و مما يربى دواعش أخرى في مصر انفلات المنظومة الإدارية للدولة وعبثية وفوضوية التمسح بالحاكم أو برأس النظام بأى وسيلة حتى يضمن هؤلاء تواجدا آمنا مربحا لهم ولأبنائهم. مثل واحد من ضمن أمثلة كثر، قناة فضائية تقدم الرقص المدعم للجمهور مجانا وبشكل مستفز أخلاقيا ووطنيا. فبعد استعراض ممل وسخيف لراقصات مصريات من أوائل القرن الماضى وجهد زائف مبالغ فيه باستحضار سيرة ذاتية للراقصات أو الغوازى، كما كان يسميهم الشعب وقتها، ومحاولة إلصاق قيم وطنية تتمثل في كفاح الراقصات ضد الإنجليز ومحاولة إعلاء قيمة الوطن واستقلاله حتى محاولة فرض الرقص كفن بعيد عن الابتذال، يجد المتطرفون فرصة سانحة لتكفير النظام ومؤيديه وتكرارا لمقولة تساير هوى البعض بأن ما حدث في يونيو 2013 كان محاربة للإسلام وضربه لشرع الله. هكذا قولا واحدا!، إنهم يحاربون الإسلام، ألا ترى الإعلام يشجع الفسق والانحلال ويأتى بالراقصات لبيوتنا ليفسد علينا أبناءنا وبناتنا ونساءنا، هكذا يسوق المتأسلمون بكل سهولة ما يقوم به تجار الإعلام والقيم في مجتمعنا مانحين الفرصة لخلق تطرف حقيقى في وسط شعب نسى أن الحكومة (الإسلامية) في عهد الإخوان التي كانت مزيجا من عسكريين سابقين أيضا وبقايا حزب وطنى فاسد ومجموعة من الدواعش المستترة براية الدين، وهو منهم براء، كانت تستأجر راقصات من نوعية أختهم الفاضلة دولى شاهين للرقص تروجيا للسياحة في حضور أصحاب الفضيلة من حزب الجماعة وجماع الحزب! النظامان لم يختلفا كثيرا ولن يختلفا في توجههما نحو المواطن الفقير الذين يسروا له شيئا واحدا فقط مدعما وهو الرقص.. نعم يا سادة، فالأحوال الاقتصادية كانت سيئة والآن أسوأ تماشيا مع التطور الطبيعى للأنظمة الساقعة أو ذات الجلد السميك الذي لا يشعر برعاياه أو مواطنيه، إن كنا نعرف معنى المواطنة أصلا، أنظمة ذات جلد سميك تصلح فقط طبلة جوفاء ترقص عليها الست دينا راعية البث التنويرى للمصريين أو الأخت دولى شقيقة كفاح الإخوان في الغردقة وغيرها. هو الرقص المدعم، السلعة الوحيدة التي تقدم لنا الآن ومنذ اندلاع ثورة النبلاء في يناير 2011، رقص لم ينتقص منه نظام أو تخفض وزنه وزارة التموين كما فعلت في رغيف العيش وسخطته ل 90 جراما يصل للواطن منه لقمة، طبعا إن كان يعجبه! هو الرقص الذي قدمته تلك القناة التنويرية التي تنير حياتنا بكل أنواع الهز، هز وسط، هز قيم، هز قامات ثورية، هز مارسته هي وشقيقاتها في الإعلام الفج ابتذالًا ونفاقًا لكل نظام يحكم، فمن صندوق أسود أو مهبب لحزب كنبة لصورة مشوهة وليس متكاملة في قناة أخرى تجد الرقص يرتع في حياتنا بكل أريحية وربحية تدخل جيوب وأرصدة الأفاقين. لا تحسبه رقصا مجانيا عزيزى المواطن أو النكسجى إن كنت مثلى ينايرجى أو كنت حالما بالعدالة، أو عزيزى المواطن الكنباوى، فهذا الرقص المدعم ظاهريا والقائم على سلة إعلانات ذهبية تبيع لك زبالة منتجات السوق سيدمرنا قريبا بتربية دواعش جديدة متنوعة الأشكال تستمع به وتحرمه في آن واحد متشبعة بازدواجية النفاق التي نحياها منذ أمد بعيد. [email protected]