاجه جيشنا العظيم الوطنى ويكون لازماً فى إطار القيام بمهامه الأساسية فنكون جميعاً آثمين إن لم نحقق له ما يريد، أما الأراضى التى يضع الجيش يده عليها فهو مال الشعب، والشعب يريد أن يفهم وأن يستعيد سلطانه على الجميع.