* حلاوة الحياة أن نكون بمركب واحد ولا يستغني أحدنا عن الآخر * أردت إظهار التعاون بين المسلمين والمسيحيين عبر عمل درامي وليس شعارات * بعد نيل الكهنوت أعددت أفلاما درامية عن التحرش بالأطفال والإدمان * الناس أصبحت تنصرف عن شعار "عاش الهلال مع الصليب" * مشاورات مع المركز القومي للسينما ليشارك في أحد أفلامي الجديدة * دعاة الفتنة يستهدفون الوقيعة بين المسيحيين والمسلمين بمصر الحبيبة القس مكاريوس، راعي كنيسة أبى سيفين والقديسة دميانة ببورسعيد، دخل التاريخ باعتباره أول كاهن قبطي يفوز بجائزة سينمائية، وتحديدا في مهرجان يوسف شاهين الخامس للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية كأحسن سيناريو عن فيلمه "إكسير الحياة"، ورغم أنه يتبع للكنيسة الأرثوذكسية المعروفة بالتزامها الشديد بتعاليم الكتاب المقدس والصلوات والألحان التي تحتفظ بها منذ أكثر من ألفى عام؛ إلا أنه اتخذ مسارًا يواكب العصر ليبشر بالتآخى والوحدة ويدعو للمحبة ونبذ الكراهية.. التقته « فيتو» في حوار من القلب تحدث فيه عن بداية نمو موهبة الكتابة بداخله، والدوافع التي جعلته ينتهج هذا اللون من الأفلام، وأسرار كثيرة.. وإلى نص الحوار: ** بداية حدثنا عن نفسك ومتى تولدت داخلك موهبة الكتابة ؟ أنا من مواليد محافظة المنيا، وخريج هندسة أسيوط، وتنامت لدى موهبة الكتابة منذ أن كنت طالبا بالمرحلة الإعدادية؛ نظرا لشغفى بالأدب والفنون، ولى عدة أعمال فنية وإذاعية ودينية قبل رسامتى كاهنًا، كما أننى عضو باتحاد الكتاب، وحصلت على دراسات دينية وتحديدا دبلومة في الإرشاد الأسرى والروحي، وماجستير باللاهوت، وحاليًا أستعد للدكتوراة ؛ وبعد نيل الكهنوت أعددت أفلاما دينية، وأخرى درامية قصيرة عن أزمة الإسكان وتحديد النسل، وعن التحرش الجنسى بالأطفال وآليات العلاج، وكذلك الإدمان وسبل الوقاية منه؛ وحصلت على شهادات تقدير بمهرجان "كام" السينمائي الدولي للأفلام القصيرة لجهودي في المهرجان، ومؤخرًا حصلت على جائزة أفضل سيناريو عن فيلم "إكسير الحياة". ** وما هي قصة فيلم "إكسير الحياة" ؟ يحكى الفيلم عن صداقة تربط بين فتاتين، إحداهما مسيحية والأخرى مسلمة، تعرضتا لحادث، ونقل كلاهما للمستشفى، وهما بحاجة لنقل أعضاء، ويعلن ذويهما بالمساجد والكنائس عن طلب متبرعين للحالتين، فتبرع للفتاة المسلمة مسيحى، وتبرع للمسيحية مسلم، وقبيل إجراء العملية صلى الاثنان بآيات متشابهة من الإنجيل والقرآن، وأثناء إجرائها يحتاجان لنقل دم يأتي شخص لا يعرفه أحد من العائلتين يسمي نفسه " آدم" أبو إبراهيم وإسحق ويعقوب، ويتبرع لإنقاذ حياتهما، وفى ختام الفيلم تطلق أغنية " مسلمين ومسيحيين إيد واحدة " من ألحان الدكتور أحمد حجازي وهو ابن أخت اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية الأسبق. ** ما الدافع وراء كتابتك هذه النوعية من الأفلام وأنت رجل دين؟ بحكم أنى كاهن أرثوذكسى، رأيت دعاة الفتنة يستهدفون الوقيعة بين المسيحيين والمسلمين بمصر الحبيبة، فأردت عمل لون جديد من الخدمة يبرز التعاون بين المسلمين والمسيحيين عبر عمل درامي وليس شعارات معتادة نراها عند حدوث فتن طائفية، كما أن هدف الفيلم تقديم جرعة دينية حول مفهوم الوحدة الوطنية للمواطن المصري البسيط، بأسلوب يتقبله ولا ينفر منه، خاصة وأننا نلاحظ أنه عندما يرى المواطن مقالا عن الوحدة الوطنية لا يقرأه، فكان علينا التفكير للوصول إلى نوع من الوقاية من الفتن عبر استخدام الفن. ** ما سبب اختيارك اسم "إكسير الحياة" عنوانا للفيلم ؟ سر الحياة وحلاوتها، هو أن نكون معًا سويًا جسدا واحدا، كوننا بمركب واحد ولا يستغنى أي منا عن الآخر، وهو الأمر الذي أردت إظهاره من خلال الفيلم، وأتذكر دائما قول البابا شنودة الثالث " من لم يأت للكنيسة هي تروح لغاية عنده "؛ ولهذا أرى أنه من لم يأت ليستمع للمفاهيم الرائعة عن المحبة وغيرها، نذهب نحن إليهم بأماكنهم من خلال الأعمال الدرامية والشعر الذي يتسم بالحيادية، فتلك الأفلام القصيرة تقدم وجهة نظر دينية مغلفة بالقالب الدرامي، مما يجعل الإنسان العادي يقبل عليها على غرار أعمال يوسف إدريس. ** برأيك.. هل المؤتمرات والندوات التي تجمع القساوسة والمشايخ غير كافية للحفاظ على الوحدة الوطنية ؟ المظاهر النمطية من خلال مؤتمرات ولقاءات تجمع مشايخ وكهنة من أجل ترديد " عاش الهلال مع الصليب"، تجعل البعض ينصرف دون الاستماع، ولذا فضلت تناول الموضوعات من زاوية درامية لتصل إلى عموم المواطنين. ** من هو مثلك الأعلى في الكتابة ؟ شرف لى أن تبنانى إبراهيم الوردانى رئيس تحرير الجمهورية سابقًا، منذ ما يقرب من 30 عامًا، وعاوننى لنشر مقالاتى في الصحف، فكان الوردانى يدفعنى للمضى في مجال الأدب والثقافة، وحقًا كان يمتلك حرفية الكلمة وقوة الحرف، كما التقيت أكثر من مرة بالأديب "توفيق الحكيم" وعلينا أن ندرك أن أسباب متاعبنا نحن المصريين عدم دقتنا في الحديث، فهناك كلام يخرج يشعل الدنيا نارا، وهو ما يحدث في الكثير من الفتن التي في أصلها شائعات. ** كيف توفق بين أعباء الخدمة وكتابة الأفلام ؟ دوري يكمن في كتابة الأفلام القصيرة، فأقوم بإعداد العمل الدرامي وتأليفه ومراجعته بتأنى شديد على أوقات متفرقة عقب إنهاء مهام الخدمة اليومية، وبعد انتهائى من إعداد الأفلام لا أحضر التصوير أو ما شابه نظرًا لضيق الوقت في أغلب الأحيان، ونظرًا لانشغالى بالخدمة رفضت عروضا لكتابة أفلام درامية طويلة، حتى لا تنال من وقت الخدمة في شئ؛ وحتى لا تغير الجهة المنتجة في مادة الفيلم، ولهذا أركز على الأفلام القصيرة الأكثر تركيزًا وفاعلية إضافة إلى أنها هادفة. **هل لديك جهات إنتاجية تتبنى أفلامك ؟ هناك منتجون محبون وعاملون بالسينما، يتبنون الأفلام لاقتناعهم بها، وبأنها تهدف إلى الصالح العام لمصر التي نحبها جميعًا، وهناك جهات أخرى مثل المركز القومى للسنيما، يجرى مشاورات معها لتدخل شريكا لأحد الأفلام الحديثة من تأليفى.