"الختان" عملية مؤلمة جدا للفتاة ليس فقط من الألم العضوي بل والنفسي أيضا؛ حيث يرتبط بصورة سلبية تلازمها طيلة حياتها، وبعد سنوات من إجراء العملية تتزوج الفتاة لتبدأ مشاكل من نوع آخر؛ فبدلا من أن يكون الزواج فرحة لا تنتهي برفقة الحبيب، يتحول إلى جحيم لا يضاهيه أي جحيم. رصدت "فيتو" بعض آراء الأزواج في قضية الختان، ومدى تأثيرها على علاقتهم بزوجاتهم. "س.ك" الزوجة تعانى جراء الختان من مشاكل عدة، خاصة وأننا في مصر نتمسك بالنوع القاسى من الختان المعروف باسم "الختان الفرعونى"، وهو الذي يزيل فيه الطبيب أو القائم بعملية الختان جميع الأجزاء الحساسة لدى الأنثى ليصبح من العسير عليها أن تستمر حياتها طبيعيا. "م.م" محاسب، متزوج منذ عامين، ورغم الحب الكبير بيني وبين زوجتي، إلا أنني لا أشعر بالمتعة التي كنت أتمناها قبل الزواج، فهى لا تستجيب لرغباتي الطبيعية والمشروعة، وأشعر أنها مصابة ببرود شديد كما أنها شديدة العصبية مما أثر على البيت والأسرة. "ف. ن" محام، لا أدرى كيف أتصرف مع زوجتي، أريدها سعيدة، ولكنها معقدة تشعر بأنها مشوهة نتيجة عملية الختان، ومهما أقنعتها تظل مقتنعة بذلك وتخجل منه -رغم زواجنا الممتد إلى سبع سنوات– وتشعر أن أنوثتها منقوصة مقارنة بأخريات لم تجر لهن هذه العملية، حتى إنها تعرض عليه الزواج من أخرى لم "تختن". "أ. ش" العلاقة الزوجية الخاصة بينى وبين زوجتى نوع من أنواع التعذيب، فهى دائما تجعلنى أشعر وكأننى أغتصبها فلا يوجد أي تفاعل من جانبها، وعندما سألتها إذا كان هناك أسباب لذلك فأخبرتنى بأنها تتألم، وظلت تبكى وتلعن اليوم الذي قاموا بختانها، وتمنت لو كانت خلقت ذكرا لتفادى كل هذا. أما "ع.ش" ممثل مسرحى، أنا متيقن من أن زوجتي تكره الرجال، فمشاكلها النفسية تخطت كل الحدود وتبرر دائما أنها تكره الرجال لأنهم السبب في معاناتها هي وبنات حواء؛ فهم السبب في إجراء العملية للفتاة خوفا من العار. من جانبه عقب الدكتور محمد الجمال -استشارى أمراض النساء والتوليد- أن للختان أضرارا جسيمة حيث تفقد الفتاة جزءا من جسدها ليصبح منطقة محرمة طوال حياتها فتتفاقم المشاكل النفسية داخلها؛ لينتج عنه حاجز نفسى كبير يضر العلاقة الزوجية. وأكد "د.الجمال" أن المسألة نفسية بشكل كبير، فالصدمة العصبية التي تصاب بها الطفلة عندما تكون ضحية لتمثيلية من الأسرة مثل سنذهب لطبيب الأسنان أو الباطنة ويتم تخديرها لتستيقظ على هذا الألم، تستمر معها طوال حياتها، ويقوم العقل الباطن بتخزينها وتظهر بعد ذلك في صور متعددة. وأضاف، في مصر تلتزم الأسر المقتنعة بفكرة الختان وأنه يحافظ على شرف البنت وغيرها من الخزعبلات، بالختان الفرعونى وهو من أبشع الأشكال، حيث يتسبب في عسر الولادة أو الألم المبرح عند العلاقة الحميمة مع الزوج، بخلاف الألم النفسى والاقتناع التام بحدوث عملية تشوه في تلك المنطقة. ودعا "د.الجمال" بضرورة تجريم وتحريم عملية الختان تماما في مصر، مشيرا إلى سقوط بعض السيدات فريسة لأطباء عديمي الضمير، لإجراء عمليات شبيهة تحت مسمى "عمليات التجميل" حيث تخضع المختونة لعملية تجميل في تلك المنطقة، أو يكون هناك عيب خلقى فيتم تجميله، محذرا من إجراء العملية مرة أخرى لأن من يقوم بها تتم معاقبته فورا.