أعطت حادثة الانفجار النووي في روسيا مؤشرات واضحة لما يمكن أن تكون عليه النيات الروسية في عملية التطوير العسكري بشكل عام، والنووي على وجه الخصوص على الرغم من أنه لا يُعرف سوى القليل عن الاختبار الفاشل لأحد الصواريخ النووية الذي وقع بالقرب من مدينة سيفيرودفينسك في شمال روسيا الأسبوع الماضي، والذي أدى إلى انفجار ضخم وارتفاع كبير في مستويات الإشعاع بالقرب من الموقع، فإن هذا الحادث الذي أودى بحياة ما لا يقل عن خمسة مهندسين نوويين واثنين آخرين وإصابة نحو عشرة أشخاص آخرين بجروح، أعطى مؤشرات واضحة لبعض الأزمات التي قد تعاني منها روسيا على مستوى التطوير العسكري النووي في المستقبل القريب، خاصة مع رغبتها في استمرار مواكبة التنافس مع أمريكا. ووفقا لما أكدته صحيفة "يو إس نيوز" الأمريكية، فإن عددا من المحللين يرون أن التهديد النووي المميت، بالإضافة إلى التداعيات غير الواضحة حتى الآن، جميعها تهدد طموحات روسيا في تطوير جيل جديد من الأسلحة القادرة على الوفاء بالوعود السياسية التي يسعى الرئيس فلاديمير بوتين لتنفيذها، سواء في الصراع مع الولايات ووفقا لما أكدته صحيفة "يو إس نيوز" الأمريكية، فإن عددا من المحللين يرون أن التهديد النووي المميت، بالإضافة إلى التداعيات غير الواضحة حتى الآن، جميعها تهدد طموحات روسيا في تطوير جيل جديد من الأسلحة القادرة على الوفاء بالوعود السياسية التي يسعى الرئيس فلاديمير بوتين لتنفيذها، سواء في الصراع مع الولاياتالمتحدة أو النفوذ السياسي الدولي. اضطراب روسي بشأن إخلاء مناطق الانفجار النووي ورفضت موسكو الإفصاح عن تفاصيل حادث الأسبوع الماضي وتعارضت تصريحات القيادة مع تأكيدات السلطات المحلية، بالإضافة إلى مؤشرات مستويات الإشعاع التي ارتفعت بالقرب من موقع الحادث، إلا أن كل ذلك اتضح بعد طلب الجيش الروسي، يوم الثلاثاء، مبدئيا من سكان قرية بالقرب من ميدان الاختبار أن يخلوها، لكنه ألغى الأمر بعد ساعات قليلة. وأثار هذا الحادث مقارنات مع انفجار عام 1986 في المنشأة النووية في تشيرنوبيل بأوكرانيا، والذي رفضت السلطات السوفييتية في البداية الاعتراف به علنًا خشية الكشف عن عيوب أوسع في بنيتها التحتية النووية. ويعتقد المحللون أن الاختبار مرتبط بصاروخ باليستي يعمل بالطاقة النووية تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي ببنائه، وهو نظام أسلحة أطلق عليه حلف شمال الأطلسي اسم "Sky fall". وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن النطاق الإضافي للتكنولوجيا الجديدة غير المختبرة، والتي تخلت عنها الولاياتالمتحدة في الستينيات وسط مخاوف تتعلق بالسلامة والإنفاق، سوف يوفر ميزة إستراتيجية تضاف إلى الصواريخ التقليدية التي تستخدمها أمريكا في ترسانتها النووية. ومن جانبه، قال فريدريك ويسترلوند، وهو خبير روسي في وكالة أبحاث الدفاع السويدية، وهي مؤسسة بحثية تمولها الحكومة وتوفر تحليلا مستقلا: "يبدو أنهم كانوا يطورون تكنولوجيا جديدة في مقدمة الأبحاث"، مشيرًا إلى أن فقدان ما لا يقل عن خمسة علماء ذوي مهارات عالية قد يعرض مستقبل هذا البرنامج بعينه للخطر. ويتكهن ويسترلوند وغيره من المحللين الذين تحدثوا مع "يو إس نيوز" الأمريكية، بأن الأمر سيستغرق وقتا طويلا حتى تجد موسكو بدائل لخبراتهم المفقودة. وفي سياق متصل، قال جيفري ويلسون، وهو محلل السياسة في مركز الحد من التسلح وعدم الانتشار، إن الحادث يُظهر أن التكنولوجيا مكلفة وخطيرة، وهي الأسباب التي دفعت الجيش الأمريكي للتخلي عن سعيه خلال ذروة الحرب الباردة لصالح بدائل أرخص وأكثر موثوقية. بعد الانفجار النووي.. الخطر يحاصر الروس وبدء إخلاء المنطقة وأضاف: "ستسمح الصواريخ التي تعمل بالطاقة النووية للبلد الذي يمتلكها بإطلاق أسلحة على مسافات أكبر وخارج مسارات الطيران التقليدية". ومع ذلك، فإن ويلسون يرى أن لدى روسيا حافزًا لجعل هذا السلاح "محور سباق التسلح النووي الجديد"، حيث تواجه نقصًا في الإنفاق والقدرة على المواكبة مع الترسانة الأمريكية. وتابع ويلسون: "من المرجح أن نرى تطوير أنظمة أسلحة أكثر خطورة مثل هذا، لمحاولة مواكبة تهديد الترسانة النووية الأمريكية غير المقيدة بميزانية دفاع محدودة". وفي الوقت نفسه، يعتبر المحللون أن إنهاء البلدين للاتفاقات السابقة التي تحد من تطوير أسلحة جديدة، قد يعني أن كليهما أو أحدهما على الأقل لديه النية للاتجاه نحو المزيد من التطوير العسكري والنووي في المستقبل القريب، خاصة بعد الانسحاب الرسمي للجانبين.