منتدى المشاركة الوطنية بالكنيسة الاسقفية أحد الشواهد الماثلة للعيان على تسامح المصريين مسلمين ومسيحيين.. فالمنتدى تم انشاؤه فى عام 1992وانبثق منه مجموعة شباب المشاركة الوطنية من المسلمين والأقباط بالكاتدرائية.. ومنذ ذلك الحين يستعين بمحاضرين من المسلمين لتوعية وتثقيف الشباب المسيحى سياسيا، ودمجهم فى المجتمع السياسى المصرى تحت راية الوطنية الخالصة «الدين لله والوطن للجميع». سمير ذكى ابراهيم -أمين عام مجموعة المشاركة الوطنية بأسقفية الشباب - قال: فى عام 1992 فكرنا فى تكوين هذه المجموعة للنهوض بالشباب القبطى وجعله مشاركا فى الحياة السياسية والوطنية بعد ان وجدناه منعزلا عن الحياة السياسية وعازفا عن المشاركة بسبب المناخ العام الذى كان وقتها مشحونا ضد الأقباط بالإضافة الى عدم سماح المجتمع وقتها بمشاركة المسيحيين فى الحياة السياسية. التجربة بدأت -وبحسب تأكيدات سمير ذكى - بإقامة ندوات توعية وورش عمل فى اسقفية الشباب فى عام 1992 والاستعانة بمحاضرين لإلقاء محاضرات للشباب المسيحى فى قاعة الاب صموئيل بالكاتدرائية والتحاور معهم وبدات المحاضرات بمحاضرين مسلمين من النخبة السياسية والحزبية والفكرية والصحافة وكانت هى المرة الأولى التى يدخل فيها محاضرون مسلمون للكاتدرائية. «المحاضرات بدأت بالدكتور غالى شكرى والدكتور اسامة الغزالى حرب وبعدهما الدكتور رفعت السعيد و رفعت الجمال والدكتور احمد عبد الله وشارك فيها خبراء من مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام وحاضر فيها عادل حسين رئيس حزب العمل بالاضافة الى مجموعة كبيرة من المحاضرين بحزب العمل.. هكذا قال سمير ذكى موضحا انهم فكروا فى عمل منتدى المشاركة الوطنية للنخبة للأقباط المصريين فى عام 2005 بعد ان فوجئوا بعدم نجاح أى مرشح قبطى فى انتخابات مجلس الشعب آنذاك. وبهدف دعم الوحدة الوطنية بين المصريين مسلمين واقباط وتوطيد قيم التسامح فى العمل العام - والكلام لسمير ذكى– ضم المنتدى الشباب المسلم.. وانضم إليه شباب من خريجى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكلية الإعلام، وكان ذلك فى عام 1998 وصارت قاعة الأنبا صموئيل تعج بالمسلمات المحجبات الى جانب المسيحيات فى جو من المحبة والتسامح لسماع المحاضرات، ولم يتساءل احد مَنْ القبطى ومن المسلم؟ ولكن جهاز أمن الدولة المنحل منع ذلك بذريعة انه يندرج تحت التبشير! ولأن قوة الفكرة كانت أكبر من رافضيها فلم يستمر المنع كثيرا من الوقت حيث عادت محاضرات المنتدى تجمع المسلمين والأقباط فى الكاتدرائية لمناقشة مشاكل مصر، وكانت ثمرة ذلك- حسبما قال سمير ذكى- مشاركة هؤلاء الشباب فى طليعة شباب 25 يناير 2011 التى أسقطت مبارك ونظامه وبعدها دخل عدد كبير منهم الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى الذى أسسه الدكتور محمد أبو الغار والذى كان من ضمن المشاركين والمحاضرين فى المنتدى . سمير ذكى أكد أن منتدى المشاركة يغلب عليه الطابعان النخبوى والسياسى، مرجعا ذلك لتسارع الأحداث بشكل كبير.. مشيرا إلى أن شباب المنتدى يقومون بخدمة المجتمع المصرى مسلمين واقباط، وبدون تفرقة بينهما فى تأدية الخدمة، ويفعلون ذلك من خلال جمعيات أهلية أنشأوها لهذا الغرض ومن خلال تواجدهم فى بعض منظمات المجتمع المدنى، مشددا على أن المنتدى نجح بالفعل فى دمج الشباب القبطى فى الحياة السياسية. «أنا والمسلم واحد ولنا نفس الهموم» تلك هى الشفرة السحرية التى عضدت فكرة المشاركة ووهبت المنتدى الاستمرار والانتشار، وساعد على ذلك- بحسب تأكيدات ذكى- أن المسلمين والأقباط لهم نفس الصبغة المصرية ولهم نفس السمات، ويعانون من نفس المشاكل. سمير ذكى يحكى انه ذات مرة هنأ شخصا بعيد الاضحى المبارك واتضح له فيما بعد بأنه قبطى فقرر بعدها أن يهنئ الجميع مسلمين ومسيحيين فى كل الأعياد والمناسبات لأن الجميع مصريون ولا يوجد فرق كبير بين المسلم والمسيحى حتى فى الأسماء. وعن دور المنتدى فى درء الفتنة الطائفية قال ذكى: وجودنا معا مسلمين وأقباط فى حد ذاته يعمل على درء الفتنة مؤكدا على نجاح المنتدى فى درء فتن كثيرة فى مهدها وذلك بحل مشاكلها فبل تفاقمها وقبل تحولها لصراع طائفى.. مؤكدا أن تجديد الوحدة الوطنية أهم محاور المنتدى وأن معظم أصدقائه فى المنتدى وخارج المنتدى من المسلمين. مينا عاطف أحد شباب المنتدى قال إن المنتدى سهل عليهم الاختلاط مع الشباب المسلم وكسر الحاجز النفسى الذى كان يرسخ التباعد بينهما بفعل النظام السابق وأدى ذلك الى اقتراب وجهات النظر بين المسلم والقبطى فى امور كثيرة . المنتدى يعمل على بلورة الوحدة الوطنية وكلنا نعمل على الارض لصالح مصر ولا نعمل لدين وفى الثورة نزلنا الميدان معا واصيبت فى الميدان هكذا قال مينا عاطف مؤكدا ان روح التسامح والمحبة بين المسلمين والاقباط تغلب على شبرا التى تربى فيها مستدلا على ذلك بان جاره فى السكن امام مسجد وعلاقته به جيدة لدرجة ان والدته كانت تتركه عنده عندما كانت تنزل من الشقة لأمر ما مشددا على انه لم ير ابدا فكرة التعصب فى بيت امام المسجد او فى شبرا محملا النظام السابق بوضع الحواجز بين المسلمين والاقباط طوال فترة حكمه للبلاد . همنا الأكبر كيف نرفع من شان مصر ومشروعنا القادم رفع الوعى لدى الطبقات الفقيرة بهدف رفع الوعى لدى كل المصريين، هكذا قال مينا عاطف، موضحا انهم يعملون على المستوى الشخصى وعلى مستوى المشاركة عندما يتعلق الأمر بمصر.