الحملات قضت على «الداية» فقط.. 80% من عمليات الختان أجراها أطباء.. اللجنة الوطنية تطلق حملة «احميها من الختان» ودراسة تشكيل لجان لطرق كل البيوت المصرية شوط طويل قطعته الدولة بمختلف مؤسساتها لمواجهة الظاهرة الكبرى فى مصر "ختان الإناث"، فالأعداد بحسب الإحصائيات الأخيرة، تشير إلى تراجع ملحوظ للظاهرة، إلا أن الأرقام ما زالت كبيرة، وتستدعي المزيد من العمل لمواجهة هذه الجريمة بحق المرأة المصرية. نسبة الفتيات اللاتى تعرضن لعملية الختان خلال الأعوام السابقة، بحسب إحصائيات رسمية، تخطت ال61%، فى مراحل عمرية من 15 إلى 17 عاما، الأمر الذي دفع مجلس النواب إلى تغليظ عقوبة الختان فى عام 2016، لتكون السجن لمدة لا تقل عن 5 سنوات وتصل إلى 7 سنوات، بعد أن كانت العقوبة ثلاثة أشهر فقط. تغليظ العقوبة يفشل فى مواجهة الظاهرة تغليظ العقوبة لم يكن هو الحل الأمثل لمواجهة هذه الظاهرة، فالأمر ما زال مستمرا، كل ما فى الأمر أن الأهالي والأطباء والمتخصصين من النساء فى إجراء هذه العملية أصبحوا أكثر حرصا، ويفعلون فعلتهم بعيدا عن الأعين. لجنة وطنية لمواجهة الظاهرة فى شهر مايو من العام الجاري، وبعد تغليظ العقوبة يفشل فى مواجهة الظاهرة تغليظ العقوبة لم يكن هو الحل الأمثل لمواجهة هذه الظاهرة، فالأمر ما زال مستمرا، كل ما فى الأمر أن الأهالي والأطباء والمتخصصين من النساء فى إجراء هذه العملية أصبحوا أكثر حرصا، ويفعلون فعلتهم بعيدا عن الأعين. لجنة وطنية لمواجهة الظاهرة فى شهر مايو من العام الجاري، وبعد أن أيقن القائمون على مواجهة هذه الظاهرة أن تغليظ العقوبة لم يحقق الهدف المنشود، أعلن مجلس الوزراء عن إنشاء أول لجنة وطنية لمواجهة ظاهرة ختان الإناث، يتولاها المجلس القومى للمرأة، والمجلس القومى للأمومة والطفولة، وأن يكون دورهما الوحيد هو القضاء على هذه الظاهرة نهائيا. اليوم الوطنى للقضاء على ختان الإناث بعد الإعلان عن تشكيل اللجنة الوطنية لمواجهة ظاهرة الختان بشهر، خرجت اللجنة أمس الجمعة للإعلان عن إطلاق حملة "احميها من الختان" بالتزامن مع اليوم الوطنى للقضاء على ختان الإناث الذى يوافق 14 يونيو، وهو اليوم الذى شهد موت الطفلة "بدور" على يد طبيبة بالمنيا فى عام 2007. حملات التوعية وحدها لا تكفي حملات التوعية، التى أطلقتها الحكومة خلال الأعوام الماضية، لم تؤتِ أي ثمار، خاصة أن الأزمة تتمثل فى الثقافة التى تحتاج إلى مزيد من العمل والبحث عن حلول لمواجهة الظاهرة الكبرى فى مصر، وهو الأمر الذي ربما انتبهت له اللجنة، التى تدرس حاليا إطلاق حملة لطرق الأبواب فى الريف والصعيد، للوقوف على رأس المشكلة. مقرر القومي للسكان: 80% من عمليات الختان أجراها أطباء الدكتور عمرو حسن مقرر المجلس القومي للسكان، قال إن أول دعوة لمحاربة عملية ختان الإناث في مصر كانت عام 1920 أي منذ 99 عاما، مشيرا إلى أن الحملات الإعلانية السابقة لم توقف الظاهرة، إنما قضت فقط على ما يعرف باسم "الداية" وهي السيدة التى كانت تقوم بإجراء هذه العملية للفتيات. حسن أضاف فى تصريحات ل"التحرير"، أن الحملات السابقة كانت تتحدث عن خطورته على حياة الفتاة، والأضرار التى ستلحق بها نتيجة إجراء تلك العملية على يد "الداية"، وهنا لجأ الأهالي للأطباء والممرضين لإجرائها، معتقدين أن إجراء الختان على يد الأطباء يقي بناتهم من أي مشكلات من الممكن أن يتعرضن لها. وأكد مقرر المجلس القومي للسكان أن الإحصائيات تشير إلى أن 80% من عمليات الختان خلال الفترة الأخيرة تمت على يد أطباء، جميعهم لديه اعتقاد أن ما يفعله لنصرة الدين، وهو ما جعل مصر تحتل المركز الأول على مستوى العالم فى تطبيب الختان. وأوضح حسن أن عملية الختان لا علاقة لها بالدين، فالمسيحيون فى مصر، خاصة الذين يقطنون فى الوجه القبلي، شأنهم شأن المسلمين يجرون لبناتهم عملية الختان، فالأمر برمته ثقافة شعبية، حوّلها البعض لمعتقد ديني، بدعوى الحفاظ على الشرف والعفة والأخلاق. وأشار إلى أن محافظات "مرسى مطروح وشمال وجنوب سيناء" لا تشهد أي عمليات ختان للإناث، وهو ما يؤكد أنها عادة إفريقية، أول من تأثر بها هم سكان الصعيد، ليتحول الأمر إلى ما يشبه الفرح، والجميع يشارك فيه. عضو بقومي المرأة: سندخل كل بيت فى مصر الدكتورة عزة حامد، استشارية العلاقات الأسرية وعضوة بلجنة التدريب بالمجلس القومي للمرأة، قالت إنه حان وقت العمل الجاد لمواجهة هذه الظاهرة، والقضاء عليها تماما، مشيرة إلى أنه بالتزامن مع الحملة التى أعلنت عنها اللجنة الوطنية، فهناك مقترح لحملة كبرى فى كل المحافظات، لطرق الأبواب فى الريف والصعيد. "حامد" أكدت فى تصريحات ل"التحرير"، أن اللجنة الوطنية، من خلال أعضائها وبمشاركة أطباء نفسيين ونساء، وممثل للأزهر، ستدخل كل البيوت فى مصر، للحديث مع الأسرة عن قرب، والتعرف على المخاوف التى تطاردهم، مطالبة بضرورة وجود تكاتف مجتمعي، للقضاء على الجريمة الكبرى فى حق المرأة المصرية. وأضافت حامد: "ننتظر نتائج المؤتمر الذي عقد أمس، وسنناقش خلال الاجتماع المقبل عملية التحرك الفعلي، بعد الوقوف على المحافظات صاحبة النصيب الأكبر فى عملية الختان"، مؤكدة أن النتائج الأخيرة أشارت إلى "وجود الظاهرة بشكل كبير فى المناطق الريفية، ونعد بالقضاء عليها قريبا". عضوة المجلس القومي للمرأة أشارت إلى أن عمليات الختان لم تتوقف عند طبقات بعينها، فهناك أطباء وأساتذة جامعات ومهندسون ومعلمون يرتكبون هذه الجريمة في حق بناتهم. شهر بدور فى محافظات الجمهورية جدير بالذكر أن اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومي للمرأة، والدكتورة عزة العشماوى الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، أطلقت أمس حملة توعوية بعنوان «شهر بدور» بجميع محافظات الجمهورية، تمتد على مدار شهر كامل حتى 14 يوليو 2019. وأكدت فى كلمتها خلال المؤتمر أن "حملة شهر بدور" تستهدف إعادة إحياء قضية ختان الإناث لنشر الوعى على أوسع نطاق، من خلال إقامة مجموعة من الأنشطة بجميع محافظات الجمهورية، بالتعاون بين المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة والأمومة وجميع مؤسسات الدولة المصرية ومنظمات المجتمع المدنى.