مسجد الشيخ بخيت من المساجد المعروفة بشارع سليم الأول بمنطقة حلمية الزيتون، ولكن الكثيرين لا يعرفون عنه سوى اسمه فقط، دون التطرق إلى من هو الشيخ بخيت فى كل منطقة لا بد أن يكون هناك مسجد يستقطب الجميع للصلاة بداخله، قد يكون لشهرته بالمنطقة، وقد يكون بسبب اتساع مساحته، أو لأنه يحمل بداخله ضريحا لأحد أولياء الله الصالحين، وقد يكون لأنه عبارة عن تحفة معمارية من الداخل، وقد تجتمع كل هذه الصفات فى مسجد واحد، مثل مسجد الشيخ بخيت بحى حلمية الزيتون، الذى يتميز بالمئذنة الشاهقة والقبة المرتفعة، وكذلك يلتصق به مستشفى بخيت الذى يعالج المرضى بأسعار رمزية، وهو ما جعل المسجد مكانا مميزا لكل من يريد أن يشعر بالروحانيات سواء خلال شهر رمضان أو فى الشهور الأخرى، ولكن يبقى السؤال من هو الشيخ بخيت؟ تاريخ المسجد بنى مسجد بخيت فى بداية القرن التاسع عشر ميلادية، بناه الشيخ شمس الدين محمد بن بخيت بن حسين المطيعي، ودفن به عام 1938م، وأقيم له ضريح داخل المسجد، ولكنه مغلق بقرار من وزارة الأوقاف، حسب ما أكده أحد العاملين بالمسجد. (اقرأ أيضا: مسجد الرويعي.. استراحة التجار والمسافرين بالموسكي) من تاريخ المسجد من هو الشيخ بخيت هو شمس الدين محمد بن بخيت بن حسين المطيعي، ولد فى محافظة أسيوط عام 1856، بقرية "القطيعة"، التى غير اسمها إلى "المطيعة" نسبة إلى لقب عائلته "المطيعى". بدأ تعليمه عندما التحق بالكتاب، الذى أسهم فى حفظه القرآن وتعلم القراءة والكتابة، وبعد ذلك التحق بالأزهر الشريف، وتتلمذ على يد كبار شيوخ الأزهر منهم الشيخ أحمد الرفاعى، والسيد جمال الدين الأفغانى، وغيرهما من كبار العلماء، وكان يتبع المذهب الحنفى. المفتى الرابع للديار المصرية تقلد الشيخ محمد بخيت العديد من المناصب بعد تخرجه في الأزهر الشريف، حيث عمل بتدريس علوم الفقه والتوحيد والمنطق، ثم تقلد بعض المناصب القضائية، أولها قاض بمحافظة القليوبية، ثم قاض بالمنيا، ثم بورسعيد، وبعدها انتقل إلى السويس، ثم الفيوم، وأسيوط. حصل بخيت على العديد من الترقيات خلال عمله فى القضاء، حتى تم تعيينه مفتشا شرعيا بنظارة الحقانية، ثم رئيسا للمجلس الشرعى بالإسكندرية، وتولى أيضا منصب رئيس المجلس العلمى، وتم تعيينه فى منصب قاضى مصر، وبعده رئيس لمحكمة الإسكندرية، ثم انتقل إلى إفتاء نظارة الحقانية. وفى 26 ديسمبر 1914 عين مفتيا للديار المصرية، واستمر فى المنصب ما يقرب من 6 سنوات، أصدر خلالها نحو 2028 فتوى، وبذلك أصبح المفتي الرابع للديار المصرية، بعد كل من الشيخ حسونة النواوى، والشيخ محمد عبده، والشيخ بكرى الصدفى.
عزله من الإفتاء بسبب فتوى عندما كان الشيخ بخيت مفتيا للديار المصرية، احتاجت الحكومة إلى مكان مسجد كان بناه أحد الأغنياء وأوقفه لله، فذهبوا إلى الشيخ بخيت لأخذ فتوى حول هذا الأمر، فكانت فتواه "إذا وافقكم ربه فلا مانع"، فتوجهوا إلى الرجل الذى بناه فوافق على الهدم، فعادوا مرة أخرى إلى الشيخ بخيت وأخبروه بأن الرجل الذى بنى المسجد وافق على الهدم، فرد المفتى قائلا: "ومن ربه؟ فأجابوا باسم الرجل الغنى، فقال لهم: ليس هو صاحبه الآن لأنه أوقفه لله، لذا قلت لكم إن وافق ربه فاهدموه، أى إذا وافق الله تعالى على الهدم فاهدموه". رواد المسجد يتردد على المسجد عدد كبير من سكان المنطقة بعضهم يعرف قصته والبعض الآخر لا يعلم عنها شيئا. "التحرير" التقى أحد رواد المسجد منذ ما يقرب من 60 عاما، وهو مصطفى عبد الحميد، الذى أكد حرصه الدائم على الصلاة يوميا فى مسجد الشيخ بخيت، لافتا إلى أن الشيخ بخيت كان من الشيوخ الصالحين الذين تمسكوا بالحق والفضيلة، وكان لا يبخل على أحد بعلمه. وأضاف عبد الحميد أن المسجد غير مصنف أثريا، ولكنه يعد مسجدا أثريا، فهو ذو طراز معمارى متميز، وبداخله ضريح الشيخ بخيت، ولكنه مغلق لا أحد يزوره، موضحا أن فيلا الشيخ ما زالت موجودة حتى الآن فى حلمية الزيتون على مسافة قصيرة من مكان المسجد.