المجني عليه استدرج بنتيه لمشتل قرب ترعة الجيزاوية وذبحهما وجلس بجوار جثتهما وأبلغ الشرطة.. والجيران: "البنات في قمة الاحترام وماشوفناش منهم حاجة وحشة" أيام قليلة عاشتها "إسراء" وشقيقتها "أسماء" كانت الأسوأ، قبل عيد الأضحى المبارك بثلاثة أيام استيقظتا على حريق هائل التهم المنزل بالكامل، وتفحمت محتويات الشقة، جلس الأب ينعي حاله بعدما التهمت النيران ما يملك، لم تستفق الشقيقتان من الكارثة حتى كتب والدهما السطر الأخير في حياتهما، بعدما نحى قلبه وضميره جانبا في جريمة بشعة، استدرجهما صباح الجمعة الماضي إلى مشتل بجوار كوبري ترعة الجيزاوية وذبحهما معا، وأبلغ قوات الشرطة وجلس بجوار جثتيهما ويداه ملطختان بالدماء. قبل سنوات انفصل ناصر أبو عطية عن زوجته التي تزوجت من آخر، وتركت له بنتين "إسراء" صاحبة ال23 سنة، الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة عين شمس، وشقيقتها "أسماء"، 21 سنة، الطالبة بالفرقة الثالثة كلية دار العلوم جامعة القاهرة، بعدها تزوج "ناصر" من سيدة أخرى وتوفيت قبل 4 سنوات بعد معاناة مع المرض، قبل سنوات انفصل ناصر أبو عطية عن زوجته التي تزوجت من آخر، وتركت له بنتين "إسراء" صاحبة ال23 سنة، الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة عين شمس، وشقيقتها "أسماء"، 21 سنة، الطالبة بالفرقة الثالثة كلية دار العلوم جامعة القاهرة، بعدها تزوج "ناصر" من سيدة أخرى وتوفيت قبل 4 سنوات بعد معاناة مع المرض، طوال تلك المدة عاش الرجل بعد خروجه على المعاش حيث كان موظفا بإحدى شركات السكر وبعدها عمل في محل أحذية. تخطى الرجل الستين من عمره، كان مشهودا له بالسمعة الحسنة والأخلاق ومواظبته على الصلاة في مواعيدها وعمل الخير ومعروف عنه حبه وخوفه على ابنتيه، إلا أن دوام الحال من المحال، قبل عيد الأضحى استيقظ الجميع على دخان كثيف يملأ أرجاء شقته ليتفاجأ بالنيران تحيط الأب وابنتيه من كل جانب، وأتت على كل محتوياتها، واحترقت معها أمواله. ترك الرجل وابنتاه المنزل وذهبوا للإقامة لدى شقيقه بينما كان أهل الخير في المنطقة يجهزون الشقة وإصلاحها من آثار النيران ويجمعون أموالا لمساعدته تعويضا له على الخسائر التي تكبدها. كان الرجل يفكر في شىء آخر لم يكن أكثر المتشائمين من جيرانه يتوقعه، حيث استدرج ابنتيه صباح الجمعة الماضي إلى مشتل بالقرب من ترعة الجيزاوية وذبحهما وأبلغ الشرطة. "التحرير" كان في شارع حامد ندا بمركز الحوامدية لنقل روايات الأهالي، إذ يخيم حزن شديد على جيران المجني عليهما الذين أثنوا على أخلاق الضحيتين بخلاف رواية الأب "المتهم". شريف النخيلي أحد الجيران قال: "من أول ما سكنوا في الشارع ماشوفناش منهم حاجة وحشة والبنات يعتبروا زي إخواتنا وفي قمة الاحترام، ومن يوم ما الشقة ولعت وإحنا خلصنا له كل حاجة، وأهل الخير ساعدوه، إيه اللي يخليه يعمل الجريمة دي!". يضيف محمد أبو سريع جار المتهم أنه "قبل العيد فوجئوا بحريق التهم شقة ناصر وقلنا له أهم شىء عيالك واللي راح منك هيتعوض وشقتك هترجع أحسن من الأول، وماتشغلش نفسك بجهاز بناتك، لأن النار دمرتها كلها وأهل الخير جهزوا له شقته". وتابع: "نزل من شقته يا مولاي كما خلقتني، وراح قعد عند أخوه هو والبنات ومن بعدها مانعرفش عنه حاجة غير لما عمل جريمته، واللي عمله ده في بناته جنان وعقله راح منه والبنات عاشوا هنا محترمين جدا". يصمت الجار لحظات قبل أن يردف: "بعد ما انفصل عن مراته واتجوز، ومراته التانية ماتت، وهو عايش يراعي بناته وعلمهم وصرف عليهم دم قلبه وكان عايش لهم أب وأم".
"سامي" أحد جيران المتهم أوضح أن "الراجل ده محترم ومن يوم ما شقته ولعت وأهل الخير تبرعوا ليه وبيجهزوا الشقة وكان فاضل يومين ويستلمها، وامبارح جاله 30 ألف جنيه من متبرع، ماحدش قصر معاه في حاجة، وشهادة حق البنات كانوا في قمة الأدب، وكل واحد في الشارع عنده بنت يتمنى تكون زي البنات دول في احترامهم وأدبهم"، مشيدا بحسن أخلاقهما "بناته ماكانوش بيطلعوا وكان قافل على نفسه لدرجة إن الغسيل كان هو اللي بينشره والبنات كانوا بيمشوا وشهم في الأرض". "محمد" أحد أهالي المنطقة قال: "من بعد حريق شقته وشاف الناس بتجمع له فلوس وحالته النفسية ساءت، وأصبح من راجل شغال وبيكسب كويس لواحد مش قادر يأكل عياله، لكن في النهاية اللي حصل قلة تفكير بس مافيش واحد توصل بيه الأمور إنه ياخد بناته يدبحهم، يعني مافيش حنية قلب على ضناه". واستطرد: "بس إيه السبب الرئيسي ماحدش يعرفه بس بناته مؤدبين والناس كلها بتشهد بأخلاقهم، بعد ما خلص جريمته اتصل على جيرانه اللي كانوا بيجمعوله فلوس وقالهم أنا دبحت العيال".